عزيزتي أريج جمال،
أكتبُ إليكِ في محاولةٍ لاستدعاء الكتابة، لكنني لا أعرف ما هي المساحات التي لا يمكن صبّها في التلفون أو في شات الإنبوكس أو في جلساتنا معاً.
أنتِ آخر شخص أفكر في كتابة رسالة إليه؛ لأن بإمكاني الحكي معكِ دائماً، حتى عن أفكاري الأكثر خطورة.
الرجل كان يتمشى أمامي بكيسٍ بلاستيكيٍّ فارغٍ، الهواء يُطيِّرُ نصفه الحر ويصنع هسهساتٍ لطيفةً تجعل الهواء يغنّي.
الكيس يعيش حياةً أُخرى، يفكر في امتلائه حتى يتمزق، ويحلم بالانفلات فجأةً والطيران الحر، ربما يخاف من طغيان الأكياس السوداء الكبيرة وينتظر يداً ناعمةً ترتديه كقفازٍ وهي تلوّن شَعر امرأةٍ جميلةٍ.
حياتي مجموعة أكياسٍ خاويةٍ ومربوطةٍ بإحكامٍ إلى بيتٍ لا يحسن التعرف على الأبواب. بيتي يكره الأبواب ويقوم بتفجير الخصوصية في صحة الترابط الأسري.
اليوم رفضَتْ أمي أن أملأ الغسالة بالملابس، طلبت مني أن أنتظر إلى الغد كي تقوم هي بانتقاء الملابس التي تراها الأَولى بالنظافة، ملابسي بإمكانها الانتظار دائمًا.
أخي سيفرغ الغسالة من ملابسي - إذا شاء - كي يضع ملابسه؛ لأنه يؤمن بعدم جواز اشتباك ملابسنا معًا داخل الغسالة.
لم أجرِّبْ ولو لمرةٍ واحدةٍ أن أكون مهمةً هنا، أقول لنفسي: ليس بيتك، ستمتلكين بيتاً تكونين فيه الأولى ورغباتك هي الأهم، لكنك ستكونين وحيدةً مع أهميتك القصوى.
الموبايل يرن، يقول واحدٌ لا أعرفه "بحبك"، ثم يطلب مني أن أفتح البلكونة كي أستقبل جثة هذا الحب الميت. خيالي ينزف في الشارع، أمرُّ بأغنيةٍ لا أعرف اسمها تقضم قطعةً كبيرةً مني، وتتركني أفتش في الحب عن الحب، فلا أجد العلامة المائية للحنان، كل هذه النسخ التي تمرُّ بي مزورةٌ.
لماذا لا أكبر على الحب؟
يا صديقتي المدموغة بالورد حسب اسمك الكامل، أكتب إليكِ بدلاً من إفراغ معدتي والارتعاش لثلاث ساعاتٍ كاملة قبل النوم.
يا صديقتي القريبة،
متى سنذهب إلى "قويدر" كي نأكل الآيس كريم ونضحك؟
* شاعرة من مصر