03 نوفمبر 2024
إيران تُسقط طائرة
الآن، في الوقت الذي تتناقل فيه الأخبار عناوين عريضة لاستهداف ناقلات وإسقاط طائرات بلا طيار في منطقة الخليج، يعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن مرشحه لوزارة الدفاع. يختار وزير الجيش الأميركي، ويدعى مارك إسبر، ويمتدحه بأنه ذو خبرة عريضة، وسيقوم بعمل رائع.
كان مارك إسبر ضابطاً في فرقة مشاة محمولة جواً، خاضت حربَ عاصفةِ الصحراء في الخليج، وكانت كتيبته جزءاً من القوات الأميركية التي هزمت الجيش العراقي، ونال نياشين متوسطة القيمة العسكرية، ووصل إلى رتبة مقدَّم وعمل مديراً تنفيذياً لبعض المؤسسات، قبل أن يرشّحه ترامب لمهمة امتصاص كل توتر الخليج الناشئ عن أسلوب العقوبات القصوى الذي يعتمده لدفع إيران إلى طاولة التفاوض من جديد، فترامب أصرّ، وما زال، على أنه لا يرغب في شن حربٍ، لكنه يزيد من ضغوطه الأخرى، بما فيها حشد مزيد من القوات في الخليج.. ويبدو أن إيران تفهم المقصود، وتعرف أنها مطلوبةٌ بشدة للتفاوض، ولكنها ما زالت تختبر الصبر الأميركي، فتنفذ ضرباتٍ بسيطة في الخليج، وصلت إلى حد إسقاط طائرة غير مأهولة.
ترغب إيران بمعرفة نوع ردود الأفعال الأميركية على ما تقوم به، للوصول إلى نهاية اللعبة التي قد تكون حرباً واسعة، أو طاولة مفاوضات، الأمر الذي يجعل وزير الدفاع الأميركي الجديد، المطلع على مناخات الحرب في الخليج في وضع قلق.
القوات الأميركية في الخليج غير كافية لتنفيذ هجوم واسع على إيران، ولكنها بدأت بتعزيز قدراتها منذ شهرين، وبإمكانها ضرب مجموعةٍ من الأهداف المتناثرة على طول الساحل الإيراني، الأمر الذي قد يجرّ رداً إيرانياً، وهذه ستكون نقطة مفصلية، فما يريده ترامب هو محادثات تفاوضية جديدة مع حسن روحاني، بعد أن يكون قد مزّقه اقتصادياً، لصياغة معاهدة جديدة يمكن أن يوضع فيها حدٌ لصناعات إيران البالستية، وكبحٌ لطموحاتها الكبيرة في المنطقة.. ولكن تماسّاً عسكرياً، وإن كان محدوداً يمكنه أن يجعل هذا اللقاء صعباً، أو قد يؤجل موعدَ عقده فترةً طويلةً، وهذا ما جعل ترامب يتراجع عن قراره بالرد، ويعيد الطائرات التي قيل إنها انطلقت لضرب أهدافٍ إيرانية منتقاة، عقب سقوط الطائرة غير المأهولة، ويعكس هذا مقدار التردّد الذي يصيب الإدارة الأميركية حيال اتخاذ قرارٍ ضد إيران.
غيَّر ترامب، خلال الفترة التي انقضت، وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي ووزير الدفاع الذي رُشِّحَ بديلُه بتغريدة لترامب على "تويتر"، وهو في عملية بحثٍ مستمرة عمن ينفذ سياساته من دون جدال كبير، وفيما يبدو لم يفلح حتى الآن في الوصول إلى التشكيلة المتناسقة، خصوصاً في ما يتعلق بملف إيران، ومن الممكن أن يكون وزير الدفاع الجديد، بخبرته الخليجية السابقة، من مؤيدّي التدخل العسكري ضد إيران، ليشكل، إلى جانب صقرَي الإدارة الحاليين، مستشار الأمن القومي، جون بولتون، ووزير الخارجية، مايك بومبيو، جبهة جديدة وقوية وقادرة على جذب الدعم من قطاعات شعبية ونيابية.. وجبهةٌ كهذه تشكل غرفة عملياتٍ عليا قادرة على اتخاذ قراراتٍ في غاية الخطورة، تصل إلى حد السماح بتنفيذ هجمات عسكرية، ولكن التصريحات الأخيرة لترامب وإدارته تتجه إلى ابتلاع حادثة إسقاط الطائرة، في انتظار حركة إيران التالية، ما يُبقي الوضع في حالة ترقب ساخنة.
