الأمنية القديمة الجديدة حملتها الأم المكلومة، على مدار السنوات السابقة، مستفتحة بها عامها الجديد 2019، وهي تغالب دموعها وتترقب لحظة حريته.
بداية العام تحمل ذكرى قاسية لأم حسام الزعانين، إذ استشهد ابنها أحمد في 22 يناير/ كانون ثاني عام 2014، إلا أنها ما زالت تتأمل أن يحمل العام الجديد نبأ الإفراج عن ابنها الأسير والجريح.
وتقول الزعانين لـ "العربي الجديد"، إنّ ابنها الأسير في سجن نفحة الصحراوي، والمحكوم 17 عاماً كان اجتماعياً، يحب اجتماع أفراد أسرته حوله و "كان حنوناً علينا، ويحب تزيين شجرة رأس السنة الميلادية، والاحتفال معنا".
وجاورت والدة الأسير الزعانين عشرات أمهات الأسرى، اللواتي تحدين الأجواء الماطرة، والبرد القارس، للمشاركة في الاعتصام الأسبوعي، داخل مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، غربي مدينة غزة.
أم ناهض حميد لم تكن تحمل صورة ابنها الأسير كباقي الأمهات، تقول لـ"العربي الجديد" إن صورته موشومة في قلبها، متمنية أن يحمل العام الجديد أخباراً إيجابية بالإفراج عنه وعن كل الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وتوضح السبعينية التي لفّ وجهها الحزن أنّ ابنها الذي اعتقل للمرة السادسة يقضي حكماً بالسجن 20 عاماً، مضيفة: "أسرانا ليسوا مجرد أرقام داخل السجون، هم بشر، كان ولا يزال لهم أمنيات بعيش حياة كريمة وآمنة، بعيداً عن الحروب والاحتلال".
أما والدة الأسير أحمد شمالي فاختارت أن تبدأ حديثها بالدعاء لابنها والأسرى الفلسطينيين كافة، بالإفراج العاجل، والحرية في القريب، مطالبة "كل صاحب ضمير حي بالوقوف إلى جانب قضية أسرانا العادلة".
ويقضي الأسير أحمد شمالي والذي اعتقل في 2 أغسطس/ آب 2008 حكماً بالسجن لمدة 17 عاماً داخل سجن نفحة الصحراوي، بعد أن كان يقضي جل وقته في العمل داخل مزارع الدجاج في منطقة جحر الديك على الحدود الشرقية لقطاع غزة.
وتبين شمالي لـ"العربي الجديد" أن الأسرى يعانون داخل السجون الإسرائيلية من المعاملة العنصرية، والممارسات العدائية المتواصلة، والهجمات الشرسة، واقتحام السجون في البرد القارس، علاوة على تفتيش الغرف، وممارسة مختلف أنواع التعذيب ضدهم.
بدورها، تقول والدة الأسير دفاع أبو عاذرة من مدينة بيت حانون شمالي القطاع، أن الاحتلال الإسرائيلي اعتقل ابنها عام 2008، ثم حُكم بالسجن 28 عاماً، ويُسمح لعائلته بزيارته مدة ساعة وربع كل شهرين فقط.
وتضيف لـ"العربي الجديد": حين اعتقل الاحتلال ابني كان عمره 23 عاماً، وبعد قضاء المدة سيصبح 52 عاماً، أي سيصاب بشيخوخة مبكرة داخل سجنه دون أن يرى الشمس، أو أن يقضي أيا من تفاصيل حياته.
وتستذكر والدة الأسير أبو عاذرة ابنها مع دخول العام الجديد، قائلة: "هذه ليست المرة الأولى التي نستقبل فيها العام بدون ابني دفاع، وأمنيتنا المتجددة هي أن يتم الإفراج عنه، وأن تنتهي معاناته، ومعاناة زملائه الأسرى".
وتضيف:"كان دفاع يحب طقوس استقبال العام الجديد، إذ كان ينفخ البالونات، ونحن نصنع الحلوى، ونسهر حتى ساعات متأخرة من الليل"، مستدركة "حتى الخيل التي كان يربيها ابني مشتاقة له، وحزينة على فراقه".