استقبل وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي، مساء أمس الأربعاء، نظيره السوداني علي يوسف الشريف في القاهرة، في أول لقاء رسمي بعد تعيين الأخير وزيراً للخارجية قبل ثلاثة أيام. وقال بيان للخارجية المصرية إن اللقاء يأتي "تأكيداً لخصوصية العلاقات بين مصر والسودان، على ضوء الروابط التاريخية التي تجمع الشعبين الشقيقين".
وقدم عبد العاطي التهنئة لوزير الخارجية السوداني على منصبه الجديد، والثقة التي حاز عليها من مجلس السيادة السوداني، مجدداً موقف بلاده "الراسخ من دعم الخرطوم في هذا الظرف الدقيق، والوقوف إلى جوار مؤسسات الدولة الوطنية، واحترام سيادة السودان، ووحدة وسلامة أراضيه، ورفض أي تدخل في شؤونه الداخلية".
وأضاف عبد العاطي أن "مصر ستظل تقف بجوار السودان، وشعبه الشقيق، خلال الظرف الحرج والمنعطف التاريخي الخطير الذي يمر به"، مؤكداً حرص القاهرة على "تقديم كافة أوجه الدعم للسودان، سواء على المستوى السياسي أو الإنساني". وتابع أن القاهرة استضافت مؤتمراً للقوى المدنية والسياسية السودانية في يونيو/ حزيران الماضي، في إطار الجهود المصرية الرامية إلى تحقيق السلام والأمن في السودان. وأشار إلى حرص مصر أيضاً على توفير أوجه الرعاية للسودانيين الذين توافدوا عليها بأعداد كبيرة، منذ اندلاع الأزمة في البلاد، وتدهور الأوضاع الإنسانية هناك. وحسب البيان، عكس اللقاء "تطابقاً في المواقف بشأن قضية الأمن المائي، باعتبار أن تحقيق الأمن المائي يمثل مسألة وجودية للبلدين، وهو أمر لا يمكن التهاون حياله"، في إشارة إلى تداعيات سد النهضة الإثيوبي على مصر والسودان.
ويوم الاثنين الماضي، التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان، على هامش أعمال الدورة الثانية عشرة للمؤتمر الحضري العالمي المنعقد بالقاهرة. وشدد السيسي على "قوة ورسوخ الروابط التاريخية التي تجمع البلدين الشقيقين، على المستويين الرسمي والشعبي، وحرص مصر على استمرار الدعم للسودان بهدف الخروج من الأزمة التي يمر بها". وعاد ملف الأزمة السودانية ليحتل موقعاً متقدماً على أجندة أولويات الإدارة المصرية، لا سيما بعد إيقاف قوات الدعم السريع في السودان جميع الصادرات المتجهة إلى مصر من المناطق التي تسيطر عليها، في دارفور غربي السودان وكردفان وسط البلاد، في خطوة تُثير القلق حول مستقبل وحدة السودان.
وكانت وزارة الخارجية المصرية قد أدانت اعتداءات "مليشيا الدعم السريع" على المدنيين في شرق ولاية الجزيرة وسط السودان، مؤكدة متابعتها بقلق بالغ الهجمات الشرسة التي قامت بها في هذه المنطقة، واستهدفت المدنيين العزّل من أطفال ونساء وشيوخ.