ألمانيا: حزب البديل اليميني يحاول إغلاق أشهر ناد ليلي

19 ابريل 2018
البيرغهاين يخضع لتجاذبات المحافظين في ألمانيا (Getty)
+ الخط -
ضجَّت مواقع التواصل الاجتماعي الألمانيَّة بخبرٍ غريب، مفاده أنَّ حزب البديل اليميني الألماني AFD، تقدَّم بطلبٍ إلى بلديَّة "فريدرش زاين - كرويزبرغ" في العاصمة الألمانيّة برلين، وذلك من أجل إغلاق أشهر نادي ليلي للموسيقى الإلكترونيَّة حول العالم، والذي يسمّى بـ"البيرغهاين" Berghain.

وأشارت وسائل إعلاميَّة مختلفة إلى أنَّ أحد قياديّي حزب البديل، سيبيل شميت، قدّم طلبًا إلى بلديَّة "فريدرش زاين - كرويزبرغ"، من أجل فرض تغييرات على "البيرغهاين"، وإلا فيجب أن يغلق بشكله الحاليّ. ولأنّ الدخول إلى كلوب "البيرغهاين" عمومًا، هو أمرٌ صعب للغاية، إذْ توجد شروط صارمة على الباب للدخول، لا يسمح إثرها لأي شخصٍ بالدخول، إلا أنَّ الشكوى طالبت بعزل المسؤولين الحاليين عن النادي، ووضع مسؤولين جدد يخضعون لما سموه بـ"شروط الدولة". كما طالبَ الحزب بإلغاء إجراءات الدخول الصعبة على الباب، كي يسمح للجميع بالدخول.

ولأنّ الحفلة في البيرغهاين تبدأ كل أسبوع من يوم الجمعة وتستمر حتّى يوم الاثنين ظهرًا، فإنَّ الحزب اليميني في شكواه، قال إنَّ النادي يجب أن يُفتَح ليومٍ واحدٍ فقط، بين الساعة العاشرة مساءً، والسادسة صباحًا! وذلك كي تصبح زيارات الناس خاليةً من المخدرات، ولأنَّ 4 أيام من الحفلة المستمرة تسبب "إخلالاً وتوازنًا بالنظام البيولوجي الطبيعي الزمني للشباب"، كما يزعم مسؤولو الحزب. كما أنَّ البيرغهاين يشتهر بالحريّة الجنسية المطلقة لكافّة أشكال الهويات الجنسيَّة، الأمر الذي يزعج الحزب المحافظ والذي دعا إلى "منع الحريّة الجنسية داخل المكان"، وذلك بوضع "إضاءة مناسبة كاشفة وموظّفين يراقبون". كما طالب الحزب بمنع إدخال "أي شخص أو زبون مستعد للدفع ودخول المكان، ولكنّه قبيح وغبي"! وهي الجملة التي أثارت حفيظة الكثير من الناشطين والمتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي.

ويشير مراقبون إلى أنَّ حزب البديل استغلّ حادثة وفاة سائحة أميركيّة داخل البيرغهاين قبل حوالي 3 أسابيع نتيجة جرعةٍ زائدة من المخدرات (نشرت "شبيغل أون لاين" مقالاً مطوّلاً وموسّعاً حول الموضوع)، من أجل الإيهام بأنّ البيرغهاين مكان خطيرٌ، ويضر بالسلامة العامة. ولكن في العمق، فإنّ القيم السائدة في هذا النادي، تتعارض تماماً مع سياسات الحزب اليمينية والمحافظة، والذي يسعى إلى الحد من الحرية الجنسية، وفرض قيم محافظة على المجتمع. وقال حزب البديل، في بيانٍ صحافي: "إنّ ثمّة مسؤوليّة تقع على عاتقنا في الدولة من أجل حماية زوّار برلين والضيوف عديمي الخبرة من الأمكنة التي من الممكن أن تعرّضهم للخطر".

وطبعًا ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي بالسخرية من طلب حزب البديل العنصري. وهدّد ناشطون بالنزول إلى الشوارع والتظاهر في حال إغلاق النادي. وهذه ليست المرّة الأولى التي يخضع فيها البيرغهاين إلى التجاذبات بين الأحزاب التقدمية والأحزاب المحافظة.

من جهة أخرى، لم يردّ المكتب الإعلامي للبيرغهاين على كلّ هذه الضجة، ونشر على موقعه الرسمي تفاصيل حفلة يوم الجمعة المقبل.

     

 
المساهمون