ليس من رابط في العنوان، سوى ما كان يُساق مزاحاً ويُنسب لأهالي مدينة حمص السورية الذين يمتازون بخفّة الدم وكثرة المزاح "أي اعتداء على ألبان كوسوفو هو اعتداء على ألبان حمص" أثناء حرب التطهير العرقي ضد المسلمين في كوسوفو خلال قصف الحلفاء والحرب الصربية.
ما أعاد هذا الربط للذاكرة، ليس التشابه بين مسلمي كوسوفو وما تعرضوا له من قصف وتهجير وبين ما يتعرض له السوريون اليوم، بل ما وضعته شركة ألبان حمص من خطة إنتاجية طموحة لعام 2015.
ففي واقع ندرة المازوت وغلاء سعره، وفي ظل تراجع أعداد الثروة الحيوانية، الأغنام من أكثر من 22 مليون رأس إلى أقل من 10 ملايين اليوم، وتناقص أعداد الأبقار من 163839 عام 1991 إلى أقل من 39500 رأس، وفق إحصاءات 2012 الرسمية، وخروج الكثير من المربين عن المهنة بعد خطر الموت وغلاء الأعلاف، خرجت شركة ألبان حمص بأرقام فلكية، علماً أن النظام المسيطر على إدارة الشركة لا يسيطر على معظم أماكن تربية الثروة الحيوانية ولا حتى على الطرق التي يمكن عبرها إيصال الحليب للشركة المصنّعة.
سقنا شركة ألبان حمص كمثال ليس إلا، علّه يدلّل على آلية تفكير نظام الأسد الاقتصادي وكيفية اعتماده التضليل في نشر الأرقام لإيهام السوريين وغيرهم، أن النظام صامد ولديه إنتاج ويتحكّم بالأسواق.
ولكن، ومن قبيل الأمانة في الطرح، أشارت الشركة إلى أنها "قد" تحتاج لاستيراد المادة الأولية من "الدول الصديقة" دون أن تشير إلى إيران أو روسيا ودون أن تحدد أنها تتطلع لاستيراد الحليب سائلاً أو مجففاً.
خلاصة القول: ما استعرضناه عن شركة الألبان ينسحب كاملاً على ما تصدره شركات الإنتاج في سورية هذه الآونة بمناسبة طرح الخطط الإنتاجية للعام الجاري، بل وتتمادى بعض الإدارات خلال طرح نسب تنفيذ العام الماضي بأنه فاق الـ100% من المخطط، وهو بحث مستقل يجعل علماء الاقتصاد يهرولون لأقرب مصح عقلي بعد قراءته.
والأنكى، أن تلك الادعاءات التي تتم بتوجيه من السلطات الحكومية والأمنية للاستمرار بالتغرير والوهم، يتم اعتمادها حتى ممّن وجّه باختلاقها، فوزراء الاقتصاد والصناعة والزراعة الذين يقرون بتهديم 80% من الصناعة السورية وخروج معظم الأراضي الزراعية من الإنتاج، يرددونها خلال الاجتماعات الرسمية ويعلنها رئيس حكومة نظام الأسد ليبرهن للمغيبين أن سورية بخير.