بلغ التوتر أوجه في هذه اللحظة، وتسريب خبر الطائرات الأميركية التي أقلعت وعادت، ثم إعلان ترشيح وزير الدفاع الجديد، هو حلقة الضغط الأخيرة على إيران، فقد استنفذ ترامب كل وسائل شد الخناق، ولم يبق إلا نوعية التحرك الإيراني لتحديد الخطوة التي ستلي وضعية الترقب والتراشق عبر نشرات الأخبار.
ترغب إيران بمعرفة نوع ردود الأفعال الأميركية على ما تقوم به، للوصول إلى نهاية اللعبة التي قد تكون حرباً واسعة، أو طاولة مفاوضات، الأمر الذي يجعل وزير الدفاع الأميركي الجديد، المطلع على مناخات الحرب في الخليج في وضع قلق.
القوات الأميركية في الخليج غير كافية لتنفيذ هجوم واسع على إيران، ولكنها بدأت بتعزيز قدراتها منذ شهرين، وبإمكانها ضرب مجموعةٍ من الأهداف المتناثرة على طول الساحل الإيراني، الأمر الذي قد يجرّ رداً إيرانياً، وهذه ستكون نقطة مفصلية، فما يريده ترامب هو محادثات تفاوضية جديدة مع حسن روحاني، بعد أن يكون قد مزّقه اقتصادياً، لصياغة معاهدة جديدة يمكن أن يوضع فيها حدٌ لصناعات إيران البالستية، وكبحٌ لطموحاتها الكبيرة في المنطقة.. ولكن تماسّاً عسكرياً، وإن كان محدوداً يمكنه أن يجعل هذا اللقاء صعباً، أو قد يؤجل موعدَ عقده فترةً طويلةً، وهذا ما جعل ترامب يتراجع عن قراره بالرد، ويعيد الطائرات التي قيل إنها انطلقت لضرب أهدافٍ إيرانية منتقاة، عقب سقوط الطائرة غير المأهولة، ويعكس هذا مقدار التردّد الذي يصيب الإدارة الأميركية حيال اتخاذ قرارٍ ضد إيران.
غيَّر ترامب، خلال الفترة التي انقضت، وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي ووزير الدفاع الذي رُشِّحَ بديلُه بتغريدة لترامب على "تويتر"، وهو في عملية بحثٍ مستمرة عمن ينفذ سياساته من دون جدال كبير، وفيما يبدو لم يفلح حتى الآن في الوصول إلى التشكيلة المتناسقة، خصوصاً في ما يتعلق بملف إيران، ومن الممكن أن يكون وزير الدفاع الجديد، بخبرته الخليجية السابقة، من مؤيدّي التدخل العسكري ضد إيران، ليشكل، إلى جانب صقرَي الإدارة الحاليين، مستشار الأمن القومي، جون بولتون، ووزير الخارجية، مايك بومبيو، جبهة جديدة وقوية وقادرة على جذب الدعم من قطاعات شعبية ونيابية.. وجبهةٌ كهذه تشكل غرفة عملياتٍ عليا قادرة على اتخاذ قراراتٍ في غاية الخطورة، تصل إلى حد السماح بتنفيذ هجمات عسكرية، ولكن التصريحات الأخيرة لترامب وإدارته تتجه إلى ابتلاع حادثة إسقاط الطائرة، في انتظار حركة إيران التالية، ما يُبقي الوضع في حالة ترقب ساخنة.
بلغ التوتر أوجه في هذه اللحظة، وتسريب خبر الطائرات الأميركية التي أقلعت وعادت، ثم إعلان ترشيح وزير الدفاع الجديد، هو حلقة الضغط الأخيرة على إيران، فقد استنفذ ترامب كل وسائل شد الخناق، ولم يبق إلا نوعية التحرك الإيراني لتحديد الخطوة التي ستلي وضعية الترقب والتراشق عبر نشرات الأخبار.