قال رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الخميس، إن الاتفاق مع الإمارات على تطبيق العلاقات الكامل "لا يعني حدوث أي تغيير على نيته فرض السيادة الإسرائيلية على مناطق في الضفة الغربية"، مشدداً على أنه عازم على القيام بالخطوة، بالتنسيق مع الولايات المتحدة.
وفي مؤتمر صحافي عقده مساء اليوم، قال نتنياهو إن الرئيس دونالد ترامب طلب من إسرائيل "الانتظار وأن تؤجل مؤقتاً تطبيق مخطط الضم".
وأضاف أنه خلال المحادثة الهاتفية الثلاثية التي جمعته الخميس بكل من الرئيس الأميركي دونالد ترامب وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، تقرر التوصل إلى اتفاق شامل على تدشين علاقات دبلوماسية وفتح سفارتين، إلى جانب القيام باستثمارات اقتصادية.
وأشار نتنياهو إلى أن ترامب ضمّن خطته للتسوية المعروفة بـ"صفة القرن" مخطط ضمّ مناطق في الضفة إلى إسرائيل بناءً على طلبه. وأضاف أن الإمارات ستخصص استثمارات كبيرة من أجل ضمان تطوير لقاح لمواجهة وباء كورونا.
وأشار إلى أنه التقى بعدد كبير من القادة العرب، مشدداً على أن "القائمة طويلة".
بدوره، كذّب مسؤول إسرائيلي بارز مزاعم وليّ عهد أبوظبي محمد بن زايد، بأن الاتفاق على تطبيع العلاقات الكامل بين الجانبين، جاء في أعقاب التزام إسرائيل "تجميد" مخطط ضمّ مناطق في الضفة الغربية إليها.
ونقلت قناة "كان" الرسمية الإسرائيلية، عن المصدر الإسرائيلي قوله: "فرض السيادة (الإسرائيلية على أراضي الضفة الغربية) لا يزال على الأجندة، ونحن ملتزمون تنفيذه. إدارة ترامب طلبت منا أن نؤجل مؤقتاً إعلان الضم فقط، من أجل أن نسمح أولاً بتطبيق اتفاق السلام التاريخي مع الإمارات"، على حد تعبير المصدر.
وكان بن زايد قد نشر تغريدة على حسابه على "تويتر"، جاء فيها: "في اتصالي الهاتفي اليوم مع الرئيس الأميركي ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، كان الاتفاق على إيقاف ضمّ إسرائيل للأراضي الفلسطينية. كما اتفقت الإمارات وإسرائيل على وضع خريطة طريق نحو تدشين التعاون المشترك، وصولاً إلى علاقات ثنائية".
في اتصالي الهاتفي اليوم مع الرئيس الأمريكي ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، تم الاتفاق على إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية. كما اتفقت الإمارات وإسرائيل على وضع خارطة طريق نحو تدشين التعاون المشترك وصولا الى علاقات ثنائية.
— محمد بن زايد (@MohamedBinZayed) August 13, 2020
ويذكر أن الخلافات داخل الائتلاف الحاكم في إسرائيل هي التي حالت دون تنفيذ مخطط ضمّ مناطق في الضفة الغربية، على اعتبار أن إدارة ترامب اشترطت دعم مخطط الضم بوجود توافق إسرائيلي داخلي على المخطط، فضلاً عن التحولات الداخلية في الولايات المتحدة، في أعقاب انتشار كورونا، ما قلّص من حماسة إدارة ترامب للانشغال بدعم المخطط.
وذكر موقع "وللا" أنّ الإمارات وإسرائيل وقّعتا اتفاقاً لتطبيع العلاقات برعاية أميركية، لافتاً إلى أن التوقيع جاء في إطار مكالمات هاتفية جرت بين بن زايد ونتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وحسب الموقع، فإنّ كلاً من الإمارات وإسرائيل ستتفقان على تدشين علاقات دبلوماسية وافتتاح سفارتين في تل أبيب وأبوظبي، مشيراً إلى أن وفوداً من الإمارات وإسرائيل ستلتقي في الأيام المقبلة لتوقيع اتفاقات تنظّم التعاون في المجال الأمني، وتسيير الرحلات الجوية المباشرة، وتنظيم الاستثمارات، إلى جانب التعاون في مجالات الثقافة والصحة والسياحة والاتصالات والتقنيات المتقدمة والطاقة، والبيئة.
الخلافات داخل الائتلاف الحاكم في إسرائيل هي التي حالت دون تنفيذ مخطط ضم مناطق في الضفة
وحسب الاتفاق، فإنّ كلاً من الإمارات وإسرائيل "ستكثفان من جهودهما المشتركة الهادفة إلى تطوير لقاح لمواجهة وباء كورونا".
وذكّر الموقع بأن كلاً من الإمارات وإسرائيل ترتبطان بعلاقات سرية منذ 25 عاماً، عمدتا خلالها إلى "تطوير أنماط من التعاون الأمني، وتحديداً في مواجهة التهديدات التي تمثلها إيران"، لافتاً إلى أن الاتفاق على تطبيع العلاقات بين الجانبين سيعمل على "مأسسة" العلاقات الثنائية بين الجانبين في كل المستويات، وينقلها من السر إلى العلن.
ونقلت صحيفة "جيروزالم بوست" عن مصدر في البيت الأبيض قوله إنّ اتفاق تطبيع العلاقات الكامل بين الإمارات وإسرائيل، جاء في أعقاب مناقشات طويلة جرت بين كل من أبوظبي، تل أبيب وواشنطن.
احتفال رسمي
من ناحية ثانية، ذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية "كان"، أن الرئيس الأميركي ينوي تنظيم احتفال رسمي للتوقيع على اتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل.
وأشارت القناة إلى أن نتنياهو ينوي أداء دور مهم في صياغة الاتفاق النهائي مع الإمارات.
وفي سياق متصل، كشفت "كان" أن كلاً من رئيس الموساد يوسي كوهين، والسفير الأميركي السابق في إسرائيل دان شابيرو، وحاييم سابان الملياردير الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأميركية، أدوا دوراً في التوصل إلى اتفاق على تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات.
وقد أقر شابيرو، الذي يعمل حالياً باحثاً رئيساً في "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي، بدوره في التوصل إلى الاتفاق.
وفي مقابلة أجرتها معه الليلة قناة "كان" الرسمية، قال شابيرو: "لقد كنت شريكاً في الاتصالات بين إسرائيل ودولة الإمارات، لقد كانت هناك اتصالات بهذا الاتجاه منذ زمن بعيد، لقد حاولنا دفع الأمور قدماً في أثناء حكم عدة إدارات أميركية".
وشدد شابيرو على أن "الولايات المتحدة أدت دوراً في التوصل إلى الاتفاق بين إسرائيل والإمارات، لأنه يخدم مصالحها في المنطقة".