انتظر اللبنانيّون تغييراً بعد الاستحقاق الانتخابي في السادس من مايو/ أيار الجاري. تغييرٌ لم يبدأ بعد، وإن حلموا به طويلاً، حتى بدا الاستحقاق مثل إنذار خاطئ. يبدو أنّ اللبنانيين يخافون التغيير ويكتفون بالأحلام.
حيواتنا تُبنى أوّلاً بالأحلام. نُولد ويتمنّى لنا أهلنا أن نُحقّق أحلامنا، حتّى قبل أن نملك القدرة على الحلم أو تذكّر هذه الأحلام. ثمّ نُطفئ شمعةً تلو أُخرى ونُغمض أعيننا على أمنيات جميلة علّها تتحقّق في يوم قريب أو بعيد. وتبقى لنا أحلامٌ ثابتة لا تتغيّر. تمرّ الأيّام والسنوات، وتُطفأ الشموع أو تُرمى النقود المعدنيّة في بحيرات وسط مئات أو آلاف النقود. أحلامٌ كثيرة لا تتحقّق، وكأنها تغرق في البحيرات.
تغيير لم يحدث، وأحلام كثيرة لم تتحقّق. أهذه إنذارات خاطئة؟ هل تخيب آمالنا؟ لكنّ الناس لا يتوقفون عن الحديث عن غدٍ وعن مستقبلٍ وعن مزيد من الأحلام. وإن يئسوا ولم يرغبوا في إضافة شموع أخرى إلى قالب الحلوى. يُخيفهم الموت لأنّهم يريدون الحياة. أيّ غدٍ هو فرصة لأمل جديد.
ذلك الرجل ما زال يحرص على ارتداء ثياب أنيقة، على الرغم من إنذارات خاطئة كثيرة صمّت أذنيه. وهي تطلب سماع مزيد من النكات. لا يهمّ الفرق بين ما نعيشه نهاراً ونعيشه ليلاً. الحياة مزاج. وقد تركت لنا اختيار ما نريده لأنفسنا. لكنّنا نلومها حين تخبرنا بأهمية أن نغمض أعيننا ونطفئ شموعاً ونحمل سكيناً بالمقلوب. نلومها لأنّ أهلنا رسموا لنا صورة مختلفة عن الواقع. "الله يعطيهم أيام حلوة". حتّى ظنّنا الأيام الجميلة أكثر من مجرّد لحظات.
اقــرأ أيضاً
لكنّ الأمور ليست سيّئة إلى هذه الدرجة، وإن لم يحدث تغيير في البلاد، أو لم تتحقّق كلّ أحلامنا. فالأمل أقوى من خيباتنا، ولو ظنّنا للحظات أنّنا انتهينا. نقول غداً بقدر ما نتحدث عن الأمس، إلا أنّنا نرفض التصالح مع الأخير. الأمس المليء بالأحداث وخيبات الأمل والإنذارات الخاطئة تترك في نفوسنا سخطاً ووهناً وخوفاً. ماذا بعد؟ المزيد من الخيبات أو القصص الموجعة. التصالح مع الحياة أفضل من التصالح مع أحداث. ولا ندري ما يخبّئه الغد.
ألّا تتحقّق الأحلام، وأن نفشل، وأن نفقد عزيزاً، وغيرها، ليست إنذارات خاطئة. والأحلام لا يمكن أن تكون حدثاً. بل هي إنذارات حقيقية. الحياة ليست أحلاماً تتحقّق، بل أمل بغد لا بد أن يحمل شيئاً ما.
هل يكون هذا إنذاراً خاطئاً؟ ما علينا إلّا العيش، من دون أن نقبل كلّ ما تمليه علينا الحياة، أو نفقد أحلامنا. وهذا ليس إنذاراً خاطئاً.
حيواتنا تُبنى أوّلاً بالأحلام. نُولد ويتمنّى لنا أهلنا أن نُحقّق أحلامنا، حتّى قبل أن نملك القدرة على الحلم أو تذكّر هذه الأحلام. ثمّ نُطفئ شمعةً تلو أُخرى ونُغمض أعيننا على أمنيات جميلة علّها تتحقّق في يوم قريب أو بعيد. وتبقى لنا أحلامٌ ثابتة لا تتغيّر. تمرّ الأيّام والسنوات، وتُطفأ الشموع أو تُرمى النقود المعدنيّة في بحيرات وسط مئات أو آلاف النقود. أحلامٌ كثيرة لا تتحقّق، وكأنها تغرق في البحيرات.
تغيير لم يحدث، وأحلام كثيرة لم تتحقّق. أهذه إنذارات خاطئة؟ هل تخيب آمالنا؟ لكنّ الناس لا يتوقفون عن الحديث عن غدٍ وعن مستقبلٍ وعن مزيد من الأحلام. وإن يئسوا ولم يرغبوا في إضافة شموع أخرى إلى قالب الحلوى. يُخيفهم الموت لأنّهم يريدون الحياة. أيّ غدٍ هو فرصة لأمل جديد.
ذلك الرجل ما زال يحرص على ارتداء ثياب أنيقة، على الرغم من إنذارات خاطئة كثيرة صمّت أذنيه. وهي تطلب سماع مزيد من النكات. لا يهمّ الفرق بين ما نعيشه نهاراً ونعيشه ليلاً. الحياة مزاج. وقد تركت لنا اختيار ما نريده لأنفسنا. لكنّنا نلومها حين تخبرنا بأهمية أن نغمض أعيننا ونطفئ شموعاً ونحمل سكيناً بالمقلوب. نلومها لأنّ أهلنا رسموا لنا صورة مختلفة عن الواقع. "الله يعطيهم أيام حلوة". حتّى ظنّنا الأيام الجميلة أكثر من مجرّد لحظات.
لكنّ الأمور ليست سيّئة إلى هذه الدرجة، وإن لم يحدث تغيير في البلاد، أو لم تتحقّق كلّ أحلامنا. فالأمل أقوى من خيباتنا، ولو ظنّنا للحظات أنّنا انتهينا. نقول غداً بقدر ما نتحدث عن الأمس، إلا أنّنا نرفض التصالح مع الأخير. الأمس المليء بالأحداث وخيبات الأمل والإنذارات الخاطئة تترك في نفوسنا سخطاً ووهناً وخوفاً. ماذا بعد؟ المزيد من الخيبات أو القصص الموجعة. التصالح مع الحياة أفضل من التصالح مع أحداث. ولا ندري ما يخبّئه الغد.
ألّا تتحقّق الأحلام، وأن نفشل، وأن نفقد عزيزاً، وغيرها، ليست إنذارات خاطئة. والأحلام لا يمكن أن تكون حدثاً. بل هي إنذارات حقيقية. الحياة ليست أحلاماً تتحقّق، بل أمل بغد لا بد أن يحمل شيئاً ما.
هل يكون هذا إنذاراً خاطئاً؟ ما علينا إلّا العيش، من دون أن نقبل كلّ ما تمليه علينا الحياة، أو نفقد أحلامنا. وهذا ليس إنذاراً خاطئاً.