يواصل أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الصباح، العمل على سياسة كويتية جديدة، تهدف للحصول على مزيد من النفوذ في المنطقة، وذلك عبر التقارب مع الصين، سياسياً واقتصادياً، لحماية البلد من أي أخطار مستقبلية. وكان أمير الكويت والرئيس الصيني، شي جين بينغ، قد أشرفا، خلال زيارة الأمير بكين مؤخراً للمشاركة في المنتدى العربي الصيني، على توقيع اتفاقيات اقتصادية وسياسية جديدة بين البلدين. وأكد الصباح، في كلمة أمام المنتدى، التعاون الوثيق بين العالم العربي والصين، ورغبة الكويت بالمشاركة في المشاريع الصينية، السياسية والتجارية في المنطقة، ضمن ما عرف بمشروع "الحزام والطريق" الصيني الضخم، الذي يستهدف بناء طرق تجارية وسياسية جديدة في العالم. ووقع الطرفان 7 اتفاقيات مشتركة، كان أبرزها مذكرة تفاهم بشأن إقامة آلية للتعاون بين الخارجيتين الكويتية والصينية، وأخرى بشأن الصناعات الدفاعية بين البلدين، واتفاقية نفطية تحاول فيها الكويت الحفاظ على الصين كزبون دائم لها في مجال الطاقة. وأصدر البلدان بياناً ختامياً تكون من أكثر من 17 نقطة، وضعت كبادرة تعاون كبرى بين البلدين مستقبلاً في المجالات السياسية والاقتصادية، ومن أهم ذلك دعم الجانب الصيني للدور الرئيسي الذي يقوم به الشيخ صباح لحل الأزمة الخليجية والتعاون في مجالات الأمن المشترك وإنفاذ القانون. لكن أهم ما جاء في البيان المشترك هو التعاون الكويتي الصيني في مجلس الأمن، وتأكيد بكين دعمها الكويت داخل الأمم المتحدة، ما قد يفتح الباب أمام وجود صيني سياسي جديد داخل منطقة الخليج العربي.
كما تحاول الكويت استثمار مزيد من الأموال في "طريق الحرير"، كفرصة اقتصادية جديدة، بالإضافة إلى استخدام التقنيات الصينية في بناء أهم مشروعين اقتصاديين كويتيين في السنوات المقبلة، وهما مشروع تطوير الجزر ومدينة الحرير شمال البلاد، وهو ما قد يفتح باب حرب اقتصادية واسعة بين دول مجلس التعاون الخليجي في ظل غياب أي تنسيق اقتصادي بينها بسبب حصار قطر، إذ لم تجتمع اللجان التابعة للمنظومة منذ منتصف العام الماضي وسط تعنت من الجانب السعودي في إدخال الموظفين القطريين إلى الرياض حيث يقع مقر أمانة دول مجلس التعاون. ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت، سامي الفرج، لـ"العربي الجديد"، إن "الزيارة تعتبر خطوة استباقية كويتية على الصعيد الدبلوماسي، وهي توضح الفوارق الدبلوماسية بين الكويت، التي تعتبر قيادتها قديمة في المجال الدبلوماسي، وبقية الدول الخليجية. وسبب هذه الزيارة، من وجهة نظري، هو أن المنطقة تعيش حالة من عدم الاستقرار بسبب تصرفات المحورين الإيراني من جهة والأميركي من جهة أخرى، والتقرب من الصين يؤدي إلى تعزيز الخيارات الاستراتيجية، سياسياً وعسكرياً، في المنطقة، وإخراجها من خانة الإملاءات الأميركية أولاً ثم الخليجية ثانياً". ويضيف الفرج، الذي يترأس مركز البحوث الاستراتيجية التابع للحكومة الكويتية، "أستطيع أن أقول إن هذه الزيارة تمثل نصراً دبلوماسياً كاملاً للكويت".