أظهرت الأرقام الرسمية لوزارة الصحة المغربية، السبت، تسجيل أعلى معدل وفيات يومي منذ بداية تفشي فيروس كورونا الجديد بالبلاد، في 2 مارس/آذار الماضي.
وبحسب وزارة الصحة، تم تسجيل 14 وفاة، السبت، جراء الإصابة بفيروس كورونا الجديد، وتجاوز عدد الوفيات الرقم القياسي السابق، يوم الثلاثاء الماضي، والبالغ 11 وفاة.
وأعلن مدير مديرية مكافحة الأمراض المعدية بوزارة الصحة، عبد الكريم مزيان بلفقيه، خلال الإيجاز الصحافي اليومي، السبت، حول الوضعية الوبائية بالمملكة، أنّ إجمالي الوفيات المسجلة ارتفع إلى 376 وفاة، في حين واصل منحنى الإصابات بالفيروس القاتل ارتفاعه ليصل إلى 25015 إصابة، بعد رصد 693 إصابة جديدة، خلال الـ 24 ساعة الماضية.
في المقابل، كشف المسؤول المغربي عن تسجيل 302 حالة تعافٍ جديدة، ليصل إجمالي حالات الشفاء في المغرب إلى 17960 حالة، بنسبة تعافٍ تناهز 72%.
إلى ذلك، أرجع مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، مصطفى الناجي، الارتفاع المسجل اليوم في حالات الوفيات، إلى ما شهده المغرب، منذ الأحد الماضي، من ارتفاع في عدد الإصابات بفيروس كورونا، لا سيما في صفوف كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة، منذ بدء المرحلة الثالثة من تخفيف الحجر الصحي.
ولفت إلى أنّ "ما نعيشه اليوم من ارتفاع هو من نتائج ما سجل من تراخٍ وتهاون المواطنين في الالتزام بالتدابير الاحترازية الموصى بها، حتى بدا الأمر وكأنهم غير معنيين بهذا الوباء، وهذا أمر خطير جداً".
وقال الناجي، لـ"العربي الجديد": "يتعين أن ندرك أننا دخلنا منعرجاً جديداً، بعد أن أصبحنا نسجل تكاثر الحالات الحرجة التي تحتاج إلى رعاية صحية في الإنعاش، إلى جانب حالات الإماتة التي هي في ارتفاع مستمر، كما أنّ حالات الإصابة التي كنا نعتبرها إلى وقت قريب طبيعية نظراً إلى ارتباطها بإجراءات الرفع من عدد الفحوصات المخبرية اليومية، تغير الموقف بشأنها اليوم، بعدما أصبحنا نرصد ارتفاعاً كبيراً وبشكل يومي أصبح يتجاوز 800 حالة إصابة في اليوم".
وتابع قائلاً "هناك تغيير طرأ على سلوك المواطن بعد تخفيف الحجر الصحي، ففي البداية، كان حريصاً ويستجيب لنداءات السلطات، واليوم هناك تغير في سلوكه، حيث أصبح يتعامل وكأن كورونا لم تعد في البلاد".
الخبير المغربي توقع أن تشهد الأيام الـ 14 المقبلة استمرار المنحى التصاعدي للإصابات والوفيات بفيروس كورونا، بسبب ما سجل خلال الفترة التي سبقت الاحتفال بعيد الأضحى، من تنقلات للمواطنين خارج مدن إقامتهم، مشيراً إلى أنّ كل المؤشرات المسجلة، وخاصة ارتفاع معدل انتشار فيروس كورونا الجديد، تشير إلى أن المغرب بصدد مواجهة الموجة الثانية من انتشار الفيروس.
وفي ظل هذا الواقع، واستباقاً لما يمكن أن ينتج عن عدم قدرة المستشفيات على استيعاب ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس، تعكف وزارة الصحة المغربية على وضع اللمسات الأخيرة على اعتماد بروتوكول علاجي لتدبير الحالات التي لا تظهر عليها أعراض مرضية، من أبرز بنوده العزل المشدد لبعض الحالات الإيجابية بالمنازل.
وبحسب ما تسرب من تفاصيل عن البروتوكول، سيتم تزويد المرضى الذين سيتابعون علاجهم في بيوتهم بالجرعات الضرورية من دواء "هيدروكسي كلوروكين"، فيما سيتم الاحتفاظ فقط بالحالات الحرجة ومتوسطة الخطورة والحاملين لأمراض مزمنة تتطلب المتابعة الطبية الدقيقة.