يسود هدوء حذر منطقة العوايد في معتمدية الشراردة جنوب تونس، بعد مواجهات بين الأهالي وقوات الأمن بسبب مصنع الفيتورة (بقايا الزيتون)، الذي تسبب في تلويث البيئة بالمنطقة والتأثير على النشاط الزراعي.
وتم اعتقال 12 من المحتجين، بعد حالة الاحتقان والمواجهات وغلق الطريق، التي جرت مساء أمس، قبل أن يتم اليوم الثلاثاء إطلاق سراحهم.
وحسب شهود عيان، فإن المحتجين عمدوا إلى غلق الطريق احتجاجاً على مصنع الفيتورة الذي يواصل إطلاق الدخان الملوّث، ولا يراعي القواعد البيئية.
وقال رئيس جمعية حقوق الإنسان بالقيروان معز البراق لـ"العربي الجديد"، إنهم ينددون بالاستعمال المفرط للقوة ضد المحتجين، والاعتقالات التي شملت معلمين وشباباً، مضيفاً أنه "سبق للسلطات تقديم وعود للسكان بالحدّ من التلوث الذي يتسبب فيه المصنع، وتحليل عينات من الأدخنة التي يطلقها، لكنها لم تنفذ وعودها".
وأوضح البراق أن "الأهالي سبق أن احتجوا بطرق سلمية لإيصال صوتهم والتعبير عن رفضهم للتلوث، والأضرار التي طاولت فلاحتهم، والسلطات مسؤولة عن تطور الأوضاع والاحتقان الحاصل".
وندد فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالقيروان، بالتدخل الأمني العنيف ضد المحتجين، وطالب في بيان بإطلاق سراح جميع الموقوفين، وضرورة تدخل والي الجهة وإدارة الوكالة الوطنية لحماية المحيط لإيقاف نشاط المصنع.
في المقابل، نفت مصادر أمنية استعمال القوة ضد المحتجين، مؤكدةً أنه تم تطبيق القانون لفتح الطريق وتسهيل حركة المرور، بعد تعطلها على إثر قيام المحتجين بغلق الطرق.
وفيما يتمسك سكان المنطقة بغلق المصنع، أو إلزام صاحبه بالشروط الصحّية والبيئية، يرفض عمال المصنع المقترح، مؤكدين أنه مصدر رزقهم، وأنه لا مجال لإغلاق المصنع.