باكراً رحل جوزيف صقر (1942 - 1997). خمسة وخمسون عاماً فقط عاشها، لكنّه كان بمثابة الجندي المجهول وراء معظم أعمال زياد الرحباني المسرحية والغنائية. من خلال عرض "متروفون"، يستذكر "مترو المدينة"، في بيروت، وجوهاً فنيةً مهمّة في لبنان، مثل سمير يزبك ومنى مرعشلي وحليم الرومي ونجاح سلام وعازار حبيب. الوجه المُقبل هو جوزيف صقر، الذي سيكون الجمهور على موعد مع قصته وأغانيه يوم 15 من الشهر الجاري، إضافة إلى يومي 22 و29 منه. ففي اليوم الأول من العام الماضي، 2017، مرّت عشرون عاماً على رحيل صقر، ولم يستذكره أحد.
حين عُرضت مسرحيتا "بالنسبة لبكرا شو" و"فيلم أميركي طويل" على شكل شريط "سينمائي"، بعد أن جرى العمل عليهما لفترة طويلة وتجميع مقاطعهما وضبط الصوت وصيانته، رأينا صقر لأول مرة، بعدما كنّا نستمع إلى المسرحيات لأكثر من 30 عاماً من دون أن نشاهدها. وفعلاً، كان صقر هو الجندي المجهول؛ إذ قدّم أداءً لافتاً، سواءً في التمثيل، أو في العروض الغنائية في المسرحية. لم يكن يقلّ جنوناً عن رفيقه زياد، بحركاته وقفزاته وطريقته في الغناء والتمثيل والاستعراض وإلقاء الطرائف والنكات على الخشبة. مثلاً، لم يكن يتخيّل أحد العرض الكبير لأغنية "ع هدير البوسطة" في "بالنسبة لبكرا شو". كان صقر يدير بقية الممثلين على الخشبة بغنائه وحركاته. كان أداءً جنونياً. كثيرون يفضّلون الأغنية بأداء صقر على أداء فيروز؛ ذلك أنّ الأول منح الأغنية تعبيراتها بشكل أكثر حرارة وعمقاً. بدت الرحلة من حملاية إلى تنّورين، مع صقر، كأنّها حقيقية.
كان صقر يعمل مع الأخوين رحباني ويشارك في مسرحياتهم، وهناك تعرّف إلى زياد، وبدءا معاً. كان هناك بطرس فرح وعباس شاهين، وغيرهما، لكن كان لصقر، تحديداً، نكهة أُخرى خاصّة، وبصمة تجعل منه متفرّداً.
كان زياد عازفاً على آلة الأكورديون في فرقة الأخوين رحباني. وكان صقر يغنّي في كورال الفرقة. هكذا، تعرّفا إلى بعضهما وعملا معاً بعد عدّة جلسات، اقترح فيها زياد على رفيقه ألحاناً وكلمات ليؤدّيها: "عملنا قعدة هيك، واشتغلنا مع بعض". بهذا التعبير الهزلي والبسيط، يتحدّث صقر عن بداية عمله مع زياد.
عرفناه بشخصيات عدة، المعلم نخلة التنين في مسرحية "سهرية"، ورامز في "بالنسبة لبكرا شو"، وأبو ليلى في "فيلم أميركي طويل". وما زلنا نستمع إلى ألبومه الأخير مع زياد، "بما إنّو"، ونتساءل أحياناً: لماذا رحل باكراً؟
اقــرأ أيضاً
جمع صقر، في تجربته مع زياد، بين أشكال غنائية عديدة، متباينة ومختلفة كلياً عن بعضها بعضاً؛ كان يؤدّي الألحان الشعبية، مثل "أنا اللي عليك مشتاق" و"عتابا"، وكذلك كان يؤدّي الألحان التي وضعها زياد على الجاز؛ كان يؤدّي الجاد والساخر معاً. لطالما يتحدث زياد في مقابلاته عن أنه لا يغني، ولا يصلح للغناء؛ مداخلاته في بعض الأغاني كانت على سبيل السخرية، أقرب إلى مونولوج كوميدي، وهنا، كان لا بد من صوت قوي ومعبّر يرافقه، كان لا بدّ من جوزيف صقر.
