أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، أن التطورات والمستجدات التي تمر بها القضية الفلسطينية حالياً هي الأخطر، مشيراً إلى أن لدى حماس أولويات ثلاث للتعامل مع هذا الوضع على الأرض.
وقال هنية خلال لقاء نشرته الصحف القطرية اليوم الأحد، إن أولاها يتمثل بالعمل على ترتيب البيت الفلسطيني وإعادة بناء المشروع على أسس صحيحة وسليمة ترتكز على ثوابت القضية الفلسطينية، وهو أهم عامل في المواجهة. وأضاف: "إذا كان هناك موقف فلسطيني موحّد فبالتأكيد سنكون قادرين على إفشال هذه الخطة. وأستطيع أن أقول إننا نجحنا حتى الآن في بناء موقف فلسطيني موحّد ضدّ خطة الضم وضد صفقة القرن".
وأشار هنية إلى أن الموقف الفلسطيني هو حجر الأساس الذي يُبنى عليه إقليمياً وعربياً وإسلامياً، ولفت إلى أن هذه الأولوية تتحقق عبر طي صفحة أوسلو إلى الأبد، فكل الجرائم الإسرائيلية تمت تحت ستار أوسلو، وبالتالي "يجب أن يقطع شعبنا مع مرحلة أوسلو بالكامل، ويجب وقف أي تعاون مع الاحتلال الإسرائيلي وسحب الاعتراف بـ"إسرائيل" من قبل منظمة التحرير". وشدد هنية على أن إعادة الاعتبار للمشروع الوطني لها ثلاثة أسس هي الاتفاق على أساس وطني، والاتفاق على المرجعية القيادية للشعب الفلسطيني، "ونحن نرى أن تلك المرجعية في الداخل والخارج هي منظمة التحرير الفلسطينية". وقال: "نحن لا نطرح بديلاً عن تلك المنظمة، لكن يجب إعادة بنائها". وثالث الأسس هو الاتفاق على الاستراتيجية النضالية سواء الدبلوماسية أو العسكرية.
هنية: نحن لا نطرح بديلاً عن منظمة التحرير الفلسطينية، لكن يجب إعادة بنائها
أما الأولوية الثانية، فبيّن رئيس المكتب السياسي لحماس أنها تتعلق بكيفية مواجهة الخطة والاتفاق على وسائل النضال الفلسطيني، مشيراً إلى جهوزية حركته للجلوس إلى طاولة واحدة "للاتفاق على كيفية ممارسة نضالنا الوطني لإنهاء الاحتلال".
وبشأن الأولوية الثالثة، أكد هنية أنها تتعلق بتنظيم العلاقة مع "عمقنا العربي والإسلامي"، وهذا موضوع مهم لسببين لأن القضية لها بعد عربي وإسلامي، وثانياً أن تداعيات هذه الخطط تشمل المنطقة ككل. وقال هنية "نحن في حماس نرى أن استراتيجية الانفتاح على الجميع ناجحة، وأن نستند إلى كتلة قوية في المنطقة. لذلك عندما نتحدث عن ضرورة التنسيق مع قطر وتركيا والأردن وإيران وغيرها من الدول فنحن في هذا الاتجاه، وكذلك الاستفادة من دول العالم والعمل على تطوير تلك العلاقة في أوروبا أو حتى داخل أميركا نفسها".
وشدد هنية على أن التقارب بين قطبي الساحة الفلسطينية فتح وحماس، وإن كان رمزياً وفي بدايته، لكنه يشير إلى خطوة ما، تحسب "إسرائيل" حساباً لها. وقال "عندما كنا موحدين استمرت الانتفاضة الأولى سبع سنوات وبنت معادلات سياسية وفرضت وقائع على الأرض، وكذلك الانتفاضة الثانية التي أدت لخروجها من غزة وغيرها من المدن الفلسطينية بالضفة الغربية".
هنية: في حماس نرى أن استراتيجية الانفتاح على الجميع ناجحة، وأن نستند إلى كتلة قوية في المنطقة
وأضاف "إننا نجحنا في مواجهة خطة الضم بموقفنا الموحد، لكن أمامنا معركة طويلة، وقد تكون قاسية لأن معركتنا مع وجود الاحتلال على أرضنا الفلسطينية، فهي أحد تداعيات الاحتلال، ونحن سنواصل حتى نحرر أرضنا ويعود شعبنا الفلسطيني ونحرر أسرانا، ونحرر المسجد الأقصى، وبالتأكيد هذه معركة طويلة".
وأكد أن المرحلة الحالية هي مرحلة تنظيم الخلاف داخل البيت الفلسطيني، فبدلاً من أن يكون الصراع فلسطينياً-فلسطينياً يجب أن يتحول إلى فلسطيني–إسرائيلي، وأضاف مستدركاً "من المهم البحث عن القائم المشترك بين فتح وحماس، خاصة أن الفصائل الفلسطينية لها رؤى مختلفة.
وأشار هنية إلى أن هناك رغبة لدى حماس وفتح لتضميد الجراح والتفاهم وتحييد الخلاف والاتفاق على مواجهة خطة الضم وصفقة القرن، قائلاً: وجدنا حراكاً إيجابياً، ونحن ندفع في هذا الاتجاه وحريصون على بذل ما في وسعنا لمواجهة خطة الضم وصفقة القرن".
وحول الدعم القطري لغزة، أكد هنية "أن دعم قطر لكل أبناء شعبنا وليس لحماس، وقال "قطر مع شعبنا وكل الفصائل، وما تقدمه ليس دعماً لحماس، فالحركة لا تمتلك ولا تستلم المبالغ والمساعدات المقدمة من دولة قطر".
وجدد التأكيد على أن خيار المقاومة والكفاح المسلح لا يزال قائماً لدى حماس وهو خيار استراتيجي يقوم على مراكمة القوة، لافتاً إلى ضرورة الاتفاق على وظيفة السلطة والقطع مع ركيزتها والمتمثلة في التعاون الأمني مع الجانب الإسرائيلي.
وشدد هنية على أن هناك شيطنة للقضية الفلسطينية لتبرير تقارب البعض وتطبيعه في المنطقة، مشيراً إلى أن سياسة تهميش القضية الفلسطينية لن تنجح، آملاً أن يعود الجميع لرشده وموقفه التاريخي في دعم القضية الفلسطينية.