وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني أنه تعامل مع 18 إصابة خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في مدخل البيرة الشمالي وبلدة سعير ومدينة الخليل، بينها إصابات بالاختناق وإصابات بالرصاص المطاطي، وجرى نقل إصابات من بينها إلى المستشفيات لتلقي العلاج.
كما أصيب العشرات من الفلسطينيين بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، وخمسة آخرون بجروح بالرصاص المطاطي، خلال مواجهات اندلعت عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة بعد توجه مسيرة دعت إليها القوى الوطنية والإسلامية رفضاً لـ"صفقة القرن". وانطلقت المسيرة من حي البالوع في البيرة، وسط الضفة، وصولاً إلى حاجز "بيت إيل" الإسرائيلي أو حاجز المحكمة المقام هناك، على أصوات الأغاني الوطنية، فيما قمعت قوات الاحتلال المشاركين برشهم بالمياه العادمة.
وشارك في المسيرة وزراء في الحكومة الفلسطينية، وقيادات فصائلية، فيما اعتدى جيش الاحتلال على المسيرة فور وصولها إلى مكان قريب من الحاجز العسكري، عبر إطلاق الغاز المسيل للدموع بكثافة، ما أدى إلى اختناقات، منها حالة إغماء لمصور "التلفزيون العربي" ربيع المنير، كما تم إطلاق القنابل الصوتية والرصاص المعدني، واعتدى جيش الاحتلال على عدد من الصحافيين، وتم دفع أحدهم وإبعاد مجموعة منهم من مكان تغطية الأحداث.
وقال منسق الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان صلاح الخواجا، لـ"العربي الجديد": "في كل مرة يتم الرد على الجرائم بحق الشعب الفلسطيني في الميدان، وصفقة القرن لا تقل خطورة عن وعد بلفور والنكبة عام 1948، ولذا يجب تصعيد الحراك بالكفاح والمواجهة"، مطالباً القيادة الفلسطينية بالابتعاد عن أي وهم بأن القضية الفلسطينية في حالة حل، قائلاً: "نحن في حالة صراع وتحد، وبالتالي على القوى السياسية أن تؤمن بإرادة واحدة بتصعيد المواجهة وصولا للانتفاضة الكبرى".
ورأى الخواجا أنّ "هناك إجماعاً فلسطيني على المقاومة الشعبية لكن بدون غياب الإرادة السياسية للتطبيق"، مؤكداً أنّ "اللجان الشعبية بدأت التحضير لسلسلة فعاليات في العديد من المناطق الفلسطينية".
بدوره، قال عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" والمتحدث باسمها أسامة القواسمي، لـ"العربي الجديد"، خلال المسيرة، إنّ "القيادة الفلسطينية قررت من البداية الرد على دونالد ترامب وصفقته بثلاث طرق: ميدانياً، وبالوحدة الوطنية، وبالرد السياسي القانوني"، مشيراً إلى "تصعيد المقاومة الشعبية والانتفاض في وجه ترامب وتل أبيب والحركة الصهيونية التي تريد فرض نظام أبرتهايد عنصري"، لافتاً إلى أنّ "كل الفصائل الوطنية والإسلامية موحدة في موقف واحد، وأن التحركات مستمرة في الميادين ولن تتوقف".
من جانب آخر، ذكرت مصادر محلية وصحافية أنّ قوات الاحتلال اعتقلت طفلاً من مخيم الجلزون، شمالي رام الله، وسط الضفة، فيما رشق مستوطنون بالحجارة مركبات فلسطينية قرب منطقة عين حراشة ببلدة المزرعة الغربية، شمال غربي رام الله.
واعتقلت قوات الاحتلال، مساء اليوم، شاباً فلسطينياً، وأصيب العشرات بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال مواجهات اندلعت قرب المدخل الجنوبي لمدينة أريحا عقب مسيرة رافضة لصفقة القرن.
من جانب آخر، استخدم جيش الاحتلال أدوات قمع مختلفة في قمع تظاهرة رافضة لصفقة القرن على المدخل الشمالي لمدينتي رام الله والبيرة، اليوم، كان اللافت منها استخدام طائرة مسيرة تلقي القنابل الغازية باتجاه المتظاهرين، فيما قام جيش الاحتلال برش المتظاهرين والمحال التجارية بالمياه ذات الرائحة الكريهة عبر مركبة خاصة بذلك، إضافة للرصاص والقنابل الصوتية والغازية.
في سياق آخر، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الخميس، طفلين من بلدة بيت أمر، شمال الخليل، هما: حمزة سميح عيسى بحر (14 عاما)، وعبد الله فهد إبراهيم عودة صبارنة (12 عاما)، بعد مواجهات اندلعت في البلدة، وفق ما أفاد به الناشط الإعلامي في البلدة محمد عوض.
والى الشمال من الضفة الغربية، وضعت قوات الاحتلال، بعد ظهر اليوم الخميس، مكعبات إسمنتية على الحاجز العسكري "شافيه شمرون"، المقام غرب نابلس، وفق ما أفاد به مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس لوكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا".
