أميمة الخليل تغنّي لسورية

06 فبراير 2018
أميمة الخليل (فيسبوك)
+ الخط -
منذ أيام، أطلقت المغنية اللبنانية، أميمة الخليل، أغنية "نيو شام" التي تغنت فيها بالمأساة السورية. ويشارك في أداء الأغنية الشاعر الفلسطيني، مروان مخول، من خلال إلقائه لبعض أبيات القصيدة ضمن الأغنية. والأغنية من تأليف مخول، وألحان عصام الحاج علي، وتوزيع هاني سبليني. وأخرجت الكليب، فطمة رشا شحادة، بطريقة كلاسيكية جامدة، تتناوب فيها اللقطات بين الخليل وهي تغني، ومخول الذي يؤدي قصيدته في استوديو التسجيل، مع بعض اللقطات التي تصور العزف على آلة البيانو.

تبدأ قصيدة مخول التي بنيت عليها الأغنية بالتباكي على الأطلال، إذْ تشرح حال سورية التي "هجرتها الشمس"، والتي "ماتت فيها الطفولة"، وتحولت المدارس فيها لمخيمات تضم اللاجئين، وخلت الشوارع من الجميع، باستثناء النساء الثكلى اللواتي يزفن أزواجهن وأبناءهن إلى المقبرة.

وبعد ذلك تنتقل القصيدة إلى افتعال خط درامي. إذ يدعي مخول بأن أبا الطيب المتنبي قام بالاتصال به عبر الهاتف ليعاتبه على ما حل بقلعته الراحلة. ليحاول من خلال ذلك أن يعبر عن المأساة الحضارية التي حلت بعاصمة الدولة الأيوبية. ومن ثم تنتقل القصيدة المغناة إلى مقارنة المأساة السورية بالمأساة الفلسطينية، فيبرر مخول والخليل انشغالهما عن الأغنية الفلسطينية الملتزمة بحداثة المأساة السورية، حيث يرد في القصيدة: "على هذه الأرض ما يستحق الحياء، فلسطينُ كانت تسمّى فلسطينَ، صارت تسمّى قضيّتنا المرجأة"، ومن ثم تنتهي الأغنية بصرخات، يصفها مخول بـ"الشؤم" لتناشد الخليل "البلاد" باستمرار الثورة، والوقوف في وجه الموت.


وبحسب ما ورد في الأغنية، فإن الخليل تحاول أن تخطو خطوة جديدة في مسيرتها الفنية، فهذه المرة الأولى التي تغني فيها للقضية السورية بعد سنوات من التزامها الغناء للقضية الفلسطينية التي لازمتها منذ انطلاقتها في فرقة "الميادين" برفقة مارسيل خليفة سنة 1990؛ إلا أن هذا التجديد يبدو غير ملائم للمرحلة، فالأغنية جاءت بعد سبع سنوات من انطلاقة الثورة السورية، وبعد أعوام من حصار حلب وتدميرها من قبل قوات النظام وحلفائه. والأغرب من ذلك أنها جاءت بعد أن عادت القضية الفلسطينية للواجهة، بسبب تمهيد ترامب للإعلان عن القدس كعاصمة لما يسمى دولة إسرائيل.

وكذلك فإن الأغنية تفتقد إلى عنصر الجدة على مستوى اللحن والكلمات، فالقصيدة بأكملها تبدو مستهلكة وكلماتها مكررة، فترد فيها عبارات مثل "هبي كما الياسمين الدمشقي" و"حتى لا تنام القصيدة" وهي عبارات سبق وأن استهلكت إلى حد الابتذال في مئات القصائد، وحتى في منشورات مواقع التواصل الاجتماعي؛ وأما بالنسبة لتصوير المتنبي ببيئة درامية يحاول أن يعثر على الكهرباء ليشحن هاتفه الخليوي ويهاتف مخول، فهو جزء لا يخلو من الابتكار والخيال، ولكنه يبدو خيالا شحيحا، وعاجزا عن مجاراة المأساة السورية الحديثة، أو محاكاة الشعر العربي الأصيل؛ لتبقى اللمحة الفنية الوحيدة في الأغنية هي صوت الخليل الذي لا يختلف النقاد عادةً على الإشادة به، ولكن جمالية هذا الصوت تتلاشى عند إقحام صوت مخول، وهو يلقي شعره بافتعال، ويصرُخ مصطنعاً التأثّر.
دلالات
المساهمون