وقد أشارت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في بيان أصدرته اليوم، إلى أنها "لا تشارك في تنظيم هذه العودة أو غيرها من حركات العودة في هذه المرحلة، نظراً للوضع الإنساني والأمني السائد في سورية".
وقالت المفوضية إنها "تحترم القرارات الفردية للاجئين بالعودة إلى بلدهم الأصلي، عندما تُتخذ من دون ضغوط لا مبرر لها، وبعد تقييمهم المعلومات المتاحة لهم بعناية".
وكانت مصادر محلية في بلدة شبعا قد أكدت، لـ"العربي الجديد"، أن "رئيس بلدية بيت جن السابق، هيثم حمودي، هدّد العائلات السورية بمنعهم من العودة إلى سورية "إلى الأبد" في حال رفضوا العودة الآن، كما توعّدهم بتسليط جهاز الأمن العام اللبناني عليهم "لتوقيفهم وعرقلة حياتهم في لبنان".
وسبق لـ"حزب الله" اللبناني أن نظّم عودة آلاف اللاجئين السوريين من عدة بلدات حدودية لبنانية مع سورية إلى الداخل السوري، خلال العامين الماضيين، من دون تنسيق مع السلطات اللبنانية أو مع الجهات الدولية والأممية المعنية بملف اللاجئين.
ومن أبرز تلك العمليات إجلاء حوالي 6 آلاف لاجئ من بلدة عرسال باتجاه محافظة إدلب في الداخل السوري، بعيد انتهاء المعارك التي خاضها الحزب مع تنظيمي "النصرة" و"داعش"، في الجرود المُتداخلة بين لبنان وسورية، العام الماضي.
وقد وثّقت تقارير حقوقية دولية "عدم طوعية" هذه العودة، واستمرار التهديدات على حياة اللاجئين في إدلب بسبب الأعمال العسكرية.
Twitter Post
|
ولم يقتصر الأمر على إخلاء المدنيين من البلدات اللبنانية وحسب، بل رتب الحزب خروج المئات من مُقاتلي "داعش" و"النصرة" بشكل آمن إلى الداخل السوري، على مرأى من عناصر الجيش اللبناني الذين فقدوا العشرات من رفاقهم خلال المعارك مع التنظيمين في بلدة عرسال وفي محيطها.
كما غطّى وزير الداخلية، نهاد المشنوق، إخلاء "حزب الله" لبلدة الطفيل اللبنانية من أهلها ومن اللاجئين السوريين الذين لجأوا إليها، تسهيلا لعملياته العسكرية على حدود لبنان الشرقية مع سورية، قبل إعادة المواطنين اللبنانيين إليها وترحيل السوريين إلى بلداتهم الخاضعة لسيطرة قوات النظام في ريفي دمشق وحمص، في إشارة إلى أن الحكومة اللبنانية تعتمد سياسة تقليص عدد اللاجئين السوريين على أراضيها، إذ انخفض عدد اللاجئين المُسجلين لدى "مفوضية شؤون اللاجئين" التابعة للأمم المُتحدة إلى ما دون المليون شخص.