أكدت مصادر طبية وأمنية عراقية، اليوم الاثنين، ارتفاع عدد ضحايا تفجير الكرادة الدامي، وسط بغداد، إلى 347 قتيلاً وجريحاً، من بينهم 12 عائلة كاملة، فضلاً عن عشرات الأطفال والنساء ورجال الأمن، في التفجير الذي يعتبر الأعنف في العراق منذ نحو عامين على آخر اعتداء مماثل، استهدف سوقاً شعبياً في العاصمة.
إلى ذلك، تواصلت التظاهرات التي ينظمها ناشطون وذوو الضحايا في حي الكرادة، الملاصق للمنطقة الخضراء، والذي شهد الاعتداء الذي نفّذه انتحاري في مجمع تجاري مكتظ بالمتبضّعين.
وبحسب المصادر الطبية في بغداد، فإن عدد الضحايا ارتفع إلى 347 شخصاً، بعد العثور على جثث في أسطح منازل، على بعد 100 متر من الانفجار.
ووفقا للمصادر ذاتها، فإن "167 قتيلا و180 جريحاً، هي الحصيلة التي لا يمكن إغلاقها واعتبارها نهائية حتى الآن، إذ تبقى قابلة للزيادة، لأن حالة الكثير من الجرحى خطرة".
وأكد مدير شرطة نجدة الكرادة، العقيد وحيد طالب حسين، لـ"العربي الجديد"، أن "نحو 50 جثة متفحمة ولا يمكن التعرف عليها، والضحايا من السنة والشيعة والمسيحيين، ولا يمكن اعتبار التفجير ضد طائفة واحدة، ومن يقول ذلك نرد عليه بأسماء الضحايا".
بدوره، قال نائب رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد، محمد الربيعي، إن "نقاط التفتيش غير مجدية، وأجهزة كشف المتفجرات فاشلة، وليست لدينا أجهزة حقيقية للاستخبارات"، مستبعدا "تمكن وزارة الداخلية من كشف خلية إرهابية لها علاقة بتفجيرات الكرادة"، مستغرباً من "ترديد مثل ذلك الكلام بعد كل تفجير إرهابي".
وأكد الربيعي أن "حصيلة التفجير الأخير في الكرادة قابلة للزيادة، لأن حالة الكثير من الجرحى خطرة"، مشددا على أن "وزارة الداخلية غير مؤهلة لتسلُم الملف الأمني في بغداد".
ولامتصاص غضب البغداديين الذين خرجوا في مظاهرات واسعة مطالبين بإقالة الحكومة ومحاسبة القادة الأمنيين المتسببين في الخرق الأمني، أعلن رئيس الوزراء، حيدر العبادي، عن حزمة إجراءات لتعزيز الأمن في العاصمة.
وقال بيان صدر عن المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء، تلقى "العربي الجديد" نسخة منه، إن "حيدر العبادي أصدر حزمة أوامر لتعزيز الأمن في بغداد، تضمنت سحب أجهزة كشف المتفجرات المحمولة يدويا (أي دي أي) من حواجز التفتيش، وإعادة فتح التحقيق في صفقات الفساد لهذه الأجهزة، وملاحقة جميع الجهات التي أسهمت فيها، واستكمال حزام بغداد الأمني".
كذلك، أعلنت وزارة العدل العراقية، في بيان لها، أنها ستنفذ قريبا "أحكام إعدام بحق إرهابيين في السجون" ردا على تفجير الكرادة.
ويعتبر الكرادة من الأحياء القديمة في بغداد، ويقع على نهر دجلة، ويعد حلقة وصل بين مناطق العاصمة المختلفة، بسبب موقعه الجغرافي، وتقطنه غالبية مسيحية حتى عام 2003، قبل أن تمارس المليشيات عمليات تطهير وتهجير للمسيحيين والاستيلاء على المنازل فيه.
وقد تحوّل الحي فيما بعد إلى مقر إقامة للعديد من المسؤولين العراقيين وأعضاء البرلمان، بسبب رقيه وقربه من المنطقة الخضراء، قبل أن تتخذ منه مليشيات "الحشد" مقرات لها، أبرزها "حزب الله" و"الخراساني" و"العصائب" و"بدر".