رغم حضوره الصناعي والإنتاجي والتجاري، منذ سنين بعيدة، في المشهد السينمائي الدولي، فإن فيلم التحريك لا يحظى بمكانةٍ أساسية في لائحة الجوائز السينمائية الدولية. ورغم التطوّر الهائل في التقنيات الحديثة التي ترفد صناعته بحاجاتٍ عصريةٍ تتلاءم ومحتوياته الفنية والدرامية والجمالية، لا تعثر هذه الصناعة، والتي تعيش تنافساً إبداعياً راقياً بين دولٍ أساسية تهتمّ بإنتاجه، كاليابان وفرنسا وبلجيكا، بالإضافة إلى هوليوود واستديوهاتها المختلفة، على مساحةٍ لها في برامج المهرجانات الدولية، من دون تناسي أنّ للتحريك مهرجاناتٍ خاصّة به، أهمها "المهرجان الدولي لأفلام التحريك في آنّيسي"، المؤسَّس عام 1960، والمُقامة دوراته مرة واحدة كل عامين، قبل أن يتحوّل إلى مهرجان سنوي بدءاً من عام 1997.
منذ عام 2002، تتنبّه "أكاديمية فنون السينما وعلومها"، والتي تمنح جوائز أوسكار للأفلام الأميركية الهوليوودية، منذ عام 1929، إلى واقع التحريك البصريّ وأهميته، فتُخصِّص جائزة أوسكار به، بعد إبداء أعضائها أسفهم على عدم حصول فيلم
Chiken Run عام 2000، لبيتر لورد ونِكْ بارك، على ترشيحٍ لأوسكار أفضل فيلم، في الدورة الـ 73 (2001)، إذْ تعتاد الأكاديمية، منذ بدايات منحها الجوائز تلك، ترشيح أفلام التحريك في هذه الفئة.
قبل هذا، تحصل 3 أفلام تحريك على "جائزة أوسكار للإنجاز الخاص" (جائزة شرفية تكريمية، تمنحها الأكاديمية منذ عام 1973): "سنو وايت والأقزام السبعة" (1937)، لديفيد هاند (دورة 1939)؛ و"من يخاف روجر رابيت؟" (1988) لروبرت زيميكس (دورة 1989)، و"قصة لعبة" (1995) لجون لاسيتير (دورة 1996). لكن "الجميلة والوحش" (1991) لغاري تروسدال وكيرك وايز سيكون أول فيلم تحريك يُرشَّح لجائزة أفضل فيلم، في دورة 1992، التي ستؤول لـ "صمت الحملان" لجوناثان ديمي. مع هذا، ينال الفيلم جائزتي أوسكار في فئتي أفضل موسيقى لآلن مَنْكن، وأفضل أغنية أصلية، بعنوان "الجميلة والوحش"، لمَنْكن وهاورد آشمان.
في دورة 2010، ينال فيلم "Up" لبوب بيترسن وبيت دوكتر، الذي يفتتح الدورة الـ 62 (13 ـ 24 مايو/ أيار 2009) لمهرجان "كانّ” الدولي، جائزتي أوسكار في فئتي أفضل فيلم تحريك، وأفضل موسيقى لمايكل جياتشينو. في الدورة التالية (2011)، يحصل "قصة لعبة 3" (2010) للي أونكريش على جائزتين اثنتين أيضاً، في فئتي أفضل فيلم تحريك، وأفضل أغنية، بعنوان We Belong Together لراندي نيومان.
اقــرأ أيضاً
بحسب النظام المعمول به في الأكاديمية، فإن جائزة أوسكار تُمنح لهذا النوع من الأعمال، في حال تمّ عرض 8 أفلام تحريك في الصالات التجارية الأميركية، خلال العام السابق لكل دورة سنوية. وعندما يبلغ العدد 15 فيلماً، فإن 5 منها تحصل على ترشيح، وإلاّ فـ 3 فقط. لذا، فإن فئة "أفضل فيلم تحريك طويل"، في الدورة الـ 89، والتي تُقام حفلتها في 26 فبراير/ شباط 2017، في "مسرح دولبي" في هوليوود (لوس أنجليس)، تتضمّن 5 ترشيحات، تمّ الإعلان الرسمي عنها في 24 يناير/ كانون الثاني 2017، ضمن اللائحة الكاملة، تنالها 5 أفلام حديثة الإنتاج، هي: Kubo And The Two Strings لترافيس نايت وآريان سوتنر، وMoana لجون موسكر ورون كليمنتس وأوسمات شورير، وMy Life As A Zucchini لكلود بارّاس وماكس كارلي، وThe Red Turtle لمايكل دودك دي فايت وتوشيو سوزوكي، وZootopia لبايرون هاورد وريتش موور وكلارك سبنسر.
