بعد عملين مسرحيين "بيروت طريق جديدة" و"بيروت فوق الشجرة"، يحضر الكاتب والمخرج، يحيى جابر، في عمل مسرحي جديد "اسمي جوليا"، ويخرج هذه المرة من بيروت وأجوائها وحاراتها إلى ضاحيتها الجنوبية، وتحديداً منطقة برج البراجنة، التي عرفت تعايشاً قبل فترة الحرب، ثم صبغت بلون وطائفة واحدة، في فترة ما بعد الحروب التي ما زال لبنان يعانيها.
أمام هذا الواقع، تجلس جوليا، انجو ريحان، ابنة برج البراجنة، لتروي قصة حياتها منذ الطفولة. بداية، تخاطب الابنة والدتها على موسيقى أغنية فايزة أحمد "ست الحبايب"، تقف جولياً كثيراً، عند كلمة "حبيبة" التي ترددها، ثمة عتب تحمله كلمة "حبيبة" من قبل "جوليا" في مخاطبة أمها. فـ"حبيبة" هنا، خرجت من الكيان العاطفي المربوط بـالأمومة، لتسجل عتاباً، أو ملامة، على طفولة تاهت بين تقليدية وعادات الأهل في تعاملهم مع أبنائهم.
تخلع جوليا ضائقتها، وتروي بلغة مبسطة، تفاصيل صغيرة، لا يمكن أن تكون من وحي خيال جابر، بل نماذج واضحة عشناها بالتفاصيل ذاتها جميعاً.
طفولة قاسية، عاشتها جوليا المولودة في العام 1978، تحديدا بعد ثلاث سنوات من بداية الحرب اللبنانية، والواقع الذي فُرض على كل المناطق اللبنانية، من قتل وتهجير، وكيفية تعامل الآباء مع الأبناء، زواج والد جوليا من امرأة سورية، من اللاذقية، وتداعيات هذا الزواج، بين الزوجين، تسلط الأب، وكبرياء الأم القائم على الغيرة والجهل فقط، ونشأة العائلة والأطفال تحديداً وسط كل هذا الزحام النفسي الذي تشهده العائلة.
تبعث المشاهد الأولى، أو الحركات الأولى من المسرحية، الحماس الذي تؤججه ريحان في كل الأدوار، وثورتها الواضحة من البداية، على كل تلك العادات السخيفة، التي عبقت بها طفولتنا، لا شيء يمنعها من ذلك، شال أحمر يحيطها، يساعدها في كشف "كاراكتيرات" وشخصيات العائلة والعادات والتقاليد، وفك شيفرات الطفولة بعدما مضى العمر، وأصبحت اليوم امرأة ناضجة، تروي قصتها.
لا يريد يحيى جابر الخروج من دائرة يومياتنا، محاولاته تأتينا على المسرح لتعرّي ذاكرتنا مجدداً، وتحملنا إلى واقع وماض طويل نعيشه اليوم، نتذكر أدق تفاصيله، في صور مُتحركة لا بد أنها تعزز هذه الذاكرة المقنعة، ومفردات بسيطة تنقل يوميات نريد ان يكتشفها هذا الآخر أو المتفرج معنا.
جابر وريحان ينقلان الحقائق كما هي، دون ماكياج، أو حتى رتوش بسيطة، ربما هو فنّ "الحكواتي" الذي شغل بالنا في الأيام الخوالي، ويعود اليوم بتطور بسيط في الأداء المسرحي، الذي يَحجُز الفكرة لساعة ونيف أمام العين، نتعاطف مع "جوليا" لأنها ظلمت، وتزوجت، وأصيبت بسرطان الثدي، ولا يشغلنا عنها وعنا نحن، إلّا التصفيق على خيبات حملتنا جميعاً إلى وجع الذاكرة، وتلك الشخصيات المبعثرة، في وطن تحكمه الفئات والفوارق الطبقية، والتعصب المذهبي الديني، غير الإنساني والذي لا يليق بطفولة أنهكتها الحرب، والخيانة، والتقاليد البالية، ليأتي دور المرض نهاية.
