في ظلّ سعي مؤسسة "أبعاد" للمساواة بين الجنسين إلى تكريس حماية النساء المعنّفات في لبنان، أطلقت أول من أمس "سوار التضامن" لدعم دور الحماية الآمنة التي أنشأتها لاستقبال النساء الناجيات من العنف الأسري. وكان قانون حماية النساء وسائر أفراد الأسرة من العنف الأسري قد منح النساء ضحايا العنف فرصة للنجاة من العنف في منزل الزوج أو الأسرة، لكنه تركهن من دون مأوى، في ظل النقص في عدد المراكز الاجتماعية الرسمية المعنية.
أيضاً، أعطى القانون النساء حق طلب الحماية من قوى الأمن الداخلي، وتقديم بلاغ رسمي بحق المعنف. ومع إقرار القانون وبدء تطبيق بنوده، استكملت الجمعيات مسيرتها في حماية النساء من العنف، من خلال تأمين مراكز إيواء بديلة للمعنفات، وتقديم الدعم الاجتماعي والنفسي اللازم لتجاوز مرحلة الصدمة التي تعقب التعرض للضرب وغيره من أشكال العنف.
وفي محاولة لطمأنة النساء، وبهدف تأمين استمرارية احتضانهن، أطلقت "أبعاد" حملة "سوار التضامن" لدعم الدور الآمنة التابعة للمؤسسة، والخاصة بحماية النساء من كافة أشكال العنف والاستغلال في لبنان.
وتعاونت "أبعاد" مع مصمّم المجوهرات البرازيلي مارزيو فيوريني والخطّاط اللبناني كريم كنج بهدف تصميم "سوار التضامن"، تحت عنوان "إنهاء العنف بإيدك"، الذي يعود مردود بيعه لدعم هذه الدور. وصمم فيوريني السوار من المطاط المعاد تدويره بهدف حماية البيئة والنساء المعنفات في وقت واحد.
وتُشير مديرة برنامج "الدار الآمن للنساء والفتيات الناجيات من العنف" جيهان سعيد إلى أهمية التسويق للسوار بوصفه "فعلا تضامنيا مع كل سيدة تتعرض للعنف". تضيف أن الفكرة "تتجاوز الدعم المادي لبرنامج الدار، بل إعلان كل من يرتديه أنه يرفض العنف ضد النساء بكافة أشكاله".
وكانت "أبعاد" قد أطلقت برنامج الدار الآمن في أغسطس/آب عام 2013، بعد تأسيس ثلاثة مراكز في العاصمة بيروت، بالإضافة إلى مدينة طرابلس (شمال)، ومحافظة البقاع (شرق لبنان). وتستقبل الدور النساء المعنّفات، بالإضافة إلى الأطفال مجاناً. ويمكن لكل دار استيعاب 20 شخصاً. وتخضع النساء لدورات تمكين نفسي واجتماعي، عدا عن توفير الاستشارات القانونية تؤمن لهن القدرة على اتخاذ القرارات استناداً إلى معطيات دقيقة، بحسب سعيد.
وتتفاوت فترة إقامة النساء بين شهر وشهرين، وقد تبلغ الأربعة أشهر بانتظار نقلهن إلى مؤسسات أخرى أو محل إقامة دائم، بعد تأمين الحماية اللازمة لهن للحؤول دون تعرضهن للتعنيف.