27 سبتمبر 2018
أيديولوجية إرهابية
ثلاثة شعارات توضح الطابع الإرهابي والوحشي للنظام السوري. تكرّرت منذ بدء الثورة، ومورست بالفعل. الأول يقول: الأسد أو نحرق البلد (أو لا أحد)، والثاني كان خطاباً للأسد، يقول إن الإرهابيين هم ملايين، والثالث يقول الركوع أو الجوع. شعارات فاشية في الجوهر، وتعبّر عن جوهر النظام الذي قام على أساس دكتاتورية فرد، وأصبح وراثياً على أساس أن سورية "ملكية خاصة" له ولورثته. وتشكّل على أساس أنه نظام بطريركي، ينحكم لعائلة "مميزة"، ليست من البشر، بل من "أنصاف الآلهة"، يحكم "رعاعاً" و"غوغاء" لا يحكمون إلا بالعنف، وليس لهم حق التمرُّد أو الاحتجاج.
شعار "الأسد أو نحرق البلد" هو التعبير عن أيديولوجية هذا النظام الذي ينحكم لسلطة مطلقة لفرد/ دكتاتور، لكنه أيضاً "مالك"، ويشغِّل "رعاعاً". فهو يعتبر أن سورية كلها ملك خاص، وأن كل من يعيش فيها هو "عامل" لديه. هنا، نجد أننا نعيش عصر الإقطاع، عصر الأقنان، من جهة. لكن، باستخدام أحدث الأسلحة من جهةٍ أخرى. فالمنطق الذي يحكم النظام أن سورية ملكية شخصية، وأن من حق المالك أن يؤدب، وحتى يقتل، كل عامل يتمرَّد.
لهذا، نلمس كيف أن هذا الأساس الأيديولوجي يتبلور في فكرةٍ كرّرها بشار الأسد توضح كيف أنه يعتبر أن الملايين إرهابيون يستحق قتلهم وتدمير بيوتهم، أو تهجيرهم أو حصارهم حتى الموت جوعاً. ففي خطاب متلفز يقول: هناك آلاف "الإرهابيين" السوريين، ولكل واحد منهم أهل وجيران وأصدقاء، ليكون كل هؤلاء إرهابيين. وبالتالي، يمكن "أن نقول إن هناك مئات آلاف، بل ملايين الإرهابيين". فعلى الرغم من أن الإرهاب يتشكّل من مجموعاتٍ صغيرة منعزلة، وتعمل بشكل سري عادة، فإن هذا القول يسم كل متمرد بأنه إرهابي. هنا، تصبح "البيئة" كلها إرهابية، إذا ما ظهر إرهابي واحد فيها، ويصبح مطلوباً تدمير هذه البيئة، بكل الأسلحة الممكنة. هذا ما مارسه النظام منذ بدء الثورة، وما زال يمارسه بوحشية أشد. فالإرهاب يصبح ليس فرداً أو مجموعة صغيرة، بل بيئة كاملة، شعباً كاملاً، لأن "هناك إرهابيين" في بيئة معينة.
عمّم هذا المنظور الإرهاب على كل من تمرَّد على النظام، وعلى كل الشعب. لهذا، بات "حرق البلد" مبرراً، وبات شعار ألا يبقى أحد مؤسساً أيديولوجياً، فبضعة إرهابيين تعني أن كل الشعب إرهابي، وبهذا فهو يستحق الحرق. ولقد اتبع النظام كل الأساليب الممكنة من أجل ذلك: القتل في السجون لعشرات الآلاف، وفي القتل المباشر في التظاهرات، ومن ثم بالقصف بالصواريخ والطائرات والبراميل المتفجرة، ومن ثم بالكيماوي. استخدم النظام كل الأسلحة التي اشتراها تحت حجة "توازن القوى" مع الدولة الصهيونية، وأساسها الصواريخ البالستية والأسلحة الكيماوية.
لكن ذلك كله لم يؤد إلى هزيمة الثورة وانكسار الشعب، لهذا أضاف على ذلك كله شعار: الركوع أو الجوع. الشعار الذي عنى محاصرة كل منطقة يستطيع حصارها، ومنع وصول كل شيء إليها، الغذاء والدواء ووسائل التدفئة. ودفع الشعب لكي يأكل الحشائش والقطط، ومن ثم الموت جوعاً، أو عقد هدنة تفرض استعادة سيطرة النظام، وخروج المقاتلين تحت ضغط الوضع الصعب.
بالتالي، فإن البنية الأيديولوجية التي قام عليها النظام، كمعبّر عن سيطرة دكتاتور، قامت على أساس احتكاره المجتمع، حيث كان يقدِّم "الهبات" لمن يعطي الولاء، ويُصدر الحرمان لمن يرفض ذلك. لهذا، فهي بنية أيديولوجية مرتبطة بعائلةٍ أساسها حاكم دكتاتور، على الرغم من أن الأمر اختلف بعد رحيل مؤسس النظام، أي حافظ الأسد، حيث أصبح هناك "رجال أعمال جدد" هم المسيطرون على الاقتصاد والدولة، وهم من أقرباء العائلة ومريديها. وإذا كانت هذه الأيديولوجية تتفكك لمصلحة سيطرة هؤلاء، فإن انفجار الثورة فرض استعادتها في مواجهة الشعب.
