ووضع حزب "الأصالة والمعاصرة"، الذي حقق نتائج متقدمة في الانتخابات المحلية والبلدية الأخيرة في 4 سبتمبر/أيلول الماضي، وثائقه السياسية والفكرية لإبداء الرأي فيها علناً، مراهناً على الحصول على نتائج أفضل في الانتخابات التشريعية المزمع تنظيمها في أواخر العام 2016.
وتورد الوثيقة السياسية للحزب والمطروحة للنقاش، أنّ "ميلاد حزب الأصالة والمعاصرة جاء في سياق مختلف عن تلك الخاصة بمختلف المكوّنات الحزبية التي تعمل اليوم في المجال السياسي المغربي"، مردفاً أنّ "الحزب ولد من رحم حاجة المجال السياسي لمراجعة وظيفة التركيبة الحزبية القائمة".
وتضيف هذه الوثيقة، أنّ "حزب الأصالة والمعاصرة الذي تأسس في صيف 2008، جاء ليلبّي حاجة البلاد إلى التعاطي مع أشكال الاختلاف القائمة في منظوماتها الداخلية وتنازع التيارات والانشطار داخل مكوّناتها. كما تأسس لحاجة المجال السياسي إلى إعادة مدّ وتقوية جسور الثقة والشراكة السياسية بينه وبين المواطنين". وتشير الوثيقة ذاتها، إلى أنّ "الحزب مدعوّ إلى ترسيخ العمل مع مكوّنات الصف الديمقراطي والحداثي، والمساهمة في تشكيل قطب سياسي فاعل يستجيب لاختيارات التحديث ومتطلباته الراهنة والمستقبلية. كما يساهم في توطيد المشروع المجتمعي الديمقراطي، بدءًا بتكريس وزرع قيم الانتساب السياسي الواعي إلى المفهوم العصري للمواطنة".
ويسبق انعقاد مؤتمر الحزب المعارض سجال شهدته صفحات مواقع إخبارية مغربيّة، بين قياديّين من الحزب، خصوصاً الجدل الذي اندلع بين الأعضاء، عبد اللطيف وهبي، وسامر أبو القاسم، ومحمد المعزوز. ففي حين وصف وهبي حزبه بأنه "مختنق ومعقّد الهوية"، اعتبر أبو القاسم أنّ هذه الانتقادات، "لا داعي أن تخرج إلى العلن". من جهته، دعا المعزوز إلى أن يكون المؤتمر المقبل لحزب "الجرار"، محطة للنقد وطرح الأسئلة أمام وضع تنظيمي وتدبيري، على الرغم من تصدره المرتبة الأولى في المشهد الانتخابي المغربي".
اقرأ أيضاً: الانسجام الحكومي في المغرب... ورقة المعارضة ضد التحالف الحاكم
في هذا السياق، يرجّح المحلل السياسي، الدكتور محمد بودن، أن "الأصالة والمعاصرة كحزب ناشئ، سيدخل محطة البحث عن المكاسب السياسية، وسيكون على موعد لتجسيد النوايا، وتوحيد الديمقراطية الداخلية، وتطوير البناء التنظيمي، وصناعة القرار، وإنتاج خط سياسي مستجيب لمتطلبات اللحظة، والخصوصية السياسية للحزب".
ويوضح بودن في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "الأصالة والمعاصرة استطاع أن يسوّق، بشكل قبلي، أفكاراً حول المؤتمر، باعتباره موعداً ديمقراطياً، تتقارع فيه الأفكار والنقاشات الجادة، التي قد تقوّي من شوكة الحزب، وتعزّز خياره السياسي، وقوّته داخل النظام السياسي". ويسجّل المحلّل السياسي ذاته ملاحظتَين رئيسيتين؛ تتجلّى الأولى في احترام حزب الأصالة والمعاصرة لأجندة انعقاد مؤتمره الثالث. وترتبط الثانية بالعمل بمنطق المشاركة في مبادرة رمزية، عبر عرض الوثيقة المرجعية وباقي وثائق المؤتمر أمام الرأي العام، ويشمل الناشطين على مواقع التواصل.
ويستطرد بودن بالقول، إنّ "هذه الخطوة (عرضها للرأي العام) لا تبخس المقترحات الجادة للفاعلين في وسائل الإعلام البديل، بالإضافة إلى تنظيم 22 لقاء تواصليا مع مختلف مناطق المملكة، وهذا يعكس استعداد الحزب الجدّي، وبُعداً تنظيمياً غير مسبوق في المشهد السياسي، خالياً من التركيز على التعبئة والحشد فقط".
وفي ما يخصّ هوية القيادة المقبلة لحزب "الأصالة والمعاصرة"، ومّا إذا كان سيُعاد انتخاب الأمين العام الحالي، مصطفى الباكوري، أم الرجل القوي في الحزب، الياس العماري، أم الوزير السابق، محمد اخشيشن، يشير بودن إلى أنّ "الصورة تبدو ملتبسة، ويحيطها تكتم شديد، بالإضافة إلى رواج الخطاب التكتيكي بين قيادات الحزب".
اقرأ أيضاً: المغرب.. ألغـام في الطريق إلى 2016