أنيس غنيمة

في الحرب عندما تطلب شوكولاتة، لا تطلب لك. اطلبها لأمّك. في الحرب عندما تطلب شوكولاتة قُل شوكلاتة مُرّة. هذه دروس مستفادة على الأقلّ تُخفّف من وطأة: بحّ يعني خلّص. آخر لوح جرى بيعه من شويّ.

تقف الطائرات صفّاً واحداً وتنظر بعين واحدة: "هذا البيت لا يعجبني". يُقصف البيت بوابل من الصواريخ الحديثة، هل هناك أحد فيه؟ هذه ليست من مهام الطيّار. تهرع سيارات الإسعاف والدفاع المدني، لا يتوقّف القصف، يجب أن يظلّ الإرهاب مستيقظاً لفترة أطول.

يمكنني أن أُخفي حبّي للمرأة/ في جوربٍ مثقوب/ أو في حذاء بالٍ،/ حُبّ المرأة؟/هذا آخر همّي/ إذا كنت سأعيش يوماً بعد./ لست مبالياً او محتاطاً/ سأمشي حافياً/ مثل المهرّج على المسرح/ وأدق بقدميّ/ اللتين من شوكٍ/ خشب كل زهرةٍ تفوح.

البّحارةُ الذين علِقوا في مركبٍ بعيد/ بجيوبهم الملطّخةِ بالفقر وأنوفهم الطويلة التي لا تنكسِر.. بقلوبهم المثقوبة بمراسٍ مسننة/ البحّارةُ الذين اصطدموا للتوّ بصخرةٍ بيضاءَ لها أسنانٌ كما أسنان حبيبتيِ، كم أودّ لو أضمّهم.. هؤلاء الذين أصبحوا/ إخوتي في الغرق.

لكِ ضحكةُ أرجوحةٍ يغني فوقها طفل. *** جمِدت البُحيرة/ ما من ملحٍ هنالكَ الأن. جمالكُ يتفتّحُ/ كزهرةٍ في حائطٍ مشقوق/ وقلبي أراهُ كبابٍ مُشرَع. *** أكتبُ عنكِ من فوقِ شجرة/ أنا أقلُّ شأناً/ من عصفورٍ لا يجد مكاناً.

كل ما قلته عن الموت يموت الآن/ كل هذا السرورِ/ إنما هو لقاء كلمة لم أقلها بعد، إنني سعيدٌ، كما لو أنني أتكلّم للتوّ/ لغة الحب الأبدي/ مسرورٌ مثل عصفورٍ،
ويمكنني أن أطير الآن حول بيتي، مطلقاً سراح ما أُحب.