وأضاف ظريف، في مقابلة مع "بي بي سي" البريطانية، على هامش المشاركة في مؤتمر ميونخ للأمن، أنه بعد اغتيال سليماني "عدّل السعوديون سلوكهم لأسابيع، ربما كانت لديهم مخاوف من ردنا"، مستدركا بالقول إنّ الأمور "عادت إلى سابق عهدها" بعد الرد الإيراني.
وقال وزير خارجية إيران إنّ "السعودية في الوقت الراهن ليست لديها إرادة للتفاوض" مع إيران، مشيراً إلى أنها "لم تبد رغبة في المشاركة أو التفاوض حول مبادرة هرمز للسلام"، التي طرحتها طهران لضمان الأمن في الخليج، خلال سبتمبر/أيلول الماضي.
كما كشف أنّ رئيسي وزراء باكستان، عمران خان ونواز شريف "عرضا حواراً مباشراً بين إيران والسعودية ونحن رحبنا بذلك، لكن السلطات السعودية رفضت ذلك".
إلى ذلك، اتهم الوزير الإيراني، خلال كلمة له في مؤتمر ميونخ للأمن، السعودية ودولاً جارة أخرى لم يسمها، "بأنها لا ترغب في خفض التوترات" مع إيران.
يُشار إلى أنّ العلاقات الإيرانية السعودية شهدت مراحل توتر متعددة منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، إلى أن انقطعت هذه العلاقات عام 2016 على خلفية مهاجمة السفارة السعودية في طهران، وقنصليتها في مدينة مشهد الإيرانية شرقي البلاد، من طلاب ونشطاء منتمين إلى التيار المحافظ، احتجاجاً على تنفيذ الرياض حكماً بالإعدام لرجل الدين الشيعي نمر باقر النمر.
تطورات الاتفاق النووي
كما تطرق ظريف، في كلمته بمؤتمر ميونخ للأمن، إلى تطورات الاتفاق النووي الموقع عام 2015، مندداً بالانسحاب الأميركي من الاتفاق "لأجل الوصول إلى اتفاق جديد"، مؤكداً أنّ "إيران لن تتفاوض مجدداً حول الاتفاق النووي".
وأضاف أن الرئيس الأميركي دونالد "ترامب لديه قناعة بأنّ نظامنا آيل للسقوط، ولذلك يتصورون أن إيران ستتفاوض في هذه الظروف"، متهماً واشنطن بالسعي لـ"تغيير النظام (الإيراني) منذ 41 عاماً، لكنها فشلت في تحقيق ذلك حتى الآن".
في الأثناء، أعلنت الخارجية الإيرانية، في بيان، أنّ ظريف أجرى مباحثات، اليوم السبت، مع نظيره الألماني هايكو ماس على هامش مؤتمر ميونخ، مشيرة إلى أنّ هذه المباحثات تناولت "الوضع السياسي والأمن في المنطقة وأخطاء أميركا في الشرق الأوسط والالتزامات الأوروبية حول الاتفاق النووي".
وذكرت الخارجية أنّ الجانبين "ناقشا سبل تعزيز الثقة والتعاون بين إيران وأوروبا".
وكان وزير الخارجية الإيراني قد أكد، مساء أمس الجمعة، للصحافيين، على هامش مشاركته في مؤتمر ميونخ للأمن، أنّ بلاده ستعود إلى تنفيذ تعهداتها النووية بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2018 "إذا أمّنت أوروبا منافع إيران الاقتصادية".
وأضاف أن سلوك إيران تجاه الاتفاق النووي "ينبني على ما ستفعله أوروبا"، مؤكداً أن طهران "سترى ما إذا كانت الخطوات الأوروبية كافية للعودة إلى تعهداتها أم لا".