ما أشبه اليوم بالبارحة، كأن اكثر من ثلاثة سنوات ونصف لم تمرّ على الإعلام السوري الرسمي ليكرر تجاهله الحراك الشعبي والإدعاء ان "لا شيئ يدعو للقلق من تظاهرة او اثنتين"، فقد وصفها في مارس/آذار 2011 بأنها لم تكن أكثر من "مجموعة سوريين نزلوا إلى شوارع دمشق يشكرون الله على نعمة المطر"، مخترقا الذاكرة الشعبية بكل وقاحة، فما من مرة نزل السوريون الى مناسبة مثلها في التاريخ الحديث. وها هو يتجاهلها الآن وهي تخرج في حمص وفي الأحياء الموالية تحديدا، ويدّعي ان الحياة تسير بصورة طبيعية، ويستمرّ في بث البرامج البليدة التي لا تقول شيئا للمشاهد المحاصر بأصوات القصف والإنفجار.
لم تكن للوقاحة الإعلامية حدود، فتارة تصرّح ناطقة للإعلام الخارجي ان نزوح السوريين الى تركيا هو "زيارة عائلية لأقربائهم الأتراك"، وتارة تلاحق مذيعة امرأة مصابة تلفظ أنفاسها بعد مجرزة في "داريا" لتأخذ منها تصريحاً يدين "المتطرفين" (في الحقيقة كانوا متطرفين من ماركة الشبيحة)، بدلا من تسريع عملية إسعافها.
وها هو الزمن يعيد نفسه في تظاهرة الأحياء المؤيدة في حمص، ليس فقط بسبب استلهام وهج المظاهرات الأولى، كلمات وايقاعا، مع تبديل كلمة النظام بالمحافظ، في عبارة "الشعب يريد إسقاط.."، بل لأن الخدع مستمرة، من تزييف مكان الانفجارعند جسر فيكتوريا بدمشق قبل سنتين ووضع أكياس وهمية لتبدو أنها للضحايا، الى طلب المذيعة من المصور وهي تغطي مظاهرات "عكرمة" الأخيرة إخفاء وجه من كان ينتقد الوضع الأمني ويطالب بمحاسبة وزير الداخلية بعد التفجيرين اللذين تسببا بضحايا بين الاطفال.
المذيعة الفصيحة لم تفكر للحظة انها على الهواء مباشرة، وأن المشاهدين سمعوا التحذير، وان المقطع سيتسرّب عبر يوتيوب ويصل الى الغاضبين أنفسهم، ليتضاعف سبب غضبهم، ويستلهموا شعارات المظاهرات الأولى لجيرانهم المعارضين: "كاذب..كاذب..الإعلام السوري كاذب".
لم تكن للوقاحة الإعلامية حدود، فتارة تصرّح ناطقة للإعلام الخارجي ان نزوح السوريين الى تركيا هو "زيارة عائلية لأقربائهم الأتراك"، وتارة تلاحق مذيعة امرأة مصابة تلفظ أنفاسها بعد مجرزة في "داريا" لتأخذ منها تصريحاً يدين "المتطرفين" (في الحقيقة كانوا متطرفين من ماركة الشبيحة)، بدلا من تسريع عملية إسعافها.
وها هو الزمن يعيد نفسه في تظاهرة الأحياء المؤيدة في حمص، ليس فقط بسبب استلهام وهج المظاهرات الأولى، كلمات وايقاعا، مع تبديل كلمة النظام بالمحافظ، في عبارة "الشعب يريد إسقاط.."، بل لأن الخدع مستمرة، من تزييف مكان الانفجارعند جسر فيكتوريا بدمشق قبل سنتين ووضع أكياس وهمية لتبدو أنها للضحايا، الى طلب المذيعة من المصور وهي تغطي مظاهرات "عكرمة" الأخيرة إخفاء وجه من كان ينتقد الوضع الأمني ويطالب بمحاسبة وزير الداخلية بعد التفجيرين اللذين تسببا بضحايا بين الاطفال.
المذيعة الفصيحة لم تفكر للحظة انها على الهواء مباشرة، وأن المشاهدين سمعوا التحذير، وان المقطع سيتسرّب عبر يوتيوب ويصل الى الغاضبين أنفسهم، ليتضاعف سبب غضبهم، ويستلهموا شعارات المظاهرات الأولى لجيرانهم المعارضين: "كاذب..كاذب..الإعلام السوري كاذب".