ارتفاع حدة التوتر بين أربيل وحزب العمال الكردستاني عقب مقتل "ديار غريب"

10 يوليو 2019
مقبرة خاصة بقتلى حزب العمال الكردستاني (إيدي جيرالد/Getty)
+ الخط -


في مؤشر على ارتفاع حدة التوتر بين إقليم كردستان العراق، وحزب العمال الكردستاني المعارض لأنقرة، أصدر مجلس أمن إقليم كردستان العراق، أعلى جهة أمنية تضم كلاً من البشمركة والأسايش والشرطة، بياناً نفى فيه اتهام حزب العمال الكردستاني لحكومة الإقليم بالتورط في قتل أحد قياديي الحزب بضربة جوية تركية قبل أيام في جبال قنديل.

ويتزامن ذلك مع استمرار القصف التركي على مواقع واهداف داخل مناطق عراقية تسببت بحسب مسؤولين أكراد بخسائر بشرية ومادية.

ووفقاً لأمين عام وزارة البشمركة جبار الياور، فإن سكان 450 قرية على الحدود العراقية مع تركيا هجروا جراء القصف التركي ولا يستطيعون العودة الى قراهم، مشيراً إلى أن القصف التركي أدى إلى خسائر بشرية بين المواطنين.

واعتبر في حديث لوسائل إعلام ناطقة باللغة الكردية، اليوم الأربعاء، أن الغارات الجوية التركية على إقليم كردستان اختراق لسيادة العراق.

ورد مجلس أمن إقليم كردستان في بيان له على حزب العمال بأن المعلومات التي تتحدث عن ضلوع الإقليم بمقتل أحد قادة الحزب البارزين، ديار غريب محمد، إثر قصف للطائرات الحربية التركية على جبال قنديل في إقليم كردستان "مضلّلة"، وبأنها "أنباء عارية عن الصحة ولأغراض سياسية".

وأضاف "نحن في مجلس أمن إقليم كردستان ننفي هذه التهمة جملة وتفصيلا ونؤكد أن هذه القنوات الإعلامية التي تمارس التعتيم الإعلامي لن تستطيع نفي حقيقة أن وجود حزب العمال في مناطق كردستانية سبب رئيس للحرب والدمار في تلك المناطق".

وقال المجلس إن "تواجد عناصر حزب العمال في تلك المناطق ومنذ سنوات عديدة وقف عائقا أمام إعمار أكثر من 800 قرية".

وأشار البيان إلى أن تواجد عناصر الحزب بالقرب من القرى تسبب في وقوع ضحايا مدنيين بسبب الحرب بين العمال الكردستاني الذي يتخذ من مدن وبلدات عراقية حدودية مع تركيا ضمن إقليم كردستان مقرا له، وتركيا.

ويقول مسؤولون أكراد إن اتخاذ مقاتلي حزب العمال أراضي الإقليم قواعد لهم سبب رئيس لتعرض القرويين الى القصف التركي وسقوط ضحايا.

وقال البيان "ينبغي على كافة الأطراف احترام سيادة الإقليم ومؤسساته الشرعية ومراعاة مصالح مواطنيه، كما نأمل من كافة القوى في المنطقة أن تضع حدا لسفك الدماء وأن تحل خلافاتها عبر الحوار والطرق السلمية".

وكان حزب العمال الكردستاني الذي يمتلك عدة أذرع إعلامية قد صعد من هجومه على الإقليم باتهامه بالوقوف وراء مقتل أحد قادته البارزين الأسبوع الماضي، بقصف جوي تركي عبر تزويد الأتراك بمعلومات عن تحركاته ومناطق تواجده وهو ما نفاه أكثر من مسؤول كردي عراقي بالأيام الماضية

ويقول مراقبون إن التصعيد الحالي بين الجانبين هو الأكثر حدة منذ عام 1997، لكنهم بالوقت نفسه يستبعدون مواجهات بين الحزب الذي يحتل عدة قرى ومناطق في الإقليم ويتخذها كمواقع له، وبين البشمركة وباقي القوات النظامية في الإقليم.

ووفقا للخبير بالشأن السياسي الكردي محمد الجاف، فإن حزب العمال الكردستاني في حالة لا تسمح له بفتح جبهة ثانية بسبب الضغط العسكري التركي على مواقعه، كما يرغب أن تتولى بغداد المهمة بدلا منه كونها السلطة الاتحادية المكلفة بفرض السيادة على مختلف مدن البلاد، مبينا أن التصعيد الحالي قد ينتج عنه تعاون تركي أكبر مع أربيل وبنفس الوقت تجفيف سلطات الإقليم بعض موارد الحزب وتقييد تحركاته داخل محافظات كردستان مثل دهوك وأربيل.

وذكرت وسائل إعلام عراقية اليوم الأربعاء أن الطيران التركي جدد قصفه لمواقع تابعة لـ "حزب العمال الكردستاني" شمال العراق والذي أسفر عن مقتل عدد من مسلحي الحزب.


إلى ذلك، قالت مصادر امنية عراقية إن مقاتلي حزب العمال استنفروا صفوفهم في منطقة جبال قنديل بكردستان العراق التي غالبا ما تتعرض للقصف التركي، وبقية المناطق التي يتواجدون بها، خشية تعرضهم لهجوم جديد.

وأكدت المصادر أن عناصر حزب العمال لم يعودوا يثقون بالسكان المحليين بعد مقتل القيادي ديار غريب، وطردوا مواطنين عراقيين أكرادا قرب مواقعهم رغم انهم كانوا في السابق يمنعون البشمركة والاسايش فقط من الاقتراب من مواقعهم.

وأعلن حزب العمال الكردستاني عن مقتل أحد قادته البارزين بقصف تركي استهدف جبال قنديل في الخامس من الشهر الحالي، مؤكدا أن ديار غريب محمد قتل بالقصف.

يشار الى أن محمد عضو في المجلس التنفيذي لاتحاد المجتمعات الكردية، وهو أحد الاذرع السياسية لحزب العمال، انضم للحزب عام 1992.