يودع أكراد العراق وسورية عاماً صعباً حمل لهم حزناً وألماً ظلوا بعيدين عنهما سنوات، فبعد انتهاء القتال الداخلي في إقليم كردستان العراق في 1996، كان السكان في الإقليم بعيدين عن أية تهديدات حقيقية تستهدفهم، وحتى أثناء الحرب الأميركية الأخيرة في 2003، التي أدت إلى إطاحة نظام الحكم في بغداد، بقي إقليم كردستان بعيداً عن أجواء القتال، باستثناء بعض التفجيرات المتفرقة التي ضربت بعض مناطق في الإقليم، التي لا يمكن مقارنتها بما حصل في بغداد ومدن أخرى.
لكن الوضع في الإقليم ومع تمدد التنظيم الجديد "داعش" على الساحة العراقية واحتلاله مدينة الموصل ومدناً أخرى، ابتداءً من يونيو/حزيران 2014، تحول وضع سكان كردستان إلى حالة أخرى، ووصل التهديد إلى ضواحي عاصمتهم أربيل، كما سقطت بلدات ذات أغلبية سكانية كردية في محافظة أربيل ونينوى وغيرها في يد المسلحين، ما أدى إلى مقتل مئات من الأكراد واعتقال المسلحين لآلاف المدنيين من النساء والأطفال، فضلاً عن تسببه في تهجير أكثر من نصف مليون كردي من مناطقهم.
رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان العراق، نجيرفان بارزاني، قال عن عام 2014 "نودع عاماً عصيباً وصعباً لإقليم كردستان والعراق والشرق الأوسط كافة".
وأضاف "في هذا العام (2014) وعدا عن التصدي وقتال إرهابيي داعش، كان هناك تحدٍ في قضيتين كبيرتين، الأولى قدوم أكثر من 1.5 مليون لاجيء سوري، ونازح داخلي عراقي إلى إقليم كردستان، والثاني، تعقد العلاقات بين إقليم كردستان والحكومة العراقية السابقة، التي وللأسف قطعت حصة الإقليم من الميزانية العامة للعراق لعام 2014".
وتابع رئيس وزراء إقليم كردستان في رسالة وجهها عبر الإعلام "كل واحدة من تلك المشاكل ربما كانت كافية لتخريب الاستقرار في أي بلد بحجم إقليم كردستان في أي مكان في العالم، لكن شعبنا لا يزال مصراً على حماية الاستقرار والأمن في هذا البلد".
وبخصوص العام الجديد 2015، قال بارزاني: "نأمل في العام الجديد أن نحقق تقدماً في العلاقات مع بغداد، وأن نرى نظام حكم جديد في العراق تشارك فيه مكونات هذا الشعب كافة، في السلطة والثروات".
أما رئيس برلمان إقليم كردستان، يوسف محمد صادق، فقال عن 2014، كان "عاماً طويلاً وغير مريح".
وأضاف في مؤتمر صحافي "عام 2014 كان طويلاً وغير مريح، واجهنا فيه أزمة مالية ثم هاجم مسلحو داعش إقليم كردستان، وسببوا جروحاً عميقة لنا، وقاموا بعملية إبادة جماعية ضد إخوتنا وأخواتنا الأيزيديين. لكن لحسن الحظ في نهاية العام نتجه نحو الاستقرار ونسمع أنباء عن انتصارات لقوات البشمركة في سنجار، ورويداً رويداً تلتئم جروحنا، لكن راحة بالنا لن تكون قبل استعادة أخواتنا المختطفات كافة لدى داعش واستعادة سنجار".
ومثل أبناء جلدتهم العراقيين، واجه الأكراد في سورية خلال 2014 مصاعب كبيرة تمثلت في تعرض الكثير من مناطقهم إلى هجمات على يد مسلحي عدد من التنظيمات بينها "داعش"، كما شهد العام أكبر موجة نزوح لهم إلى كل من تركيا والعراق، حيث يأوي البلدان أكثر من مليون لاجئ أكثرهم من الأكراد. كما شهد 2014 تدمير البنية التحتية للكثير من المناطق الكردية بسبب القتال.
