فقد استمرت الاحتجاجات في البلدات التي كانت قد شهدت اضطرابات أمس الجمعة، قبل أن تنتقل إلى مدينة السليمانية وبلدتي سيد صادق وكلار التابعتين لها، حيث قام المئات من الشبان، قال حزب البارزاني إنهم مدفوعون من حركة التغيير المشاركة بالحكومة والبرلمان، بمهاجمة مقرات الحزب في السليمانية وكلار وسيدصادق وكذلك مبنى تلفزيون روادو الذي يموله الحزب.
اقرأ أيضا: كردستان العراق: قتلى في مظاهرات بسبب الرواتب والخلافات السياسية
وأسفرت الاضطرابات عن مقتل عضو في حزب البارزاني في بلدة كلار وإصابة عشرة آخرين من الحزب نفسه، كما قتل اثنان من المحتجين في بلدة كلار وأصيب نحو 50 آخرين من المحتجين والشرطة في السليمانية وأغلب الإصابات خفيفة، ووقعت نتيجة الضرب بالحجارة.
وقال مسؤول حزب البارزاني في بلدة كلار التابعة لمحافظة السليمانية، أكرم صالح، في تصريح صحفي عن الأحداث، إن "عناصر تابعين لحزب العمال الكردستاني التركي المعارض لأنقرة والمعروف اختصاراً بـــ PKK بالوقوف وراء الاحتجاجات إلى جانب حركة التغيير التي يرأسها نوشيروان مصطفى وتأجيج المتظاهرين وتوجيههم إلى استخدام العنف واستهداف مقار حزبه".
ويؤكد مراقبون في الإقليم أن تصريحات العديد من المسؤولين تتضمن إشارات إلى وجود أياد خارجية تقف خلف اضطرابات المنطقة، وأنه ليس هناك من طرف خارجي قادر على التأثير على أوضاع الإقليم عدا إيران، حيث وضْع الحكومة العراقية وكذلك سورية لا يساعدانهما على التدخل في وضع غيرهما بسبب التدهور في كل من العراق وسورية، كذلك يستبعد المراقبون وجود دور لتركيا المنشغلة منذ شهرين بخوض حرب شاملة ضد حزب العمال الكردستاني.
ويلفت المراقبون إلى الدور الإيراني، وأن حزب العمال الكردستاني التركي المعارض لأنقرة معروفة ارتباطات قادته الحاليين بإيران لتحقيق أهداف ضمن الأجندة الإيرانية ليس في العراق فقط بل في سوربة أيضاً، فضلاً عن أن الاضطرابات جميعها وقعت في مناطق خاضعة لنفوذ حزب الاتحاد الوطني الكردستاني برئاسة جلال الطالباني وحركة التغيير التي يرأسها نوشيروان مصطفى وللحزب الأخيرين صلات وثيقة بإيران، وفقاً للمراقبين.
وفي ردة فعل سياسية على اضطرابات إقليم كردستان، أصدر الحزب الديمقراطي الكردستاني (حزب البارزاني) موقفاً جديداً، أكد فيه وبشكل صريح اتهامه لحركة التغيير وزعيمها نوشيروان مصطفى بالوقوف وراء الأحداث.
اقرأ أيضا: ملايين النازحين العراقيين في مواجهة شتاء قاسٍ
وقال الحزب الديمقراطي في بيان أصدره مساء السبت، وحصل "العربي الجديد" على نسخة منه، "حدثت سلسلة من الأعمال التخريبية ضد مقرات حزبنا في حدود محافظة السليمانية وإدارة منطقة كرميان باسم الاحتاج الجماهيري، لكن الاحتجاجات لم تكن عفوية بل مُعدٌّ لها بهدف تخريب الوضع ومهاجمة مقرات حزبنا في الوقت الذي نعمل بكل مساعينا للدفاع عن كردستان ضد إرهابيي داعش".
وكخطوة أولى، لفت الحزب إلى أنه "سيعيد النظر في اتفاقات تأليف الحكومة وتشكيل رئاسة البرلمان ومشاركة حركة التغيير فيها".
كما دعا الحزب كوادره إلى الحفاظ على الأمن والاستقرار في مدن الإقليم والتعامل بمسؤولية مع الوضع.
وتشارك حركة التغيير بخمسة وزراء في الحكومة، إضافة إلى منصب رئاسة البرلمان و23 عضواً، وسيطاول أي تعديل في الحكومة ورئاسة البرلمان المواقع الستة، وهي حقائب المالية، والأوقاف، والبيشمركة، والتجارة والصناعة، والشهداء، ومنصب رئيس البرلمان.
ويقود الحكومة الحزب الديمقراطي الكردستاني، وهو أكبر الأحزاب تمثيلاً في البرلمان بــ 38 مقعداً، لكنه ممثل بالحكومة بخمسة وزراء مثله مثل حركة التغيير، وحزب الطالباني.