لهذا، نجد أنها أيديولوجية تدمير وقتل وتجويع، بالضبط لأنها من اختراع سلطة مافيوية. إنها أيديولوجية إرهاب.
شعار "الأسد أو نحرق البلد" هو التعبير عن أيديولوجية هذا النظام الذي ينحكم لسلطة مطلقة لفرد/ دكتاتور، لكنه أيضاً "مالك"، ويشغِّل "رعاعاً". فهو يعتبر أن سورية كلها ملك خاص، وأن كل من يعيش فيها هو "عامل" لديه. هنا، نجد أننا نعيش عصر الإقطاع، عصر الأقنان، من جهة. لكن، باستخدام أحدث الأسلحة من جهةٍ أخرى. فالمنطق الذي يحكم النظام أن سورية ملكية شخصية، وأن من حق المالك أن يؤدب، وحتى يقتل، كل عامل يتمرَّد.
لهذا، نلمس كيف أن هذا الأساس الأيديولوجي يتبلور في فكرةٍ كرّرها بشار الأسد توضح كيف أنه يعتبر أن الملايين إرهابيون يستحق قتلهم وتدمير بيوتهم، أو تهجيرهم أو حصارهم حتى الموت جوعاً. ففي خطاب متلفز يقول: هناك آلاف "الإرهابيين" السوريين، ولكل واحد منهم أهل وجيران وأصدقاء، ليكون كل هؤلاء إرهابيين. وبالتالي، يمكن "أن نقول إن هناك مئات آلاف، بل ملايين الإرهابيين". فعلى الرغم من أن الإرهاب يتشكّل من مجموعاتٍ صغيرة منعزلة، وتعمل بشكل سري عادة، فإن هذا القول يسم كل متمرد بأنه إرهابي. هنا، تصبح "البيئة" كلها إرهابية، إذا ما ظهر إرهابي واحد فيها، ويصبح مطلوباً تدمير هذه البيئة، بكل الأسلحة الممكنة. هذا ما مارسه النظام منذ بدء الثورة، وما زال يمارسه بوحشية أشد. فالإرهاب يصبح ليس فرداً أو مجموعة صغيرة، بل بيئة كاملة، شعباً كاملاً، لأن "هناك إرهابيين" في بيئة معينة.
عمّم هذا المنظور الإرهاب على كل من تمرَّد على النظام، وعلى كل الشعب. لهذا، بات "حرق البلد" مبرراً، وبات شعار ألا يبقى أحد مؤسساً أيديولوجياً، فبضعة إرهابيين تعني أن كل الشعب إرهابي، وبهذا فهو يستحق الحرق. ولقد اتبع النظام كل الأساليب الممكنة من أجل ذلك: القتل في السجون لعشرات الآلاف، وفي القتل المباشر في التظاهرات، ومن ثم بالقصف بالصواريخ والطائرات والبراميل المتفجرة، ومن ثم بالكيماوي. استخدم النظام كل الأسلحة التي اشتراها تحت حجة "توازن القوى" مع الدولة الصهيونية، وأساسها الصواريخ البالستية والأسلحة الكيماوية.
لكن ذلك كله لم يؤد إلى هزيمة الثورة وانكسار الشعب، لهذا أضاف على ذلك كله شعار: الركوع أو الجوع. الشعار الذي عنى محاصرة كل منطقة يستطيع حصارها، ومنع وصول كل شيء إليها، الغذاء والدواء ووسائل التدفئة. ودفع الشعب لكي يأكل الحشائش والقطط، ومن ثم الموت جوعاً، أو عقد هدنة تفرض استعادة سيطرة النظام، وخروج المقاتلين تحت ضغط الوضع الصعب.
بالتالي، فإن البنية الأيديولوجية التي قام عليها النظام، كمعبّر عن سيطرة دكتاتور، قامت على أساس احتكاره المجتمع، حيث كان يقدِّم "الهبات" لمن يعطي الولاء، ويُصدر الحرمان لمن يرفض ذلك. لهذا، فهي بنية أيديولوجية مرتبطة بعائلةٍ أساسها حاكم دكتاتور، على الرغم من أن الأمر اختلف بعد رحيل مؤسس النظام، أي حافظ الأسد، حيث أصبح هناك "رجال أعمال جدد" هم المسيطرون على الاقتصاد والدولة، وهم من أقرباء العائلة ومريديها. وإذا كانت هذه الأيديولوجية تتفكك لمصلحة سيطرة هؤلاء، فإن انفجار الثورة فرض استعادتها في مواجهة الشعب.
لهذا، نجد أنها أيديولوجية تدمير وقتل وتجويع، بالضبط لأنها من اختراع سلطة مافيوية. إنها أيديولوجية إرهاب.