تسببت بعض إطلالات الفنانات في عام 2018، الذي نعدّ أيامه الأخيرة، في العديد من الأزمات لهن، منها ما وصل إلى حد تحرير المحاضر والاتهامات بالتحريض على الفسق.
لعل فستان الفنانة المصرية رانيا يوسف، الذي ارتدته في ختام الدورة الماضية من مهرجان القاهرة السينمائي، يعد من أكثر الإطلالات التي تسببت في هجوم شديد عليها؛ كونها كانت خارجة تماماً عن المألوف، فكانت عبارة عن فستان شفاف وبأسفله ما يشبه المايوه، ما دفع بعض المحامين إلى إقامة دعاوى قضائية عليها بتهمة التحريض على الفسق، وخضعت بالفعل للتحقيق على مدار أربع ساعات وأُخلي سبيلها.
هكذا، حتى تقدمت رانيا باعتذار لجمهورها أكدت فيه أنها لم تعتد على ارتداء مثل هذه الملابس، وما حدث أنها كانت ترتدي بطانة أسفل الفستان لكنها فوجئت برفعها من دون قصد منها، ما أدى إلى فضحها أمام عائلتها، كما أن لديها ابنتين في مرحلة الشباب. انقسم الجمهور بين من اقتنع بالتبرير، وبين من لم يقتنع، مشيراً إلى أن اعتذارها كان نتيجة ضغط المجتمع الإعلامي والسلطوي عليها. لكن، لم يسأل أحد نفسه: بماذا ستؤثر قناعتي من عدمها؟ وما علاقتي أنا بالموضوع أصلاً؟
كانت الصور التي نشرتها الممثلة الشابة المصرية رحمة حسن مثاراً للجدل، حيث ظهرت شبه عارية على حسابها الشخصي على موقع الصور والفيديوهات إنستغرام. وبعد الهجوم عليها من جمهورها الذي صُدم منها حيث لم يعتد مثل هذه الجرأة منها، قامت بحذف الصور، إلا أنها أكدت أن الصور خاصة وتم تسريبها ونشْرها من قبل "هاكر" اقتحم حسابها، وقدمت الممثلة اعتذارها للجمهور من خلال فيديو قامت ببثه.
وتسببت بعض الصور للفنانة اللبنانية هيفا وهبي في الهجوم عليها بسبب عُريها الزائد، ما دفعها إلى الرد قائلة إن الصور المتداولة لها قديمة ويرجع تصويرها إلى أكثر من عام، مشيرة إلى أنه تم تعديلها بواسطة برنامج "الفوتوشوب"، وأوضحت أن الصورة كانت من مشهد صورته في فيلم "خير وبركة"، الذي ظهرت خلاله كضيفة شرف في مشهد واحد، وأرجعت السبب في نشر الصورة في هذا التوقيت، إلى تعرّضها لحملة بشعة لإرضاء "جائعي شتيمة الأعراض ليل نهار بلا ملل"، على حد وصفها، ولفتت الفنانة اللبنانية الانتباه إلى أنها قامت بإبلاغ السلطات للتحرّي عمن يقف وراء نشر هذه الصورة والتلاعب بها وفبركتها.
من جهتها، استطاعت الفنانة اللبنانية نيكول سابا أن تثير الجدل بارتدائها فستان زفاف بلغت قيمته، طبقاً لتصريح مصمم الأزياء المصري هاني البحيري، 10 ملايين دولار أميركي. وانقسمت تعليقات رواد مواقع التواصل الاجتماعي ما بين المبالغة في سعره وأن البحيري يبحث فقط عن أن يكون صاحب لقب مصمم أغلى فستان في العالم. ليرد البحيري قائلاً إن الفستان ليس للبيع على الإطلاق. وأكد البعض الآخر أن الفستان بالفعل يستحق هذا السعر، لاحتوائه على حجارة الألماس، فيما اكتفت الفنانة بالتعليق على إحساسها وهي ترتدي الفستان قائلة على إنستغرام: "غريب الإحساس لما الواحدة تلبس فستان فرح لثاني مرة".
نلاحظ أنّ الجميع يمنح نفسه الحق في تقييم الفنانين والفنانات، وإطلاق الأحكام الأخلاقية عليهم، من خلال محاسبتهم على ما يرتدون، بينما يحتفي الجمهور نفسه، مثلاً، بالفنانات الأجنبيات حين تنتشر لهنّ صور تُظهرهن بإطلالات جريئة، بينما تنقلب المعادلة وتتغير تماماً حين تخص امرأة أو فنانة عربية.