لغة مشهديه محنكة، وضعت في قالب بسيط جداً يزيد بالتالي من حضور جمهور المسرح التائه اليوم في عصر الميديا البديلة.
اقــرأ أيضاً
أمام هذا الواقع، تجلس جوليا، انجو ريحان، ابنة برج البراجنة، لتروي قصة حياتها منذ الطفولة. بداية، تخاطب الابنة والدتها على موسيقى أغنية فايزة أحمد "ست الحبايب"، تقف جولياً كثيراً، عند كلمة "حبيبة" التي ترددها، ثمة عتب تحمله كلمة "حبيبة" من قبل "جوليا" في مخاطبة أمها. فـ"حبيبة" هنا، خرجت من الكيان العاطفي المربوط بـالأمومة، لتسجل عتاباً، أو ملامة، على طفولة تاهت بين تقليدية وعادات الأهل في تعاملهم مع أبنائهم.
تخلع جوليا ضائقتها، وتروي بلغة مبسطة، تفاصيل صغيرة، لا يمكن أن تكون من وحي خيال جابر، بل نماذج واضحة عشناها بالتفاصيل ذاتها جميعاً.
طفولة قاسية، عاشتها جوليا المولودة في العام 1978، تحديدا بعد ثلاث سنوات من بداية الحرب اللبنانية، والواقع الذي فُرض على كل المناطق اللبنانية، من قتل وتهجير، وكيفية تعامل الآباء مع الأبناء، زواج والد جوليا من امرأة سورية، من اللاذقية، وتداعيات هذا الزواج، بين الزوجين، تسلط الأب، وكبرياء الأم القائم على الغيرة والجهل فقط، ونشأة العائلة والأطفال تحديداً وسط كل هذا الزحام النفسي الذي تشهده العائلة.
تبعث المشاهد الأولى، أو الحركات الأولى من المسرحية، الحماس الذي تؤججه ريحان في كل الأدوار، وثورتها الواضحة من البداية، على كل تلك العادات السخيفة، التي عبقت بها طفولتنا، لا شيء يمنعها من ذلك، شال أحمر يحيطها، يساعدها في كشف "كاراكتيرات" وشخصيات العائلة والعادات والتقاليد، وفك شيفرات الطفولة بعدما مضى العمر، وأصبحت اليوم امرأة ناضجة، تروي قصتها.
لا يريد يحيى جابر الخروج من دائرة يومياتنا، محاولاته تأتينا على المسرح لتعرّي ذاكرتنا مجدداً، وتحملنا إلى واقع وماض طويل نعيشه اليوم، نتذكر أدق تفاصيله، في صور مُتحركة لا بد أنها تعزز هذه الذاكرة المقنعة، ومفردات بسيطة تنقل يوميات نريد ان يكتشفها هذا الآخر أو المتفرج معنا.
جابر وريحان ينقلان الحقائق كما هي، دون ماكياج، أو حتى رتوش بسيطة، ربما هو فنّ "الحكواتي" الذي شغل بالنا في الأيام الخوالي، ويعود اليوم بتطور بسيط في الأداء المسرحي، الذي يَحجُز الفكرة لساعة ونيف أمام العين، نتعاطف مع "جوليا" لأنها ظلمت، وتزوجت، وأصيبت بسرطان الثدي، ولا يشغلنا عنها وعنا نحن، إلّا التصفيق على خيبات حملتنا جميعاً إلى وجع الذاكرة، وتلك الشخصيات المبعثرة، في وطن تحكمه الفئات والفوارق الطبقية، والتعصب المذهبي الديني، غير الإنساني والذي لا يليق بطفولة أنهكتها الحرب، والخيانة، والتقاليد البالية، ليأتي دور المرض نهاية.
لغة مشهديه محنكة، وضعت في قالب بسيط جداً يزيد بالتالي من حضور جمهور المسرح التائه اليوم في عصر الميديا البديلة.