اكتشاف أقدم آثار أقدام في التاريخ في الصين

كان معظم الباحثين يعتقدون، قبل هذا الاكتشاف، بأنَّ بنية حيوانات الإدياكارا تعتمد على الأوراق أو الريش أو لها بنية قماشيَّة، إذا صحَّ التعبير، حسب ما وصلهم من الانطباعات أثناء البحث. كانوا متأكّدين من أنَّ جسدها ناعم، ولها هياكل أنبوبيَّة على شكل استثارات، ما زالت مهمّتها حتّى الآن مثيرةً للجدل، لكنّ الجميع اتّفق على أنّ تلك الهياكل تلعب دورًا في التغذية والامتصاص. يرجّح أنَّ تلك الاستثارات المتحرّكة كانت تساعد حيوانات الإدياكارا في تناول الطعام عبر الامتصاص من الأرض. ولم تكن لدى الإدياكارا أي أطراف تساعدها على الحركة. لكن ثمَّة اكتشافا حديثا قامت به مجموعة بحثيّة صينية - أميركيَّة كانت تعتقدُ بأنَّ الاختراع التطوُّري للساق لم يكن موجودًا أبدًا، ولكنّها وجدت آثار أقدامٍ لهذه الكائنات تعود إلى عام 551 أو 541 مليون عام، وهي المرحلة المتأخّرة من عمر هذه الحيوانات. اكتشفت الآثار بالقرب من نهر اليانغستي في الصين، ونشرت النتائج في مجلّة Science Advances العلميّة المحكمة.

وتُعتبَر آثار الأقدام هذه، أقدم آثار أقدام وجدت على الإطلاق حتّى الآن، كما ذكر موقع "شبيغل أون لاين". وتعتبر هذه الكائنات مرحلة تحوّل من كائنات البحر إلى كائنات اليابسة، وعلى ما يبدو، كان لديها جسم متناظر، وثمَّة ساق أو ساقان لكل نصفٍ، على عكس الإسفنج أو قنديل البحر أو حيوانات الإدياكارا في المرحلة المبكّرة، وكان لديها ساقان تكفيان لرفع الجسم عن الأرض. وحصل العلماء على دلائل تشير إلى أنَّ هذه الحيوانات كانت تمتلك نشاطاً جسديّاً، إذْ حفرت السطوح التي كانت تطؤها بحثاً عن الطعام أو غازٍ للتنفُّس. ويؤكّد الباحثون أنّ هذه الحيوانات كانت تبحث دومًا من أجل التغذية عن السجاد البكتيريّ الغني الميّت. أما هجرتها إلى اليابسة، فهي من أجل البحث عن الغذاء أوَّلاً، كما أنَّ الحماية على اليابسة أفضل. الأبعاد الفيزيائيَّة لهذه الحيوانات هي غامضة حتّى الآن، إذْ يقدَّر طول أرجلها ببوصات قليلة فقط، تساعدها على المشي في مسارات صغيرة، وقدّر عرض أجسامها بـ1.4 سنتم، أمّا طولها، فلا يزال غامضاً حتّى الآن. أكثر حيوانات نعرفها تشبهها هي الحشرات والعناكب والقشريّات. 

وأخيرًا أشار البحث إلى أنَّه من الصعب جدًا العثور على معلومات كافية حول حيوانات الإدياكارا، بسبب حجمها الصغير من جهة، والتقلّبات المدمرة التي مرّ بها كوكب الأرض من جهة أخرى، الأمر الذي جعل أثرها يختفي من الوجود.


(العربي الجديد)