كسر الموزع الموسيقي الفلسطيني، فؤاد خضر، نمطية تقديم النصائح الخاصة بدعوة الناس إلى التزام بيوتهم للوقاية من فيروس كورونا، عبر صناعة عمل فني شارك فيه عدد من الفنانين والمؤثرين، يحمل ذات الرسالة، ولكن بأسلوب جديد. وأراد خضر ومُشاركوه في العمل الفني تنبيه الناس إلى أهمية المكوث في المنزل خلال الأزمة العالمية الناتجة عن جائحة كورونا، والدعوات المتلاحقة من مختلف الجهات المُختصة لتجنب الاختلاط والازدحام والانعزال للمساعدة في عدم تفشي الوباء.
ويرى مهندس الصوت خضر، أن العمل الفني "خليك في البيت"، والذي يحمل شعار "حافظ على نفسك قبل ما تخسر نفسك"، جاء بعد تفشي جائحة كورونا، من باب توعية الجمهور، حفاظاً على الأرواح. ويقول خضر لـ"العربي الجديد": "نحمل أمانة بتقديم الرسالة التوعوية بشكل فني جذاب، يتقبله المواطن". والفكرة تمثَّلت في مشاركة أكثر من فنان فلسطيني وعربي لحثّ الناس على التزام البيت، ولكن دون التقاء لخدمة الفكرة، حيث تمَّ غناء المقاطع داخل منزل كل فنان، وإرسالها عبر الإنترنت. ويشيرُ خضر إلى أنه تمَّ تلحين الأغنية في غزة، وطلبت مشاركة عدد من الفنانين بهدف إيصال رسالة موحدة بأهمية التزام البيت وتجنب الاختلاط، وقد شارك في العمل فنانون من فلسطين والأردن ومصر وسورية والمغرب وتونس ولبنان.
أما بخصوص تصوير الفيديو كليب، ونتيجة عدم القدرة على الخروج والاختلاط، تم الطلب من الفنانين والنشطاء والمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي في قطاع غزة، تصوير مقاطع فيديو عبر هواتفهم، ومن داخل منازلهم، وتم تجميع المقاطع ومونتاجها في فيديو كليب جماعي. ورافق العمل الفني، مجموعة أعمال فنية أخرى من غزة تحمل ذات المضمون، ولكن بأساليب متنوعة، في محاولة لاستغلال المساحة الفنية صاحبة التأثير على الجمهور، حيث يؤمن أصحابها بأهمية دورهم التوعوي والمجتمعي.
"الزم بيتك تحفظ بلدك، منك الوعي أساسا يبدأ، تسعد أهلك ترعى ولدك، تدفع عن حارتك الأسوأ"، كلمات بدأ فيها العمل الفني للموزع الموسيقي الفلسطيني، محمود سلمي، والتي أداها فنان جزائري، بغرض حث الجمهور على الوقاية من الاختلاط وتفشي العدوى.
ويوضح سلمي لـ"العربي الجديد"، أن العمل جاء بعد تفشي فيروس كورونا، في مختلف دول العالم، ووصوله إلى فلسطين، وذلك إيماناً بأهمية الفن في توعية عموم الناس، خاصة في ظل الكوارث والأزمات. وعمل الفريق بشكل تطوعي بهدف تعميم الفكرة، وحثّ الجميع على التزام البيت وقاية من الإصابة بالفيروس المُستجد، ودون أي مقابل مادي، للمساهمة في وقف تفشي الوباء.
ولم يغفل سلمي عن التنبيه بضرورة صناعة أعمال فنية تُحاكي الواقع الفلسطيني والعربي، إذ يرى سلمي أن فيها حثّاً للناس على عدم التهاون مع الفيروس، والتعامل معه بجدية أكبر، خاصة في ظل تزايد أعداد الإصابات والضحايا حول العالم. ولم تقتصر الأعمال الفنية على الأغاني ومقاطع الفيديو فقط، إذ قدم عدد من الفنانين التشكيليين لوحات فنية تحاكي زمن كورونا، حاولت مواكبة التطورات والمستجدات، وتصوير الالتزام بإجراءات السلامة والوقاية بأنه المخرج الوحيد من الأزمة. وقامت الفنانة رانا الرملاوي بنحت مجموعة مجسمات رملية، صورت من خلالها عدداً من المواطنين والأطفال وكبار السن والنساء، وقد ارتدوا الكمامات الواقية، مُرفِقة عملها الفني بعبارة Stay at home، في رسالة منها لالتزام البيت للوقاية من فيروس كورونا، ومن تفشي الوباء.