احتدام صراع اللجان في البرلمان المصري

13 ديسمبر 2015
يتنافس البرلمانيون على رئاسة أربع لجان (محمد الشاهد/فرانس برس)
+ الخط -
أشعل الصراع على اللجان النوعية المتخصصة، الخلافات بين الأحزاب والكتل البرلمانية المصرية، في محاولة لحسم كل منهم أكبر عدد من المواقع المؤثرة داخل لجان المجلس. كما زادت وتيرة الخلافات بين حزب "المصريين الأحرار"، الذي يملك 65 نائباً، وبين قائمة "في حب مصر"، التي يؤكد منسقها، اللواء سامح سيف اليزل، توصّلها لاتفاق مع 400 نائب، بما يضمن لها أغلبية برلمانية تحت مسمى قائمة "دعم الدولة".

وتؤكد مصادر سياسية لـ"العربي الجديد"، أن "اجتماعاً بأحد الفنادق بوسط القاهرة، انتهى إلى تقسيم عدد من لجان المجلس بين الأحزاب، التي وافقت على الانضمام لتحالف دعم الدولة، بما يضمن رئاسة حزب الوفد للجنتين لم يتم تحديدهما بعد. على أن يرأس كل من حزب مستقبل وطن، الذي يرأسه الشاب محمد بدران، وحزب حماة الوطن، الذي يمتلك 17 نائباً، لجنة واحدة".

من جهة أخرى، اشتعل الصراع بين رئيس مجلس إدارة صحيفة "البوابة نيوز"، المموّلة من الإمارات، الصحافي عبد الرحيم علي، وفقاً لخبراء إعلاميين وسياسيين مصريين، وعرب من جهة، ومساعد وزير الداخلية الأسبق، اللواء سعد الجمال، من جهة ثانية، على رئاسة لجنة الشؤون العربية. ويرى الجمال أنه "الأحقّ بالمنصب"، لسبب رئاسته لجاناً في آخر برلمان في عهد الرئيس المخلوع، حسني مبارك.

اقرأ أيضاً: البرلمان المصري الجديد ببّغاء للسلطة بلا يسار

في المقابل، تسعى الجهات السيادية، المسؤولة عن رسم خريطة البرلمان، والمشهد السياسي، إلى "تأمين قيادات عدد من اللجان البارزة داخل المجلس"، بحسب ما تفيد مصادر خاصة لـ"العربي الجديد". وتلفت المصادر إلى أن "في مقدمة هذه اللجان، هي لجنة الدفاع والأمن القومي، نظراً لما نصّ عليه الدستور في مادته رقم 205، بأن رئيس اللجنة يصبح عضواً في مجلس الدفاع القومي الذي يترأسه رئيس الجمهورية، ويضم رؤساء البرلمان وجهاز الاستخبارات والوزراء". وتشير إلى أن "باقي اللجان المهمة هي: العلاقات الخارجية، التي من المقرر إسناد رئاستها لوزير الخارجية السابق محمد العرابي، واللجنة التشريعية، ولجنة الشؤون العربية".

وتقول المصادر إنه "في حال عدم تولّي سيف اليزل منصب وكيل البرلمان، فسيكون هو المرشح الأول لرئاسة لجنة الدفاع والأمن القومي، على أن يكون بديله، والمرشح لمنصب وكيل اللجنة، لواء الاستخبارات، تامر الشهاوي".

وكان النائب عن حزب "الوفد"، اللواء بدوي عبد اللطيف، قد كشف أخيراً، عن "تلقّي النواب رسائل من جهاز الأمن الوطني، يحثّهم فيها على الانضمام لتحالف دعم الدولة المصرية". وهو ما دفع عدداً من قيادات الأحزاب، وفي مقدمتها "المصريين الأحرار"، للتأكيد على أن "البرلمان يُدار عبر أجهزة سيادية بالدولة". كما كشف عبد اللطيف عن رسائل تؤكد تدخل تلك الأجهزة في العملية الانتخابية لصالح قوائم ومرشحين بعينهم.

ويأتي هذا الصراع على لجان المجلس في وقتٍ يسعى فيه مؤسس حزب "المصريين الأحرار"، نجيب ساويرس، مع عدد من النواب المستقلين، وبعض الأحزاب التي ليست على وفاق مع قائمة "دعم الدولة"، لتكوين تحالف مضاد، بالإضافة إلى إتمام توافقات، وصفقات، تضمن له الحصول على عدد كبير من لجان المجلس.

اقرأ أيضاً: السيسي يفشل في احتواء الشباب قبل 25 يناير