شيئاً بائتاً
في جيبي طابعُ بريدٍ عاديّ
وحزمةُ أوراق ذائبة
أودُّ أن أكتبَ شيئاً بائتاً وأرسلهُ لأحدٍ منسيّ
شخصٌ ما، في يومٍ ما، تكلّمتُ معهُ
وأحبّني.
أيها الشعراء
من يدري
قد نكونُ نشيداً مضى
ومهما
كنّا على سطحٍ عالٍ،
نحن أبعد من موطئِ قدم..
من يدري
لعلّنا
لسنا سوى صورتنا
التي انطفأت في الماء
حتى
قبل أن ننظر.
حزن المقطوع من شجرة
ثملاً بكأسِ سُمٍّ
أجوبُ منتصفَ الليل
وحيداً
كمقطوعٍ من شجرة،
حزيناً
- كمقصوفِ عُمرْ -.
كأن الحزنَ
غابةٌ من أشجارِ بنٍّ طويلة،
والوحدة،
رائحة قهوة تغلّى لتوّها.
إخوتي في الغرق
البّحارةُ الذين علِقوا في مركبٍ بعيد
بجيوبهم الملطّخةِ بالفقر
وأنوفهم الطويلة التي
لا تنكسِر..
بقلوبهم المثقوبة بمراسٍ مسننة
البحّارةُ الذين اصطدموا للتوّ
بصخرةٍ بيضاءَ لها أسنانٌ كما أسنان حبيبتيِ،
كم أودّ لو أضمّهم.. هؤلاء الذين أصبحوا
إخوتي في الغرق.
متنكراً بالعالم
كلما دستُ وردةً دون قصدٍ
في حديقتي
التي لي وحدي
أندسّ بين المارة
متنكراً لي..
مثل هاربٍ من جريمةٍ أبدو
لكن لا غرابة مني
طالما أمشي بين الجميع
رافعاً رأسي
مثل أغصان شجرة الخريف
التي بلا أوراق.
رائحة الوردة
عندما سأموت
وردة صغيرة ستنبت في جدار غرفتي
ستكون سوداء
وبلا رائحة
وحين تمدّ امرأة وحيدة
يدها المفجوعة
وتقطف الوردة
لتكتب قصائد على شاهد حبيبها الميت
رائحة
ألمها
ستوقظني.
لا تفعل
لا تكترث لمشهد امرأةٍ عاريةٍ على قارب
تعلّق
بالحبلِ
الذي يقلُّ
الماء بينكما،
لا تحمِل وزرَ البحر
عندما يفيض
كن كما يحلو
للصمتِ أن ينفجر.
"The End"
في البحر.. وأعرفُ أني وحدي
على مركبٍ
من أخشابٍ لا تجذّف
سأسقط قريباً.. هل من أحدٍ!
يجب أن أحرّك يديّ الآن
لديّ عينٌ كسولةٌ وأخرى نائمة
مشلولاً تماماً وعالقاً للأبد؛
أريدُ أن أقترح شيئاً أخيراً
كمتممّةِ أمنية:
زبداً يخرجُ من الفمِ
ويسيل طويلاً على هيئة سيلْ..
ويمكن به كتابة:
"The End".
* شاعر فلسطيني/ غزة