يتابع الأول حكاية الشاب النشيط والكريم، كوبو، الذي يهتمّ بوالدته التي يُقيم معها في منزل العائلة، في مدينة ساحلية يابانية، زمن القرون الوسطى. يكسب قوته اليوميّ بسرد حكايات، لكنه يجد نفسه، فجأة، في خضم تجربة صعبة واختبار مرير، إذْ تُكلّفه والدته بالبحث عن درع سحريّ لوالده الـ "ساموراي"، المتوفّي منذ وقتٍ مديد، وذلك لحمايته من ورطةٍ كبيرةٍ. ويتوغّل الثاني في إحدى القصص الخُرافية، التي تعود إلى نحو 3000 سنة، عندما كان البحّارة العظماء يجوبون المحيط الهادئ لاستكشاف جزره الكثيرة. لكن، بعد 1000 عام على ذلك، يتوقّفون عن ممارسة رحلاتهم البحرية، من دون أن يعرف أحدٌ سبب ذلك. عندها، تقوم الشابّة الصغيرة فايّانا برحلةٍ جريئة، لاستكمال البحث الذي لم يُكمله أجدادها، بهدف إنقاذ شعبها من خطر محدق.
أما الفيلم الثالث، فيتناول سيرة كورغيت، اليتيم، الذي يعيش تجارب مختلفة في حياته: فهو، بعد أن يفقد والدته، يظنّ أنه بات وحيداً في العالم. وهذا، قبل أن يلتقي في الميتم أفراداً آخرين، يملك كل واحد منهم حكايته الخاصّة، وتجاربه المتراوحة بين القهر والألم والسكينة الداخلية. في حين أن الفيلم الرابع يرسم ملامح عالم مستقلّ بحدّ ذاته، مع نجاة صيّاد من الموت، إثر تعرّض مركبه إلى عاصفة عاتية، ويجد نفسه في جزيرة تسكنها حيوانات متنوّعة الأشكال. لكنه سيلتقي سلحفاة حمراء غريبة الأطوار، تتحوّل إلى امرأة يقترن بها، ويُنجب منها ولداً، ويعيش معهما حياة جميلة، قبل أن يُقرِّر الابن مغادرة الجزيرة لاكتشاف العالم.
"زووتوبيا" الكوزموبوليتية تُشبه جزيرة "الضفدعة الحمراء"، لأن الحيوانات تسكن فيها، هي أيضاً. لكن كل شيء آخر سيكون مختلفاً، لأن جودي، ابنة الأعوام الـ 9، التي تعيش في قرية بعيدة عنها، تريد الذهاب إليها، والعمل فيها كشرطية. وهذا ما تنجح فيه عندما تُصبح راشدة ومستقلة عن أهلها. غير أن الشرطية ستواجه تحديات شتّى في المدينة، خصوصاً أن عملها مليء بالإثارة والتشويق والمغامرات الكثيرة.
اقــرأ أيضاً
منذ عام 2002، تتنبّه "أكاديمية فنون السينما وعلومها"، والتي تمنح جوائز أوسكار للأفلام الأميركية الهوليوودية، منذ عام 1929، إلى واقع التحريك البصريّ وأهميته، فتُخصِّص جائزة أوسكار به، بعد إبداء أعضائها أسفهم على عدم حصول فيلم
Chiken Run عام 2000، لبيتر لورد ونِكْ بارك، على ترشيحٍ لأوسكار أفضل فيلم، في الدورة الـ 73 (2001)، إذْ تعتاد الأكاديمية، منذ بدايات منحها الجوائز تلك، ترشيح أفلام التحريك في هذه الفئة.
قبل هذا، تحصل 3 أفلام تحريك على "جائزة أوسكار للإنجاز الخاص" (جائزة شرفية تكريمية، تمنحها الأكاديمية منذ عام 1973): "سنو وايت والأقزام السبعة" (1937)، لديفيد هاند (دورة 1939)؛ و"من يخاف روجر رابيت؟" (1988) لروبرت زيميكس (دورة 1989)، و"قصة لعبة" (1995) لجون لاسيتير (دورة 1996). لكن "الجميلة والوحش" (1991) لغاري تروسدال وكيرك وايز سيكون أول فيلم تحريك يُرشَّح لجائزة أفضل فيلم، في دورة 1992، التي ستؤول لـ "صمت الحملان" لجوناثان ديمي. مع هذا، ينال الفيلم جائزتي أوسكار في فئتي أفضل موسيقى لآلن مَنْكن، وأفضل أغنية أصلية، بعنوان "الجميلة والوحش"، لمَنْكن وهاورد آشمان.
