قررت إيران تقديم منحة عسكرية للجيش اللبناني، وفق ما أعلن، اليوم الثلاثاء، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني.
وأوضح شمخاني بعد لقائه رئيس الحكومة اللبنانية، تمام سلام، برفقة مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية، حسين أمير عبد اللهيان، أن بلاده "قررت تقديم هبة عبارة عن تجهيزات تساعد الجيش اللبناني في المواجهة التي يخوضها في بعض المناطق الحدودية الشرقية مع سورية ضد الإرهاب التكفيري المتطرف"، مشيراً إلى أنه "لا يوجد أي خط أحمر يحول دون ترسيخ العلاقات بين البلدين".
وكشف أن "الهبة ستقدّم بشكل عملي خلال زيارة رسمية يقوم بها وزير الدفاع (اللبناني) سمير مقبل إلى إيران، لاستلامها بشكل رسمي". ولفت إلى أن "الدولة اللبنانية رحبت بهذه الهبة". لكنّ مسؤولا عسكريا لبنانيا، قال لوكالة "أسوشيتد برس" إن "أي منحة عسكرية من إيران للبنان ستبقي في حاجة لموافقة الحكومة اللبنانية".
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر دبلوماسي لم تذكر اسمه أو جنسيته، قوله إن "وزير الدفاع الإيراني، سيطلب من نظيره اللبناني قريباً قائمة بالأسلحة التي يحتاجها الجيش". وسبق لطهران أن عرضت تقديم أسلحة للجيش اللبناني، ولكن ذلك لم يتحقق بسبب الانقسامات الحادة بين الجماعات السياسية اللبنانية، حول إيران، إذ إن الأخيرة تعتبر الداعم الرئيسي لـ"حزب الله" في لبنان.
ويخوض الجيش اللبناني حرباً ضدّ تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة"، كان آخر فصولها مطلع شهر أغسطس/آب الماضي، حيث وقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش ومسلحين سوريين في محيط بلدة عرسال المحاذية للحدود السورية، أدت إلى مقتل وجرح العشرات من المسلّحين، في حين قتل 17 من عناصر الجيش اللبناني، وجرح 86 آخرون، فضلاً عن خطف عدد منهم ومن قوى الأمن الداخلي. وقد تم الإفراج عن بعضهم، فيما أعدم "داعش" اثنين منهم ذبحاً، وأعدمت "النصرة" عسكريا آخر برصاصة في الرأس.
يذكر أن رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، سعد الحريري، أعلن الشهر الماضي عن مساعدة من الملك السعودي، عبد الله بن عبد العزيز، بقيمة مليار دولار أميركي لتمويل عمليات شراء "فورية" لمعدات وذخائر للجيش، دعماً لحربه على الإرهاب. كما أعلنت السعودية في يناير/كانون الثاني، دعم الجيش بثلاثة مليارات أخرى، لشراء أسلحة للجيش عبر فرنسا.