من سيؤدّي أغاني صقر على خشبة "مترو المدينة" بعد أيام؟ رفيقه أيضاً، سامي حوّاط، الذي يرافقه كل من: سامح بو المنى (أكورديون) وفرح قدّور (بزق) وخالد عمران (باص) وأحمد الخطيب (إيقاع)، ويقدّم العرض هشام جابر.
حين عُرضت مسرحيتا "بالنسبة لبكرا شو" و"فيلم أميركي طويل" على شكل شريط "سينمائي"، بعد أن جرى العمل عليهما لفترة طويلة وتجميع مقاطعهما وضبط الصوت وصيانته، رأينا صقر لأول مرة، بعدما كنّا نستمع إلى المسرحيات لأكثر من 30 عاماً من دون أن نشاهدها. وفعلاً، كان صقر هو الجندي المجهول؛ إذ قدّم أداءً لافتاً، سواءً في التمثيل، أو في العروض الغنائية في المسرحية. لم يكن يقلّ جنوناً عن رفيقه زياد، بحركاته وقفزاته وطريقته في الغناء والتمثيل والاستعراض وإلقاء الطرائف والنكات على الخشبة. مثلاً، لم يكن يتخيّل أحد العرض الكبير لأغنية "ع هدير البوسطة" في "بالنسبة لبكرا شو". كان صقر يدير بقية الممثلين على الخشبة بغنائه وحركاته. كان أداءً جنونياً. كثيرون يفضّلون الأغنية بأداء صقر على أداء فيروز؛ ذلك أنّ الأول منح الأغنية تعبيراتها بشكل أكثر حرارة وعمقاً. بدت الرحلة من حملاية إلى تنّورين، مع صقر، كأنّها حقيقية.
كان صقر يعمل مع الأخوين رحباني ويشارك في مسرحياتهم، وهناك تعرّف إلى زياد، وبدءا معاً. كان هناك بطرس فرح وعباس شاهين، وغيرهما، لكن كان لصقر، تحديداً، نكهة أُخرى خاصّة، وبصمة تجعل منه متفرّداً.
كان زياد عازفاً على آلة الأكورديون في فرقة الأخوين رحباني. وكان صقر يغنّي في كورال الفرقة. هكذا، تعرّفا إلى بعضهما وعملا معاً بعد عدّة جلسات، اقترح فيها زياد على رفيقه ألحاناً وكلمات ليؤدّيها: "عملنا قعدة هيك، واشتغلنا مع بعض". بهذا التعبير الهزلي والبسيط، يتحدّث صقر عن بداية عمله مع زياد.
عرفناه بشخصيات عدة، المعلم نخلة التنين في مسرحية "سهرية"، ورامز في "بالنسبة لبكرا شو"، وأبو ليلى في "فيلم أميركي طويل". وما زلنا نستمع إلى ألبومه الأخير مع زياد، "بما إنّو"، ونتساءل أحياناً: لماذا رحل باكراً؟
جمع صقر، في تجربته مع زياد، بين أشكال غنائية عديدة، متباينة ومختلفة كلياً عن بعضها بعضاً؛ كان يؤدّي الألحان الشعبية، مثل "أنا اللي عليك مشتاق" و"عتابا"، وكذلك كان يؤدّي الألحان التي وضعها زياد على الجاز؛ كان يؤدّي الجاد والساخر معاً. لطالما يتحدث زياد في مقابلاته عن أنه لا يغني، ولا يصلح للغناء؛ مداخلاته في بعض الأغاني كانت على سبيل السخرية، أقرب إلى مونولوج كوميدي، وهنا، كان لا بد من صوت قوي ومعبّر يرافقه، كان لا بدّ من جوزيف صقر.
من سيؤدّي أغاني صقر على خشبة "مترو المدينة" بعد أيام؟ رفيقه أيضاً، سامي حوّاط، الذي يرافقه كل من: سامح بو المنى (أكورديون) وفرح قدّور (بزق) وخالد عمران (باص) وأحمد الخطيب (إيقاع)، ويقدّم العرض هشام جابر.