وإلى الجنوب من الضفة، اندلعت مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في منطقة باب الزاوية في مدينة الخليل، ما أوقع عدة إصابات، وذلك بعد وقفة جماهيرية رافضة لـ"صفقة القرن"، وتضامناً مع أسرى العزل الإفرادي، نظمتها حركة "فتح" في ميدان ابن رشد، وسط المدينة، حيث رفع المشاركون الأعلام الفلسطينية ولافتات تندد بالخطة الأميركية.
كما أصيب عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق، وآخرون بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال مواجهات اندلعت في مخيم العروب وبلدة سعير، شمال شرقي الخليل، وفق ما أفاد به لـ"العربي الجديد"، مصدر طبي من الهلال الأحمر الفلسطيني في المدينة.
إلى ذلك، نقلت طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني، ظهر اليوم الخميس، الفتاة رؤى فهمي أبو عون إلى المستشفى الأهلي في مدينة الخليل، جنوبي الضفة، بعد إصابتها بحجر، قال شهود عيان إنه ألقي من مستوطن.
وأوضح الهلال الأحمر في الخليل، لـ"العربي الجديد"، أنه تلقى بلاغاً من قبل المواطنين في المنطقة بتعرض فتاة تبلغ من العمر 17 عاماً أثناء وجودها في مركبة على الطريق رقم (60) أو شارع القدس الخليل، لاعتداء من قبل مستوطن في المنطقة الواصلة بين النبي يونس في مدينة حلحول شمالاً ومستوطنة كريات أربع القريبة، ووصفت المصادر حالتها بالطفيفة إلى متوسطة.
وفي بيت لحم، جنوبي الضفة، نظمت نقابة المهندسين الفلسطينيين، اليوم الخميس، وقفة احتجاجية ضد "صفقة القرن"، وذلك أمام مقر النقابة في منطقة الجبل بالمدينة.
وقال مدير فرع نقابة المهندسين في بيت لحم عصام قمصية، لـ"العربي الجديد": "إنّ مجلس نقابة المهندسين أصدر تعليماته بتنفيذ وقفات احتجاجية في جميع فروعها في الضفة الغربية، وهي 11 فرعاً، ضد إعلان صفقة القرن، إذ إن موقف النقابة رافض للصفقة المشينة بحق الشعب الفلسطيني، ونحن نقف خلف القيادة الفلسطينية في موقفها الرافض للصفقة".
في الأثناء، خرجت مسيرة رافضة لـ"صفقة القرن" في مدينة جنين، شمالي الضفة، اليوم الخميس، نظمها المكتب الحركي في حركة "فتح" لنقابة العاملين في التمريض، ومستشفى الشهيد خليل سليمان الحكومي في جنين، ونقابة المهندسين الفلسطينيين.
وإلى الشرق من الضفة، أطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة خلال مواجهات على المدخل الجنوبي لمدينة أريحا، حيث اندلعت هذه المواجهات عقب مسيرة حاشدة شارك فيها المئات من أبناء محافظة أريحا والأغوار رفضاً لـ"صفقة القرن".
من جانب آخر، أصيب فتى قاصر يبلغ من العمر 15 عاماً بجروح خطيرة خلال مواجهات اندلعت في قرية كفر قدوم، شرقي قلقيلية، شمالي الضفة، حيث اندلعت مواجهات في القرية رفضًا لـ"صفقة القرن"، وفق ما أفاد به منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم مراد اشتيوي، في حديث لـ"العربي الجديد".
كذلك تعرض الفتى عمرو اشتيوي (15 عاماً)، لجروح خطيرة برأسه، بعد عصر اليوم، الخميس، جراء إصابته بعيار معدني مغلف بالمطاط، أطلقه عليه جنود الاحتلال الإسرائيلي في قرية كفر قدوم، شرقي مدينة قلقيلية، شمالي الضفة.
وقال مسؤول المقاومة الشعبية في القرية مراد اشتيوي لـ"العربي الجديد": "إن جنود الاحتلال أطلقوا وابلاً من الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه المتظاهرين في مسيرة خرجت رفضاً لصفقة القرن".
وأوضح اشتيوي أنّ الفتى كان يقف على جانب الطريق حينما أصابه الرصاص، فوقع على الأرض فوراً، لافتاً إلى أنه ونظراً لصعوبة حالته، فقد جرى نقله إلى مستشفى رفيديا الحكومي بنابلس.
ولليوم الرابع على التوالي تنظم لجنة المقاومة الشعبية في كفر قدوم مسيرات يشارك فيها الأهالي والمتضامنون الأجانب.
واندلعت مواجهات أخرى في مخيم شعفاط، شمالي القدس، وأطلق جنود الاحتلال الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع في تلك المواجهات، فيما أطلق الشبان الألعاب النارية باتجاه جنود الاحتلال.
* شارك في التغطية: فاطمة مشعلة، جهاد بركات، محمود السعدي، سامر خويرة