19 ابريل 2021
إلى التحالف الدولي:
شعب سورية خط أحمر
شهدت عدة مدن وبلدات سورية تظاهرات معادية لما يقوم به التحالف من تدابير عسكرية، أحادية الجانب، ضد ظاهرة إرهابية يمثلها تنظيم "داعش" العراقي، تتجاهل أساس الإرهاب ومنتجه الرئيس في بلادنا والمنطقة، وربما في العالم: نظام بيت الأسد. خرج السوريون ليقولوا لقادة التحالف: ما تفعلونه لن يُسقط النظام الذي تقولون إنه فقد الشرعية ولا بد أن يرحل، وحين تتحركون ميدانياً تقصفون، بين من تقصفونهم، المدنيين وأعداءه، ومن يقاتلونه من رجال المقاومة وتنظيماتها، ولا تكتفون بقصف "داعش" التي تشنون غاراتكم بحجة القضاء عليها.
ليس السوريون معجبين بـ"داعش". لو كانوا كذلك لما تظاهروا ضدها في كل مكان دخلته، بما في ذلك مناطق الجزيرة ودير الزور، حيث اندس أتباعها بين السكان، وجعلوا منهم دروعاً بشرية، يعرضهم وجود هؤلاء بينهم للقتل بقنابل "أصدقاء الشعب السوري". في الوقت نفسه، لا يظلم السوريون التحالف إن شكوا بوجود تنسيق وتعاون بين التحالف والنظام، بعد أن قصفت طائرات الطرفين مناطق لا تبعد إحداها عن الأخرى غير كيلومترات قليلة، ضرب، هو خلاله، جبهة النصرة، بينما انهالت براميل الأسد المتفجرة على الآمنين.
ماذا يريد السوريون، وهل ما يريدونه عادل، وينسجم مع أهداف التحالف؟ لا مراء في أن مطالبة السوريين بحماية حقهم في الحياة تتفق مع العهود والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان العامة والخاصة، كما تتفق مع محاربة الإرهاب، ومع اتخاذ تدابير تمنع قتلهم بالبراميل المتفجرة أو بالسكاكين. بهذا المعنى، يطالب السوريون بحمايتهم من النظام وإجرامه، الذي تزايد بالتزامن مع بدء الغارات ضد "داعش"، حين شرع الأسد يدير معركته ضد شعبه، بطريقةٍ تعطي الانطباع بأنه ينسق مع التحالف. هنا مربط الفرس: يريد السوريون إعلاناً دولياً يجعل قتل المدنيين منهم خطاً أحمر، إن تجاوزه النظام أسقطت طائراته، أو قصفت مطاراته.
هذا الإعلان سيتكفل بجعل سورية منطقة آمنة، تتخطى مساحتها كل ما يخطر ببال أصحاب مشروع المنطقة العازلة المرتبك والمرفوض دولياً، وسيحمي الشعب، ويسهم في رفع معنوياته، وتنظيم نفسه من جديد في إطار سلمي مباشر وواسع، وسيمكّنه من إنتاج المستلزمات الضرورية لحياته، من زراعة وحرف وتجارة ومهن حرة، وسيتيح تنفيذ مشاريع إعادة إعمار في المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام وتنظيم أنشطتها، في ظل إدارة حكومية فاعلةٍ، تعمل لإعادتهم إلى مناطقهم، وسيعيد ثقة السوريين بالحلفاء الذين يحمونهم، من دون أن يكونوا ملزمين، أو مطالبين بالدخول في حربٍ، لم يخططوا لها، ما دام النظام لن يجرؤ على إرسال طائراته لقصف أيِّ موقعٍ مدني، بمجرد صدور الإعلان الدولي، وتحذير الأسد من تحديه.
هل هذا كثير على تحالف دولي، يقول إنه يريد حلاً سياسياً، يستند إلى قوة المعارضة، ويضمن انتقال سورية إلى الديمقراطية؟ أليست حماية المدنيين المدخل الحتمي إلى شروط ضرورية لنجاح هذا الحل، وخصوصاً أنها توجه رسالة قوية إلى الأسد وحلفائه، تعلمهم أن انتصارهم العسكري مستحيل، وأن حلهم العسكري لا يمكن أن يكون الحل السياسي المطلوب والعادل، وأن الشعب الذي سيبني سورية الحرة والديمقراطية يستحق أن يُحمى، وأن تمتنع آلة النظام الحربية عن قتله؟
يريد شعب سورية هذا الخط الأحمر. ولن يتنازل عنه، لأن حماية حياته حق مقدس من حقوقه، ثم إن السوريين على قناعة تامة بأن وقف قتلهم على يد نظام الأسد ليس غير الوجه الآخر لأية حربٍ ضد الإرهاب.
