أصيب أربعة شبان فلسطينيين، مساء السبت، بجروح طفيفة بالرصاص المطاطي والعشرات بحالات اختناق، خلال مواجهات شهدها الشارع الالتفافي الذي يسلكه المستوطنون بالقرب من قرية دوما جنوبي نابلس إلى الشمال من الضفة الغربية، وهي مسقط رأس الشهيد سعد دوابشة والد الشهيد الرضيع علي، الذي استشهد فجر اليوم متأثراً بحروقه التي أصيب بها وعائلته الأسبوع الماضي.
وقال رئيس مجلس قرويي دوما، عبد السلام علان، في تصريح لـ"العربي الجديد"، "إن المواجهات اندلعت عقب تشييع جثمان الشهيد سعد، حيث أطلقت قوات الاحتلال الرصاص المطاطي وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاه الشبان، ما أدى لإصابة أربعة شبان بالرصاص المطاطي والعشرات بحالات اختناق، وتمت معالجتهم ميدانياً".
وكان آلاف الفلسطينيين قد شاركوا في تشييع جثمان الشهيد دوابشة، إلى مثواه الأخير في مسقط رأسه بقرية دوما.
واستشهد سعد دوابشة فجر السبت، بعد رحلة علاج صعبة استمرت لمدة أسبوع في مستشفى سوروكا بالداخل المحتل، حيث فشل خلالها الأطباء في إنقاذ حياته من حروق أكلت جسده بعدما أشعل مستوطنون إسرائيليون النار في بيته قبل أسبوع، وقتلوا ابنه الرضيع علي حرقاً، وأصيبت زوجته وطفله أحمد بحروق خطيرة.
وتوافد الفلسطينيون للمشاركة في التشييع من كل محافظات الضفة الغربية وقراها، ومن مناطق الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، وبعض الأجانب المتضامنين مع الشعب الفلسطيني، والمقهورين من محرقة دوما.
وأوضح علان، لـ"العربي الجديد"، أن "وفوداً من مدينة القدس المحتلة، وأعضاء كنيست عربا، وأعضاء في اللجنة المركزية لمنظمة التحرير وصلوا للمشاركة، فيما قام الشبان الفلسطينيون قبل التشييع بإغلاق الشوارع وتنظيم تظاهرات غضب في القرية".
ولحق سعد بابنه الرضيع علي، وهذا ما كان يتوقعه أهالي قرية دوما التي نفذ فيها المستوطنون محرقتهم قبل أسبوع. وبعد استشهاد دوابشة الأب، ظهرت تخوفات وشكوك عند أبناء قريته وجميع الفلسطينيين الذين يتوقعون أن العائلة كلها استشهدت في المحرقة، لكن الإعلان عن الاستشهاد هو الذي تأجل، لكبح غضب الشارع الفلسطيني، و"إطعامه" الفاجعة بالتقسيط.
في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، اليوم السبت، أن "استشهاد سعد دوابشة سيكون بداية نهاية الاستيطان والمستوطنين".
وقال المالكي في تصريحات صحافية إن "هذه الجريمة البشعة النكراء بحق عائلة دوابشة لن تمر دون عقاب"، محمّلاً "الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة الإرهابية".
وعبّر الوزير الفلسطيني عن "استيائه لصمت المجتمع الدولي، ومن عدم اتخاذ إجراءات فاعلة وصريحة ضد الإرهاب الاستيطاني اليهودي في الأرض المحتلة"، مشدداً على "ضرورة أن يتحمّل المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية والدولية الحقوقية مسؤولياتهم لمحاسبة المجرمين وسلطات الاحتلال على جرائمهم المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني وممتلكاته".
وأشار إلى أن "وزارة الخارجية استنفرت جميع قطاعاتها المختصة وبعثاتها وسفاراتها بالخارج، من أجل فضح الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني وممتلكاته، خاصة إرهاب واعتداءات المستوطنين المستمرة، والمطالبة بإدراج هذه العصابات الاستيطانية على قائمة الإرهاب الدولي، وكذلك المطالبة بضرورة دعم قرارات القيادة والحكومة الفلسطينية بتأمين حماية دولية للشعب الفلسطيني المحتل والعمل على إنهاء الاحتلال".
وأوضح المالكي أنه "شرح للمدعية العامة لمحكمة الجنايات الدولية وطاقمها المختص بملف دولة فلسطين، أن هذه الجريمة الإرهابية اليهودية الأخيرة هي انعكاس واضح لسياسة التحريض والكراهية التي تبثها الحكومة الإسرائيلية بمكوناتها المختلفة يومياً ضد الوجود الفلسطيني عموماً عبر سياساتها وإجراءاتها وقراراتها وقوانينها، إضافة إلى تصريحات مسؤوليها من وزراء ونواب لأحزاب وغيرهم".
وأكد أن "الحراك السياسي والدبلوماسي الفلسطيني في ملاحقة المجرمين والمسؤولين في سلطات الاحتلال على هذه الجرائم مستمر على كافة الأصعدة والمستويات في المحافل الدولية والمنظمات الحقوقية المختصة".
اقرأ أيضاً: استشهاد والد الطفل الشهيد علي دوابشة متأثراً بجراحه بالضفة