كشف مسؤولون عراقيون في بغداد، اليوم الأحد، عن "اتفاق مبدئي" على وقف استخدام القصف المدفعي والجوي داخل أحياء الموصل "إلا للضرورة"، تجنباً لسقوط مزيد من المدنيين، وذلك في أول رد فعل على مجزرة حي الموصل الجديدة، والتي راح ضحيتها أكثر من 500 قتيل وجريح.
ووفقاً لمصادر عسكرية عراقية رفيعة في بغداد، فإن "قيادة العمليات العراقية المشتركة توصلت إلى اتفاق أوّلي مع قوات التحالف الدولي، على وقف استخدام الأسلحة الثقيلة داخل الأحياء السكنية للساحل الأيمن في الموصل".
وقال مسؤول عراقي في وزارة الدفاع، لـ"العربي الجديد"، إن السلاح الثقيل يشمل المدافع الثقيلة والصواريخ والقصف الجوي بالطيران الحربي، تحاشيا لتكرار وقوع أعداد أخرى من الضحايا، مبينا أن نحو 400 ألف مدني مكدسون في نحو 12 حياً سكنياً يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، واستمرار هذا النهج يعني مزيداً من الضحايا.
وأكد المسؤول أن "السلاح الثقيل لن يستخدم إلا للضرورة، رغم أن التخلي عنه سيزيد من حجم الخسائر المتوقعة في صفوف قواتنا، ويؤجل موعد حسم المعركة إلى أجل غير معروف"، وفقا لقوله، وتابع بالقول "سنحاول خلال ذلك استنزاف التنظيم وإخراج السكان من مناطق سيطرته".
في غضون ذلك، تتواصل عمليات انتشال الجثث بمشاركة ستة فرق إنقاذ في محيط مستشفى الرحمة بحي الموصل الجديدة.
وقال النقيب ليث ستار، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "الفرق بحاجة إلى معدات رفع كبيرة لانتشال الضحايا، فبعضهم تحت كتل خرسانية ضخمة يصعب رفعها"، مبينا أن العدد قد يرتفع خلال الساعات المقبلة، وهناك فرق تحقيق يرجح أنها تابعة للتحالف الدولي وصلت إلى المكان.
في السياق ذاته، تتواصل المعارك في مناطق عديدة من مدينة الموصل، منها باب الطوب وباب البيض والرسالة.
وقال العقيد مالك حسن الأحبابي، من قيادة عمليات الجيش العراقي، لـ"العربي الجديد"، إن القوات تحقق تقدماً واضحاً، مشيراً إلى أن "الحديث عن استخدام السلاح الثقيل أو وقفه، يعود لقرار من قبل رئيس الحكومة. لكن بشكل عام هو ما زال فعالاً حتى عصر اليوم".
من جانبها، أعلنت قيادة العمليات المشتركة أن قواتها سيطرت على حي ومنطقة في ساحل الموصل الأيمن.
وقالت في بيان لها إن "قوات مكافحة الإرهاب تمكنت من تحرير حي العروبة والمنطقة الصناعية في الساحل الأيمن من الموصل، ورفعت العلم العراقي فيهما، بعد تكبيد "العدو" خسائر في الأرواح والمعدات".