ليس السوريون معجبين بـ"داعش". لو كانوا كذلك لما تظاهروا ضدها في كل مكان دخلته، بما في ذلك مناطق الجزيرة ودير الزور، حيث اندس أتباعها بين السكان، وجعلوا منهم دروعاً بشرية، يعرضهم وجود هؤلاء بينهم للقتل بقنابل "أصدقاء الشعب السوري". في الوقت نفسه، لا يظلم السوريون التحالف إن شكوا بوجود تنسيق وتعاون بين التحالف والنظام، بعد أن قصفت طائرات الطرفين مناطق لا تبعد إحداها عن الأخرى غير كيلومترات قليلة، ضرب، هو خلاله، جبهة النصرة، بينما انهالت براميل الأسد المتفجرة على الآمنين.
ماذا يريد السوريون، وهل ما يريدونه عادل، وينسجم مع أهداف التحالف؟ لا مراء في أن مطالبة السوريين بحماية حقهم في الحياة تتفق مع العهود والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان العامة والخاصة، كما تتفق مع محاربة الإرهاب، ومع اتخاذ تدابير تمنع قتلهم بالبراميل المتفجرة أو بالسكاكين. بهذا المعنى، يطالب السوريون بحمايتهم من النظام وإجرامه، الذي تزايد بالتزامن مع بدء الغارات ضد "داعش"، حين شرع الأسد يدير معركته ضد شعبه، بطريقةٍ تعطي الانطباع بأنه ينسق مع التحالف. هنا مربط الفرس: يريد السوريون إعلاناً دولياً يجعل قتل المدنيين منهم خطاً أحمر، إن تجاوزه النظام أسقطت طائراته، أو قصفت مطاراته.
هذا الإعلان سيتكفل بجعل سورية منطقة آمنة، تتخطى مساحتها كل ما يخطر ببال أصحاب مشروع المنطقة العازلة المرتبك والمرفوض دولياً، وسيحمي الشعب، ويسهم في رفع معنوياته، وتنظيم نفسه من جديد في إطار سلمي مباشر وواسع، وسيمكّنه من إنتاج المستلزمات الضرورية لحياته، من زراعة وحرف وتجارة ومهن حرة، وسيتيح تنفيذ مشاريع إعادة إعمار في المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام وتنظيم أنشطتها، في ظل إدارة حكومية فاعلةٍ، تعمل لإعادتهم إلى مناطقهم، وسيعيد ثقة السوريين بالحلفاء الذين يحمونهم، من دون أن يكونوا ملزمين، أو مطالبين بالدخول في حربٍ، لم يخططوا لها، ما دام النظام لن يجرؤ على إرسال طائراته لقصف أيِّ موقعٍ مدني، بمجرد صدور الإعلان الدولي، وتحذير الأسد من تحديه.
هل هذا كثير على تحالف دولي، يقول إنه يريد حلاً سياسياً، يستند إلى قوة المعارضة، ويضمن انتقال سورية إلى الديمقراطية؟ أليست حماية المدنيين المدخل الحتمي إلى شروط ضرورية لنجاح هذا الحل، وخصوصاً أنها توجه رسالة قوية إلى الأسد وحلفائه، تعلمهم أن انتصارهم العسكري مستحيل، وأن حلهم العسكري لا يمكن أن يكون الحل السياسي المطلوب والعادل، وأن الشعب الذي سيبني سورية الحرة والديمقراطية يستحق أن يُحمى، وأن تمتنع آلة النظام الحربية عن قتله؟
يريد شعب سورية هذا الخط الأحمر. ولن يتنازل عنه، لأن حماية حياته حق مقدس من حقوقه، ثم إن السوريين على قناعة تامة بأن وقف قتلهم على يد نظام الأسد ليس غير الوجه الآخر لأية حربٍ ضد الإرهاب.