بعد مضيّ عام على رحيله، تقيم "دار الثقافة والنشر الكردية" عند العاشرة والنصف من صباح غدٍ الخميس ندوة استذكارية يتحدّث خلالها كلّ من الناقد فاضل ثامر، والباحث علي حسن الفواز يتطرّقان فيها إلى جملة آراء الداوودي ومواقفه السياسية والفكرية، وتجربته الأدبية خلال أكثر من نصف قرن.
التقى ثامر بصاحب رواية "أطول عام" (1994) في سجن الحلّة سنة 1965، ورغم الرقابة المفروضة على جميع السجناء السياسيين، آنذاك، إلا أنهما استطاعا إقامة أنشطة ثقافية منوّعة خلف القصبان، وكان حالهما أفضل حين انتقلا إلى سجن نكرة السلمان، وهناك بدأت نقاشاتهما وجلساتهما تأخذ بعداً أكثر واقعية.
ويرى ثامر أن "محاولات الداوودي في كتابة الرواية، كانت نتيجة امتزاج بين التاريخ والثيمة السردية الروائية، وكان فيها الكثير من الفانتازيا حتى أنه اتّهم بأنه يقلّد ماركيز"، وهو توجّه حافظ عليه صاحب "ذاكرة مدينة منقرضة" (2010) لكنه أصبح أكثر ميلاً لفهم التحوّلات السياسية والاجتماعية في العراق، ومنطقة كردستان، في فترة لاحقة.
يتحدّث الفواز عن محطّات أخرى في حياة الراحل، الذي عمل معلماً في بدايات حياته، ونشر أولى قصصه في سن مبكرة لم يتجاوز حينها السابعة عشر، ثم غادر العراق بعد سنوات اعتقاله متوجّهاً إلى ألمانيا التي نال فيها درجة الدكتوراه في التاريخ، ليعود إلى بلاده مدرّساً في "جامعة الموصل" لفترة قصيرة، حيث اضطر مرة أخرى للمغادرة بسبب مواقفه السياسية.
نشر الداوودي أعمالاً روائية عديدة من بينها "رجل في كل مكان” (1975)، و"زمن الهروب" (1998)، و"وداعاً نينوى" (2004)، و"تحولات" (2007)، و"فردوس قرية الأشباح" (2007). كما أصدر مجموعات قصصية هي: "الإعصار" (1962)، و"الزنابق التي لا تموت" (1978)، وأسطورة مملكة السيد" (1990). إلى جانب ذلك أصدر دراسة تاريخية بعنوان "فهد والحركة الوطنية في العراق" (2003/ مؤلّف مشترك)، و"الأكراد: تاريخ، حضارة، كفاح مصيري" (1987) باللغة الألمانية.