أنقرة وطهران تتعهدان بالتعاون لإنهاء النزاعات بالشرق الأوسط

09 يونيو 2014
غول مرحباً بروحاني (محمود سردار/الأناضول/Getty)
+ الخط -

تعهّد الرئيسان التركي، عبد الله غول، والإيراني، حسن روحاني، اليوم الاثنين، بالتعاون معاً من أجل وضع حدّ للنزاعات التي تعصف بالشرق الأوسط، ولاسيما النزاع في سورية، لإعادة الاستقرار إلى المنطقة. وبالتزامن، أعلن مساعد وزير الخارجية الإيراني، أمير عبد اللهيان، من القاهرة أن طهران مستعدة لعقد قمة تجمع، على الأقل، كلاً من مصر، تركيا، السعودية وإيران.

وخلال مؤتمر صحفي عقداه في ختام مباحثاتهما في أنقرة، قال غول "نرغب معاً في إنهاء المعاناة في المنطقة، ونعتزم التوصل إلى ذلك، ويمكن للجهود المشتركة لتركيا وإيران أن تقدم مساهمة كبرى في هذا الصدد".

من جهته، قال روحاني إن "ايران وتركيا، أكبر بلدين في المنطقة، عازمتان على محاربة التطرف والارهاب"، موضحاً أن "عدم الاستقرار السائد في المنطقة لا يخدم أحداً لا في المنطقة ولا في العالم، وقد وافق بلدانا على العمل معاً وبذل أقصى ما في وسعهما".

ولدى تطرقه للوضع في سورية ومصر، اعتبر روحاني أنه "من المهم أن يتمكن هذان البلدان من تحقيق الاستقرار والأمن، وأن يتم احترام تصويت شعبيهما ووضع حد للحرب وإراقة الدماء والاقتتال الأخوي".

وتختلف أنقرة وطهران منذ أكثر من ثلاث سنوات بشأن الثورة السورية، ففي حين تعد إيران الحليف الإقليمي الأساسي لنظام الرئيس السوري، بشار الأسد، تدعم تركيا المعارضة السورية.

وأكد غول من جديد دعمه للمفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني. وقال: "نحن لا نريد أن يكون لدى أي دولة في المنطقة سلاح نووي". من جهته، قال روحاني إن "منطقتنا يجب أن لا تكون خالية فقط من الأسلحة النووية، وإنما أيضاً من الأسلحة التقليدية".

قمة رباعية... وأكثر

في هذه الأثناء، أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني، أمير عبد اللهيان، خلال مؤتمر صحفي عقده في مقر السفارة الإيرانية في القاهرة، اليوم الإثنين، أن العلاقات بين مصر وإيران ليست موجهة ضد أي بلد من بلدان الخليج، معرباً لوكالة "الأناضول" عن استعداد بلاده إلى عقد قمة رباعية تجمع مصر وتركيا والسعودية إلى جانب إيران قريباً.

وقال عبد اللهيان، لوكالة "الأناضول"، على هامش مؤتمره الصحفي، "خلال محادثتنا مع المسؤولين المصريين أبدينا كامل استعداد إيران حول نقاش على أعلى مستوى، ونعتقد سيكون ذلك بمشاركة تركيا والسعودية ومصر، وإيران، إلى جانب بلدن أخرى في المنطقة".

ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان يعني بذلك عقد قمة رباعية بين الدول التي ذكرها، أوضح عبد اللهيان "نعم قمة رباعية وأكثر من رباعية". كما لم يشر كذلك حول ما إذا كانت بلاده تحدثت حول هذا الطرح مع تركيا والسعودية أم لا.

وكان عبد اللهيان وصف في مؤتمره العلاقات بين طهران والرياض بأنها "طبيعية". وقال "ليس هناك أي مشكلة كبيرة في العلاقات الثنائية بين البلدين، ولكن هناك نوع من سوء الفهم في بعض القضايا الإقليمية"، مشيراً إلى ضرورة "وجود حوار مؤثر وجاد مع السعودية حول القضايا الإقليمية".

وأوضح عبد اللهيان أن العلاقات بين مصر ودول الخليج العربي مميزة، قبل أن يستدرك أنه "ليست هناك حاجة لتكون العلاقات بين مصر وإيران موجهة ضد أي بلد في الخليج"، مضيفاً "نحن نعتبر أمن مصر يمثل أمناً لإيران، وأمننا يعني أمن الخليج".

ورداً على سؤال لوكالة "الأناضول"، بشأن ما إذا كانت طهران ستقوم بدور للتقارب بين أنقرة والقاهرة في ضوء زيارة الرئيس الإيراني، حسن روحاني، لتركيا، وقبول دعوة مصر لحضور حفل تنصيب الرئيس الجديد، عبد الفتاح السيسي، قال عبد اللهيان "نرى أن التعاون بين مصر وتركيا ليس مهماً فحسب، بل ضرورياً من أجل حل المشاكل في الشرق الأوسط". ودعا الطرفين للتعاون من أجل مصلحة العالم الإسلامي، مشدداً على "دور البلدين في قضايا مكافحة الإرهاب في المنطقة أيضاً".

وأكد عبد اللهيان أن مصر "غير قابلة للعودة للوراء". وأضاف "نعتبر إجراء الانتخابات الرئاسية فيها خطوة للأمام"، معرباً عن "استعداد بلاده لتقديم المساعدة لمصر في كافة المجالات".

وأشار عبد اللهيان إلى أنه، خلال لقائه القصير بالسيسي، أبلغه "التحيات الحارة" من جانب نظيره روحاني، مضيفاً "وفي المقابل سمعت كلاماً رائعاً وطيباً من الرئيس السيسي". ووصف اللقاء القصير مع السيسي بأنه جاء في جو "حميمي" و"صادق جداً" حول المستقبل.

وبخصوص دعوة السيسي لزيارة طهران قال عبد اللهيان، في عبارة مقتضبة، إن "طهران سوف ترحب بلقاءات على أعلى مستويات".

وحول الأوضاع في سورية، لفت إلى أنه ناقش مع المسؤولين المصريين الملف السوري، معتبراً أن "طهران والقاهرة لديهما وجهات نظر متقاربة بالنسبة للشأن السوري".

وفي الملف الفلسطيني، رحب بالمصالحة بين فتح وحماس، وقال إنها "خطوة إيجابية"، مضيفاً "نحن نعتقد أن المقاومة هي الحل الوحيد لإعادة الحقوق الكاملة المشروعة للشعب الفلسطيني، ومطمئنون بأن حماس ستبقى في محور المقاومة دائماً".