أبرق نحو ألف طفل فلسطيني، صباح اليوم الأربعاء، رسائل السلام من مدينة رام الله وسط الضفة الغربية إلى العالم في اليوم العالمي للسلام، ضمن مبادرة "نريد السلام"، مؤكدين أنهم يحبون الأمل والسلام والعيش بحرية بدون احتلال كبقية أطفال العالم.
الأطفال الذين جاؤوا من مختلف المحافظات الفلسطينية لإحياء هذا اليوم الذي نظمه الاتحاد الأوروبي ووزارة التربية الفلسطينية، أطلقوا بالونات وحمائم السلام أمام مبنى وزارة التربية والتعليم الفلسطينية بمدينة رام الله، وقدمت مجموعة منهم رسائل عن آمالهم وأحلامهم بمستقبل أفضل، وأرسلت نسخاً منها إلى أعضاء اللجنة الرباعية الدولية.
الطفلة هيام إياد من سكان رام الله، الطالبة في مدرسة الكرامة، تعود أصول عائلتها إلى بلدة المالحة المهجرة، أوضحت لـ"العربي الجديد" أنها جاءت لتؤكد على حبها للسلام، وأنها تريد كأي طفل حر أن يعود اللاجئون، وأن ينتهي الاحتلال ليعود كل لاجئ إلى بلده. في حين أكدت الطالبة في الصف التاسع الأساسي، آية نواهضة من طولكرم فخرها بفلسطين وحبها لوطنها.
وأعلن الطفل حامد حسن من نابلس، وهو طالب في الصف الثامن الأساسي، أنه يريد أن يعمّ السلام فلسطين، وأن يرحل الاحتلال كي يعيش الفلسطينيون وأطفال فلسطين بأمان. وقال: "يتوجب على العالم استعادة الحقوق الفلسطينية كي يتمكن الفلسطينيون من الاستمرار بالعيش".
وزير التربية والتعليم العالي الفلسطيني، صبري صيدم، تلا بعض تلك الرسائل التي تمثل أحلام أولئك الأطفال الذين رفعوها عاليا خلال فعالية إحياء اليوم العالمي للسلام.
وأكد صيدم لـ "العربي الجديد" على هامش تلك الفعالية، أن الاحتلال اتهم الفلسطينيين بالتحريض من خلال المناهج الفلسطينية، لكن الاحتلال هو المحرض الأول، فرسالة أولئك الأطفال هي رسالة الشعب الفلسطيني بأنه يريد السلام.
وشدد الوزير صيدم على أن ما يحدث لأطفال فلسطين والأسرة التربوية والشعب الفلسطيني من قتل وعنف هو بفعل التحريض الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، وقال: "رسالة الشعب الفلسطيني هي رسالة الأمل، وإنهاء الاحتلال بصفته المحرض الأول".
من جانبه، قال ممثل الاتحاد الأوروبي في الأراضي الفلسطينية رالف طراف لـ"العربي الجديد"، على هامش الفعالية، إن "مثل هذه المبادرات يمكن لها أن تساهم بشكل إيجابي، إذ يوجد داخل المجتمع من يؤمن بتعزيز ثقافة السلام، وإقامة الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية جنبا إلى جنب".
وأكد طراف أهمية حماية حياة الناس، خاصة الأطفال منهم، وتحفيز الجميع لإنهاء الصراع.
من جهتها، شددت منسقة برنامج الشراكة من أجل السلام فرانشيسكا بسينا، بحديثها لـ"العربي الجديد"، على أن الهدف من مثل هكذا فعاليات هو تأسيس ثقافة السلام في المجتمع، وزيادة الوعي بأهمية السلام في المجتمع، مشيرة إلى أن التغيير على المدى البعيد يمكن حدوثه.
ومبادرة "نريد السلام" التي أطلقها الاتحاد الأوروبي، ووزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية اليوم في رام الله، بمناسبة اليوم العالمي للسلام، تسعى لتمكين الفلسطينيين والإسرائيليين من وضع اللبنات الأساسية لسلام دائم ومستدام على مستوى القاعدة الشعبية، وانطلاقا إلى أعلى المستويات وتشجيع التسامح واللاعنف والحوار.