ورث مهنة "الإسكافي" عن والده منذ أكثر من 55 عامًا، وخلال تلك السنوات الطوال ما زال يجلس في الشارع نفسه، ولم يغير بقعته، وعلى المنضدة (التربيزة) القديمة نفسها، وبأدواته البدائية نفسها ما زال يمارس إصلاح الأحذية.
يقول المصري صبحي عواد، لـ"العربي الجديد"، إن المهنة كانت منذ سنوات طوال توفر دخلا يكفي لحياة كريمة، فعندما كان والده يجني ربع جنيه (25 قرشًا)، جراء عمله طوال اليوم، في الستينيات، يعود للمنزل وهو في حالة رضا، وبعد وفاته وتكملة المشوار في الصنعة نفسها،كان عواد يحصل في السبعينيات وأوائل الثمانينيات على متوسط 7 جنيهات في اليوم، وهو دخل بأسعار تلك الفترة يوفر معيشة محترمة.
ويضيف: "نتيجة انتشار الأحذية الجاهزة بمواصفاتها الحالية، قل احتياج الناس للإسكافي، فلم يعودوا بحاجة لتغيير النصف الأسفل من الحذاء (النعل)، كما كان في السابق، إذ إنه كان يصنع من الجلد، وكان عرضة للتآكل عند احتكاكه بالأرض، كذلك كان جزء كبير من المهنة، وخاصة في المناطق الشعبية، يعتمد على إصلاح وتقوية (البلغة)، وهي عبارة عن نعل خاص يستعمله الرجال والنساء في المناطق الريفية والشعبية، ولكنها انقرضت الآن".
ويشير عواد إلى أن فترة عملة تمتد من العاشرة صباحًا وحتى العاشرة مساءً، وقد يعود إلى بيته ليلًا دون أن يحصل على جنيه واحد، لافتًا إلى أن متوسط دخله حاليًا لا يتعدى 50 جنيهًا في اليوم، ينفق منها على 10 أفراد، لذلك في أحيان كثيرة يضطر للاستدانة من الجيران للإنفاق على الأمور المعيشية.
ويكشف أنه كان متزوجًا من امرأتين، ولكنهما لم تحتملا ظروف المعيشة فاختارتا الطلاق، بعدما أنجب منهما 8 أبناء، ينفق على 4 منهم، بالإضافة لأحفاده من بناته المتزوجات (10)، نتيجة مشاكل عائلية، لذلك اضطر للخروج للعمل يوم العيد حتى يستفيد من لحوم الأضاحي التي يوزعها جيرانه من أهل الخير، بحسب قوله.