تحضر هذه الخلفية مع الإعلان عن اكتشاف مقابر جرمنتية في تساوة على بعد 200 كلم من مدينة سبها الجنوبية تعود إلى قبائل ليبية عاشت في المنطقة في القرن الأول الميلادي، بعد أن بلّغ أحد المواطنين الجهات المختصة عن وجود آثار في مزرعته الخاصة.
يأتي هذا الاكتشاف عبر صدفة قادت إليه، في ظلّ الفوضى والاضطرابات التي تسود ليبيا منذ سنوات، وقد أُطلقت تحذيرات عدّة حول عدم توفّر حماية لمعظم الأماكن الأثرية، حيث تمّ تجريف أكثر من 15 موقعاً منها ونهب قرابة 8000 قطعة تعود إلى الحقبتين الرومانية والفينيقية، في ظلّ دعوات لنقل جميع الآثارنا المهدَّدة إلى الخارج، بالنظر إلى غياب الآليات الرسمية لتأمينها.
يضمّ الاكتشاف الجديد مجموعتين من القبور الدائرية التي يزيد عددها عن 42 قبراً تقع على سفح وادي عتبة الذي يصل ارتفاعه إلى 60 متراً. وجاء في بيان "مصلحة الأثار" أن "المقابر المكتشفة منقورة في الصخر الرسوبي، وبعد الكشف عن بعض قطع فخارية بالموقع، تبين أنها مقابر جرمنتية دفنت بطريقة القرفصاء وهي طريقة ليبية قديمة في الدفن".
لم يُحدد بعد العصر الذي بنيت فيه هذه المدافن، لكن الكشوف الأركيولوجية تُرجع وجود قبائل الجرمنتيين في تلك المنطقة إلى القرن الأول بعد الميلاد، حيث أسّس الجرمنتيون الذين يُعتبرون من القبائل الأمازيغية، مملكة لهم اشتملت على أجزاء من ليبيا والجزائر والنيجر ومالي، وسمّيت عاصمتهم جرمة التي تقع في تساوة حالياً.