وصل 75 لاجئاً سورياً، اليوم الإثنين، إلى إيطاليا قادمين من مخيمات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان، ضمن اتفاقية إنسانية وقعتها روما مع مؤسسات كنسية في البلاد.
واستقبل وزير الخارجية الإيطالي، باولو جينتيلوني، في مطار العاصمة روما، اللاجئين القادمين من لبنان في إطار اتفاق "ممرات إنسانية" الذي وقعته الحكومة الإيطالية مع مؤسسات كنسية (الاتحاد الإيطالي للكنائس الإنجيلية "البروتستانتية"، ومؤسسة سانت إيجيديو الكاثوليكية في إيطاليا)، أواخر العام الماضي.
ويصبح مجموع السوريين، الذين وصلوا إلى إيطاليا عبر المبادرة الإنسانية ذاتها، 353 لاجئا، حيث وصلت المجموعة الأولى المكونة من ثلاثة أشخاص في 4 فبراير/شباط الماضي، وتلتها الثانية التي تضم 93 لاجئاً في 29 من ذات الشهر، فيما وصل 101 شخص ضمن المجموعة الثالثة في مايو/أيار الماضي، كما وصل 81 شخصا بدفعة رابعة، في يونيو/ حزيران الماضي.
ومجموعة اليوم هي الخامسة التي تصل إيطاليا بطرق قانونية، بعد الحصول على "تأشيرة إنسانية". وينتمي أفرادها إلى محافظات اللاذقية (شمال غربي سورية)، ودمشق، وحمص (وسط)، وحلب (شمال).
وتهدف مبادرة "ممرات إنسانية" إلى تسهيل دخول شرائح من اللاجئين إلى إيطاليا لأسباب إنسانية. وتم افتتاح مكتبين للمبادرة لاستقبال اللاجئين في كل من طنجة (المغرب) والعاصمة اللبنانية بيروت.
وستتكفل المؤسسات والكنائس الموقعة على المبادرة بتكاليف السفر وتوطين اللاجئين في إيطاليا، حيث تأمل في استيعاب ألف شخص في غضون سنتين.
ويعيش في لبنان نحو 1.1 مليون لاجئ سوري مسجلين من قبل الأمم المتحدة، إلى جانب مئات الآلاف غير المسجلين في مخيمات عشوائية منتشرة في عدد من المناطق.
ويبلغ عدد السوريين، الذين طلبوا اللجوء في إيطاليا منذ بداية الأزمة في عام 2011 وحتى بداية العام الجاري، 2210 أشخاص.
من جهة ثانية، أعلن خفر السواحل الإيطالي، مساء الإثنين، أنه قام خلال اليوم بالإشراف على عمليات إغاثة أفضت إلى إنقاذ أكثر من أربعة آلاف مهاجر غير شرعي قادمين من ليبيا عبر المتوسط.
ونقل التلفزيون الرسمي عن إدارة خفر السواحل القول، في بيان لها، إنه تم إنقاذ أربعة آلاف وثلاثمائة مهاجر كانوا على متن عدد من القوارب، التي تقطعت بها السبل في عرض البحر، وهي في طريقها نحو السواحل الإيطالية، فيما انتشلت سبع عشرة جثة.
وتابع: "لقد شاركت في عمليات الإغاثة زوارق دورية تابعة لخفر السواحل، ووحدات بحرية تابعة لسلاح البحرية، وسفينة سيم بايلوت التابعة لسلاح البحرية النرويجية".
وأظهر أحدث تقرير إحصائي، صادر عن وزارة الداخلية الإيطالية، ارتفاعاً غير مسبوق في عدد المهاجرين القادمين بحراً، حيث وصل إلى السواحل الإيطالية في الفترة من 1 يناير/ كانون الثاني وحتى الرابع والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ما مجموعه 170 ألف مهاجر غير شرعي، أي بزيادة بواقع عشرة في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، كما تجاوز الرقم القياسي الذي سجل في عام 2014 حين بلغ العدد الإجمالي للقادمين بحراً خلال كامل العام 168 ألفاً و700 مهاجر.
وكانت الداخلية الإيطالية قد حذرت نهاية أغسطس/آب الماضي من "غزو كبير للمهاجرين غير الشرعيين بحراً في فصل الخريف، نظراً للأحوال الجوية المواتية، والتي ستفاقم معدلات الوافدين"، وأشارت الوزارة إلى أن "إيطاليا أصبحت منذ عدة أشهر الوجهة الأولى لطرق الهجرة".
ووفقاً لمعطيات خفر السواحل الإيطالي، فقد بلغ عدد الذين قضوا غرقاً من المهاجرين غير الشرعيين خلال رحلة عبور المتوسط 3626، وذلك منذ بداية عام 2016.