كان ذلك في تمام الساعة 30، 11 صباحًا عندما سمعت جارتي من الأرغواي تنادي.
"أيها الطير، في مرورك، سلّم على أهلي".
انتظرت أن تغنيها ثانية، لأردد معها بتلك الكلمات المنغّمة، النداء.
لم تفعل الجارة، فعدت أنا وغنيت الكلمات بصوت صاف منفعل، فإذا بها تردد معي.
وهكذا، على مدار ربع ساعة، ظللت أنا آخذ الدور، ثم هي تأخذ الدور، حتى انبثقت دموعنا وتحشرجت أصواتنا، في هذا التواصل الروحي العميق، وكلٌ من وراء جدار.
"أيها الطير، في مرورك، سلّم على أهلي".
أيها الطير، في مرورك...
أيها الطير...
*
ماذا تقول؟
أيمكننا العودة إلى الوراء، في الوقت المناسب، والتعمق في مختلف الحلقات الوطنية، التي تناثرت مع أحداث هذه الأرض القديمة والمعذبة طوال ألفيات؟
أيها الطير...
*
واضح جداً أن آلامنا ليس لديها ما يعادلها في الأدب الفلسطيني.
نعم، لقد تم نشر مئات الكتب بظاهر هذا الألم فقط، ولكن أقل بكثير من القليل نُشر بباطن الألم القومي وطواياه الغميقة.
ولذلك نادراً ما أثارت تلك الكتب فضول القراء.
أيها الطير
أيها الطير...
*
غروب الشمس، أو كما قال، يدل على أن شيئًا ما قد تحرك بشكل مكثف أكثر من المعتاد. هناك اختبارات تفصل الشرق عن الغرب، والشروق عن الغروب.
أيها الطير.