وقال مدير المكتبة، المحامي عاطف أبو الخير، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المكتبة تم إنشاؤها بمبادرة من مجموعة أفراد، ولا توجد أي جهة أو منظمة تبنت المشروع إلى اليوم"، لافتاً إلى أنها "تقدم خدمة المطالعة بشكل مجاني، وأن المكان المخصص لذلك هو صالة عامة، تضم عدة أنشطة، هي السجل المدني ومركز قدرات للتدريب والتأهيل والتنمية".
وذكر أن "المساهمين في إنجاح المشروع هم بداية أهل بلدة يلدا الذين حافظوا على المكان، وقدموه كصرح عام وتعليمي لخدمة الناس، ومن ثم صاحب فكرة القراءة والكتاب، عامر أبو عبيدة وفريقه ممن ساهموا بالحفاظ على الكتب وتأمينها، إضافة إلى من قدم تبرعات مالية للمشروع وهم محمد الشامي، الدكتور جواد أبو حطب، مؤيد خليفة، أبو أسامة الغفير، الدكتور ياسر العيتي، الدكتور أنس، شباب مؤسسة الشام، سليم الخطيب، محمد العمري، إلى جانب عشرات الشباب الذين قدموا جهدهم ووقتهم لترى هذه المكتبة النور".
وبين أبو الخير أن المكتبة كلفت، إلى الآن، 4150 دولاراً أميركياً توزعت على شراء الكتب وتفصيل الرفوف الخشبية وتجهيز الديكورات ومصاريف إضافية، في حين تتجاوز الديون غير المسددة أكثر من 2800 دولار".
ولفت إلى أن "المكتبة شهدت إقبالاً جيداً في أيامها الأولى، بعد أن تم افتتاحها رسمياً، يوم السبت الماضي، إذ يزورها يومياً العشرات ما بين قراء وزوار، وبالطبع لدينا أيضاً أفكار كبيرة لتفعيل المكتبة أكثر بالنواحي الثقافية ونادي القراء ومسابقات بحثية وعلمية، لكن الأمر مرتبط بالإمكانات التي نستطيع تأمينها".
وبين أن المكتبة تتكون من 4 قاعات وصالة رئيسية كبيرة، قاعة مخصصة للدورات وقاعتان نود تخصيصهما للنساء، وهناك إمكانية لاستيعاب 120 قارئاً، في حين تفتح المكتبة أبوابها من الثامنة صباحاً وحتى التاسعة مساء"، موضحاً أن "إنارة المكتبة تعتمد على المدخرات، أما التدفئة فإننا نسعى لتأمين مدفئة حطب كبيرة خلال الأيام القادمة".
ولفت إلى أن "مشغلي المكتبة اليوم هم 7 أشخاص، مقسمين على فترتين صباحية ومسائية، وعملهم شبه تطوعي، حيث يتم صرف منح مالية بسيطة في حال توفر المال، مما يصلنا من تبرعات، لكنها إلى اليوم لا تغطي نفقاتها الأساسية".
وأعرب أبو الخير عن اندهاشهم من "الرغبة الكامنة لدى المجتمع بالتوجه للكتاب وللقراءة، الشيء الذي يجعلنا نتمنى ملء هذا الفرغ العلمي الموجود".
وقال الناشط الإعلامي في جنوب دمشق رائد الدمشقي، لـ "العربي الجديد"، إنّ "المكتبة الدمشقية، والتي تحوي حوالى 7600 كتاب، متنوعة العناوين والمجالات تعد الوحيدة من نوعها في المنطقة، وهي حاجة حقيقية للمحاصرين في جنوب دمشق بعد انقطاع معظم شبابها عن متابعة تعليمهم وتراجع الحركة الثقافية".
وأضاف أن "مسألة تأمين الكتب كانت مهمة شاقة حيث تم جمعها من المكاتب القديمة ومن بعض المتبرعين، ليقوم المتطوعون في المكتبة بتنظيفها وإعادة معالجة بعضها، كما قاموا بفرز الكتب على حسب النوع، وتجهيز الرفوف والأمكنة، وأثمنتها وعملية تصنيفها، ووضع بحث يدوي وإلكتروني عن الكتب، عبر اسم الكتاب والمؤلف".
وذكر أن المكتبة تطمح للعديد من النشاطات، منها إنشاء نادي للقراء"، لافتاً إلى أنها تشهد إقبالاً جيداً من مختلف الفئات العمرية، كما سجلت حضوراً نسائياً".
يشار إلى أنه قبل عام 2011 كان السوريون يعتمدون على المراكز الثقافية ومكتبة الأسد، كمراكز للمطالعة العامة، وهي تابعة لوزارة الثقافة حينها، إلا أن العمليات العسكرية والحصار والتهجير حرم كثيراً من القراء من الوصول إلى تلك المراكز وممارسة هواية المطالعة والبحث.