من الكتاب الأبرز للمفكّر التونسي الطاهر الحدّاد (1899 - 1935) "امرأتنا في الشريعة والمجتمع"، تستوحي المخرجة التونسية أنيسة داود عنوان فيلمها الوثائقي "امرأتنا في السياسة والمجتمع"، الذي يُقدَّم عرضُه الأول، اليوم، في "قاعة الكليزي" في تونس العاصمة.
يُعتبر العمل (25 دقيقة) أول تجارب داود في الإخراج، بعد أن قدّمت العديد من الأدوار في السينما والتلفزيون والمسرح، وفيه تتناول واقع وآفاق المرأة في تونس، محاولةً تقديم قراءة عن واقعية عن وضعها ومكانتها في الحياة السياسية والاجتماعية، وتسليط الضوء على المصاعب التي تواجه نساء ينتمين إلى الطبقة السياسية، من خلال تجربة "رابطة الناخبات التونسيات".
تُمثّل الرابطة إحدى الجمعيات النسوية الناشطة في البلاد؛ حيث تنصب أهدافها في إيجاد قيادات نسوية في تونس، تنطلق من الأحياء الشعبية، وصولاً إلى أعلى الدوائر في السلطة.
تقول داود إن الفيلم يحاول الإضاءة على مكانة المرأة في الفضاء العام وفي الساحة السياسية والحياة اليومية، "بعيداً عن الخطابات الجميلة التي لا تعدو أن تكون واجهة وشعارات سياسية".
يتضمّن الشريط لقاءات مع مناضلات من الرابطة، في محاولة لـ "فهم فحوى التزامهن السياسي، لمعرفة إمكانية وجود طريقة نسائية في تناول الشأن السياسي، وتحديد الصعوبات التي يلاقينها لفرض المساواة الحقيقية"، وفق تعبيرها.
من خلال هذه التجربة، وصلت المخرجة إلى قناعة بأن "التغيير الحقيقي في تونس يجري بخطوات صغيرة وعنيدة، وبانتصار صغير يتلوه آخر، حتى لو كان متواضعاً وبعيداً عن السياسيين الذين يملؤون وسائل الإعلام ويتصدّرون الساحة السياسية عبر خطابات جوفاء ومواقف انتهازية".
اقرأ أيضاً: محمد محجوب: الطاهر الحدّاد وعدم الخجل من النصوص