وشكل 2014 عاماً للحصاد بالنسبة للأكراد في العراق، فقد وجدوا أنفسهم في إدارة إقليم كردستان يحصدون ثمار سوء العلاقات مع بغداد على مر السنوات الثمانية من حكم رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي (2006-2014)، فقد قُطعت ميزانية الإقليم وتوقفت بغداد عن إرسال رواتب الموظفين وتسببت في أزمة مالية خانقة.
في المقابل، كان 2014 عام حصاد مع محاولة إقليم كردستان إقامة علاقات مع العالم الخارجي ابتداء من 2003، وقد أثمرت جهودهم ودخلوا في تحالف دولي ضد تنظيم داعش، وصار الإقليم لاعباً مؤثراً إقليميّاً ودوليّاً، رغم أنه ليس دولة مستقلة، وأبعد من ذلك حصل على ما يشبه الشرعية عبر تواصل دول عديدة في العالم معه وتقديم الأسلحة والمساعدات لقوات البشمركة الكردية.
في حين لم تتمكن الحكومة العراقية وخصوصاً في فترة المالكي، من الحصول على الدعم الدولي، واقترنت عملية مساعدة العراق بعد ذلك بشرط إقصاء المالكي، كما ربطت مساعدة الجيش العراقي بشرط تسليح السنة، هذا في الوقت الذي تلقت البشمركة مساعدات غير مشروطة.
وفي 2014 استطاع الأكراد أن يظهروا في وضع أقرب إلى الاستقلال عندما حصلوا على موافقة تركيا والتحالف الدولي لإرسال مقاتليهم إلى دولة أخرى، لدعم مدينة كوباني "عين العرب" في سورية لقتال داعش، بل استطاعوا تأمين غطاء جوي لقواتهم هناك، وهذا دليل على متانة علاقاتهم وتنامي نفوذهم.
كذلك، شهد الأكراد في 2014 عمليات إبادة جماعية تعرض لها الأيزيديون في سنجار ومناطق أخرى من محافظة نينوى على يد مسلحي داعش، وبهذا ثبت للأكراد أنهم مهددون بالإبادة في الدول التي يقطنونها في المنطقة، والسبب قوميتهم الكردية وليس العقيدة والاعتقاد، لأن الأيزيديين الذين قتل مسلحو داعش الآلاف منهم واعتقل منهم آلافاً أخرى، ليسوا مسلمين، فيما كانت عمليات الإبادة التي نفذت في الثمانينيات موجهة في مناطق حلبجة وكرميان ضد الأكراد المسلمين.
لكن الوضع في الإقليم ومع تمدد التنظيم الجديد "داعش" على الساحة العراقية واحتلاله مدينة الموصل ومدناً أخرى، ابتداءً من يونيو/حزيران 2014، تحول وضع سكان كردستان إلى حالة أخرى، ووصل التهديد إلى ضواحي عاصمتهم أربيل، كما سقطت بلدات ذات أغلبية سكانية كردية في محافظة أربيل ونينوى وغيرها في يد المسلحين، ما أدى إلى مقتل مئات من الأكراد واعتقال المسلحين لآلاف المدنيين من النساء والأطفال، فضلاً عن تسببه في تهجير أكثر من نصف مليون كردي من مناطقهم.
رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان العراق، نجيرفان بارزاني، قال عن عام 2014 "نودع عاماً عصيباً وصعباً لإقليم كردستان والعراق والشرق الأوسط كافة".
وأضاف "في هذا العام (2014) وعدا عن التصدي وقتال إرهابيي داعش، كان هناك تحدٍ في قضيتين كبيرتين، الأولى قدوم أكثر من 1.5 مليون لاجيء سوري، ونازح داخلي عراقي إلى إقليم كردستان، والثاني، تعقد العلاقات بين إقليم كردستان والحكومة العراقية السابقة، التي وللأسف قطعت حصة الإقليم من الميزانية العامة للعراق لعام 2014".
وتابع رئيس وزراء إقليم كردستان في رسالة وجهها عبر الإعلام "كل واحدة من تلك المشاكل ربما كانت كافية لتخريب الاستقرار في أي بلد بحجم إقليم كردستان في أي مكان في العالم، لكن شعبنا لا يزال مصراً على حماية الاستقرار والأمن في هذا البلد".