في دورة 2010، ينال فيلم "Up" لبوب بيترسن وبيت دوكتر، الذي يفتتح الدورة الـ 62 (13 ـ 24 مايو/ أيار 2009) لمهرجان "كانّ” الدولي، جائزتي أوسكار في فئتي أفضل فيلم تحريك، وأفضل موسيقى لمايكل جياتشينو. في الدورة التالية (2011)، يحصل "قصة لعبة 3" (2010) للي أونكريش على جائزتين اثنتين أيضاً، في فئتي أفضل فيلم تحريك، وأفضل أغنية، بعنوان We Belong Together لراندي نيومان.
بحسب النظام المعمول به في الأكاديمية، فإن جائزة أوسكار تُمنح لهذا النوع من الأعمال، في حال تمّ عرض 8 أفلام تحريك في الصالات التجارية الأميركية، خلال العام السابق لكل دورة سنوية. وعندما يبلغ العدد 15 فيلماً، فإن 5 منها تحصل على ترشيح، وإلاّ فـ 3 فقط. لذا، فإن فئة "أفضل فيلم تحريك طويل"، في الدورة الـ 89، والتي تُقام حفلتها في 26 فبراير/ شباط 2017، في "مسرح دولبي" في هوليوود (لوس أنجليس)، تتضمّن 5 ترشيحات، تمّ الإعلان الرسمي عنها في 24 يناير/ كانون الثاني 2017، ضمن اللائحة الكاملة، تنالها 5 أفلام حديثة الإنتاج، هي: Kubo And The Two Strings لترافيس نايت وآريان سوتنر، وMoana لجون موسكر ورون كليمنتس وأوسمات شورير، وMy Life As A Zucchini لكلود بارّاس وماكس كارلي، وThe Red Turtle لمايكل دودك دي فايت وتوشيو سوزوكي، وZootopia لبايرون هاورد وريتش موور وكلارك سبنسر.
يتابع الأول حكاية الشاب النشيط والكريم، كوبو، الذي يهتمّ بوالدته التي يُقيم معها في منزل العائلة، في مدينة ساحلية يابانية، زمن القرون الوسطى. يكسب قوته اليوميّ بسرد حكايات، لكنه يجد نفسه، فجأة، في خضم تجربة صعبة واختبار مرير، إذْ تُكلّفه والدته بالبحث عن درع سحريّ لوالده الـ "ساموراي"، المتوفّي منذ وقتٍ مديد، وذلك لحمايته من ورطةٍ كبيرةٍ. ويتوغّل الثاني في إحدى القصص الخُرافية، التي تعود إلى نحو 3000 سنة، عندما كان البحّارة العظماء يجوبون المحيط الهادئ لاستكشاف جزره الكثيرة. لكن، بعد 1000 عام على ذلك، يتوقّفون عن ممارسة رحلاتهم البحرية، من دون أن يعرف أحدٌ سبب ذلك. عندها، تقوم الشابّة الصغيرة فايّانا برحلةٍ جريئة، لاستكمال البحث الذي لم يُكمله أجدادها، بهدف إنقاذ شعبها من خطر محدق.
أما الفيلم الثالث، فيتناول سيرة كورغيت، اليتيم، الذي يعيش تجارب مختلفة في حياته: فهو، بعد أن يفقد والدته، يظنّ أنه بات وحيداً في العالم. وهذا، قبل أن يلتقي في الميتم أفراداً آخرين، يملك كل واحد منهم حكايته الخاصّة، وتجاربه المتراوحة بين القهر والألم والسكينة الداخلية. في حين أن الفيلم الرابع يرسم ملامح عالم مستقلّ بحدّ ذاته، مع نجاة صيّاد من الموت، إثر تعرّض مركبه إلى عاصفة عاتية، ويجد نفسه في جزيرة تسكنها حيوانات متنوّعة الأشكال. لكنه سيلتقي سلحفاة حمراء غريبة الأطوار، تتحوّل إلى امرأة يقترن بها، ويُنجب منها ولداً، ويعيش معهما حياة جميلة، قبل أن يُقرِّر الابن مغادرة الجزيرة لاكتشاف العالم.
"زووتوبيا" الكوزموبوليتية تُشبه جزيرة "الضفدعة الحمراء"، لأن الحيوانات تسكن فيها، هي أيضاً. لكن كل شيء آخر سيكون مختلفاً، لأن جودي، ابنة الأعوام الـ 9، التي تعيش في قرية بعيدة عنها، تريد الذهاب إليها، والعمل فيها كشرطية. وهذا ما تنجح فيه عندما تُصبح راشدة ومستقلة عن أهلها. غير أن الشرطية ستواجه تحديات شتّى في المدينة، خصوصاً أن عملها مليء بالإثارة والتشويق والمغامرات الكثيرة.