ويبدو أن إذاعة راديو الريف، التي يعمل بها الشقيقان، قد أزعجت المؤسسة الإسرائيلية وذلك لإصرارها على نقل رواية تخالف إملاءات الرقابة والأجهزة الأمنية الإسرائيلية، بعدما غطت نشاطات وفعاليات يوم الأرض الأخير في النقب، ومنها يوم الوفاء للنقب، الذي نظمته الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني.
هذا ومددت محكمة الصلح في مدينة بئر السبع اعتقال الصحافي، خالد أبو خرمة، اليوم الجمعة، لغاية الثلاثاء القادم، فيما مددت اعتقال شقيقه عطوة أبو خرما إلى يوم الإثنين. ووجهت المحكمة الإسرائيلية للشقيقين تهماً بإقامة وتشغيل راديو بغير ترخيص وتعريض حركة الملاحة الجوية لخطر، والانتساب إلى منظمة محظورة وبث مضامين تحرض على أمن الدولة.
وأكد محامي الدفاع، صابر أبو جامع، لـ"العربي الجديد"، بطلان وزيف الدعوى المقدمة ضد موكليه، وأوضح أنها ذات "خلفية سياسية ومحاولة بائسة لترهيب الناس وتكميم أفواه الصوت الحر ودفع الناس للابتعاد عن الحركة الإسلامية".
ويأتي هذا الاعتقال استمرارا لملاحقة نشطاء في الحركة الإسلامية الشمالية، التي تم حظر نشاطها في موعد سابق هذا العام، بأمر من وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعلون.
وعقب وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، جلعاد أردان، على الاعتقالات قائلاً: "الشرطة ستواصل العمل على تطبيق القرار بإخراج الحركة الإسلامية خارج القانون على الأرض، وعلى رأس سلم الأوليات محاربة التحريض من قبل عناصر في الحركة الإسلامية"، والذي يجعل الشباب الفلسطيني يخرج لتنفيذ أعمال وصفها بالإرهابية. أما لجنة توجيه عرب النقب المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا لشؤون فلسطيني الداخل فقد أصدرت بيانا لوسائل الإعلام طالبت فيه بالوقف الفوري للملاحقات السياسية والاعتقالات التعسفية.
وتساءل صحافي يعمل في محطة إذاعة محلية، فضل عدم الكشف عن اسمه خشية الملاحقة، قائلاً: "حينما يقوم إعلاميون محسوبون على الإذاعة الرسمية الإسرائيلية بإجراء مقابلات مع مسؤولي الحركة الإسلامية الشمالية، فلماذا لا يتم اعتقالهم؟".
وقد حافظ المذياع على جاذبية خاصة ولقي انتشارا واسعا في النقب في السنوات الأخيرة، وذلك لمناليته وانخفاض تكلفته وسهولة استخدامه، على الرغم من ولوج العصر الرقمي وهيمنة شبكات التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية، فالأمر لا يتطلب بريدا إلكترونيا أو كلمة سر أو حتى القدرة على القراءة.
وقد نجح الراديو في السنوات الأخيرة في ملامسة قضايا وهموم الناس في برامج يومية كان "نور الشمس"، وهو برنامج صباحي تناول قضايا الساعة من دون مواربة أو برنامج "محطات ريفية"، الذي سلط الضوء في كل حلقة على قرية مسلوبة الاعتراف، ونسج قصتها في ظل غياب رواية الناس بل حجبها من خلال وسائل الإعلام المؤسساتية الإسرائيلية .