وقد اختارت كوري، وفق تقرير نشرته وكالة "بلومبيرغ" اليوم الإثنين، إقامة حفلة ترفيهية للأطفال، واستخدمت 13 ألف جنيه (17 ألف دولار) من مدخراتها لاستبدال وركها، بدلا من قضاء أشهر على قائمة انتظار الخدمة الصحية الوطنية.
وتتيح الخدمة الصحية الوطنية "أن أتش إس" الرعاية الصحية الجيدة والمجانية للجميع بتمويل من الضرائب.
ويدفع البريطانيون حوالي مليار جنيه سنوياً لتغطية النفقات الطبية الخاصة بهم، وهو اتجاه يعطي صناعة الاستشفاء الأمل بنمو في مرحلة ما بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست).وقدرت كوري (50 عاما)، أن الشركة التي تديرها مع زوجها، قد تفقد 10 آلاف جنيه من العائدات، لو انتظرت عملية جراحية مجانية، بسبب طول الانتظار على قوائم الخدمة الصحية الوطنية.
وتحد محادثات الانفصال عن الاتحاد الأوروبي من النمو الاقتصادي والإنفاق الاستهلاكي، وفق تقرير "بلومبيرغ"، ولا تبدو المملكة المتحدة مستعدة للتوسع في الرعاية الصحية. في حين أن بريكست سيحرر الملايين من الجنيهات من أجل تخفيض قوائم الانتظار بالرعاية الصحية العامة، عبر دفع المرضى نحو القطاع الخاص.
وقال جوان كوستا فونت، الأستاذ المساعد في قسم السياسة الصحية في كلية الاقتصاد في لندن، في مقال نشره هذا الشهر: "من خلال تخفيض حركة اليد العاملة والدخل القومي المستخدم لتمويل الخدمات العامة، فإن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيجعل الأمر أسوأ بالنسبة للخدمة الصحية الوطنية".
هكذا، تجد شركات مثل شركة نيتكير المحدودة وشركة ميديكلينيك إنترناشيونال بي إل سي، التي تمتلك شركات محلية تقدم 34% من المستشفيات الخاصة في بريطانيا، استعداداً لتجاوز الركود.
وبحلول الوقت الذي من المقرر أن يحدث الانفصال فيه عام 2019، فإن عدد المرضى على قوائم الانتظار لإجراء عمليات تحت تغطية الخدمة الصحية الوطنية، يمكن أن يرتفع إلى 5.5 ملايين شخص، من 3.7 ملايين الآن، وفق "بلومبيرغ".
ولتخفيف العبء عن النظام العام الذي يعاني نقصاً في التمويل والاكتظاظ، تقوم دائرة الصحة الوطنية بإرسال مئات الآلاف من المرضى كل عام إلى المستشفيات الخاصة.
وفي ظل توقع طفرة في الطلب على التغطية الطبية الخاصة، ارتفع عدد الأشخاص الذين يخضعون لأنظمة التأمين الطبي بنسبة 16% بين عامي 1995 و2005.
ومنذ الأزمة المالية العالمية في 2008 وحتى عام 2014، عانى أكثر من 400 ألف شخص من انخفاض التغطية الصحية ولم تعد الصناعة تتعافى منذ ذلك الحين. إذ إنه، وفق تقرير "بلومبيرغ"، فإن واحداً من كل 10 أشخاص من بين 65 مليون شخص في المملكة المتحدة لديهم إمكانية الوصول إلى تغطية صحية خاصة.
إلا أن ارتفاع الإحالات من الهيئة الوطنية للصحة، بدأت تغير توقعات النمو المستقبلي للقطاع. وارتفعت حالات الإنفاق الصحي الذاتي بنسبة 6.4% في النصف الأول من عام 2017 وحده.
وافتتحت مجموعة سباير للرعاية الصحية، التي اشترت ميديكلينيك 29.9% من أسهمها في عام 2015، مستشفيات جديدة في مانشستر ونوتنغهام هذا العام أيضا. وعززت ميديكلينيك الفرص لرفع حصتها قبل وبعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بدلاً من التركيز على التوسع في سويسرا وجنوب أفريقيا والإمارات العربية المتحدة.