وبخصوص العام الجديد 2015، قال بارزاني: "نأمل في العام الجديد أن نحقق تقدماً في العلاقات مع بغداد، وأن نرى نظام حكم جديد في العراق تشارك فيه مكونات هذا الشعب كافة، في السلطة والثروات".
أما رئيس برلمان إقليم كردستان، يوسف محمد صادق، فقال عن 2014، كان "عاماً طويلاً وغير مريح".
وأضاف في مؤتمر صحافي "عام 2014 كان طويلاً وغير مريح، واجهنا فيه أزمة مالية ثم هاجم مسلحو داعش إقليم كردستان، وسببوا جروحاً عميقة لنا، وقاموا بعملية إبادة جماعية ضد إخوتنا وأخواتنا الأيزيديين. لكن لحسن الحظ في نهاية العام نتجه نحو الاستقرار ونسمع أنباء عن انتصارات لقوات البشمركة في سنجار، ورويداً رويداً تلتئم جروحنا، لكن راحة بالنا لن تكون قبل استعادة أخواتنا المختطفات كافة لدى داعش واستعادة سنجار".
ومثل أبناء جلدتهم العراقيين، واجه الأكراد في سورية خلال 2014 مصاعب كبيرة تمثلت في تعرض الكثير من مناطقهم إلى هجمات على يد مسلحي عدد من التنظيمات بينها "داعش"، كما شهد العام أكبر موجة نزوح لهم إلى كل من تركيا والعراق، حيث يأوي البلدان أكثر من مليون لاجئ أكثرهم من الأكراد. كما شهد 2014 تدمير البنية التحتية للكثير من المناطق الكردية بسبب القتال.
وشكل 2014 عاماً للحصاد بالنسبة للأكراد في العراق، فقد وجدوا أنفسهم في إدارة إقليم كردستان يحصدون ثمار سوء العلاقات مع بغداد على مر السنوات الثمانية من حكم رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي (2006-2014)، فقد قُطعت ميزانية الإقليم وتوقفت بغداد عن إرسال رواتب الموظفين وتسببت في أزمة مالية خانقة.
في المقابل، كان 2014 عام حصاد مع محاولة إقليم كردستان إقامة علاقات مع العالم الخارجي ابتداء من 2003، وقد أثمرت جهودهم ودخلوا في تحالف دولي ضد تنظيم داعش، وصار الإقليم لاعباً مؤثراً إقليميّاً ودوليّاً، رغم أنه ليس دولة مستقلة، وأبعد من ذلك حصل على ما يشبه الشرعية عبر تواصل دول عديدة في العالم معه وتقديم الأسلحة والمساعدات لقوات البشمركة الكردية.
في حين لم تتمكن الحكومة العراقية وخصوصاً في فترة المالكي، من الحصول على الدعم الدولي، واقترنت عملية مساعدة العراق بعد ذلك بشرط إقصاء المالكي، كما ربطت مساعدة الجيش العراقي بشرط تسليح السنة، هذا في الوقت الذي تلقت البشمركة مساعدات غير مشروطة.
وفي 2014 استطاع الأكراد أن يظهروا في وضع أقرب إلى الاستقلال عندما حصلوا على موافقة تركيا والتحالف الدولي لإرسال مقاتليهم إلى دولة أخرى، لدعم مدينة كوباني "عين العرب" في سورية لقتال داعش، بل استطاعوا تأمين غطاء جوي لقواتهم هناك، وهذا دليل على متانة علاقاتهم وتنامي نفوذهم.
كذلك، شهد الأكراد في 2014 عمليات إبادة جماعية تعرض لها الأيزيديون في سنجار ومناطق أخرى من محافظة نينوى على يد مسلحي داعش، وبهذا ثبت للأكراد أنهم مهددون بالإبادة في الدول التي يقطنونها في المنطقة، والسبب قوميتهم الكردية وليس العقيدة والاعتقاد، لأن الأيزيديين الذين قتل مسلحو داعش الآلاف منهم واعتقل منهم آلافاً أخرى، ليسوا مسلمين، فيما كانت عمليات الإبادة التي نفذت في الثمانينيات موجهة في مناطق حلبجة وكرميان ضد الأكراد المسلمين.