في هذا السياق، أعلنت الشرطة العراقية في بابل (جنوب العاصمة بغداد) اليوم الأحد عن العثور على عشرات القطع الأثرية، يأتي ذلك بعد موجة سيول ضربت عدّة مناطق قرب المدينة التاريخية جنوب مدينة الحلّة؛ مركز المحافظة.
قال قائد شرطة "حماية الآثار" أمجد العوادي في بيان تلقى "العربي الجديد" نسخة منه إن "عناصر الأمن انتشلت 75 قطعة أثرية مختلفة جرفتها السيول من الأرض وتحفّظت عليها".
وأضاف أن "العدد الأكثر منها عُثر عليه بالقرب من مقام النبي إبراهيم وهي عبارة عن قطع معدنية وأوانٍ فخارية ورُقُماً طينية، كانت قد جرفتها سيول الأمطار الغزيرة الأسبوع الماضي، كما ُعثر على الأخرى قرب تل الزقورة.
وأكّد البيان على أن "جميع القطع سُلّمت الى دائرة الآثار وهي الجهة المختصة والمعنية بالمواد"، لافتاً الى أن "هطول الأمطار في السنوات السابقة تسبّب في اكتشاف العديد من القطع الأثرية وبشكل مستمر".
من جانبه قال احمد حسين الجنابي من مفتشية آثار بابل لـ"العربي الجديد" إن "الآثار التي عثر عليها تشي بوجود أضعاف منها في نفس المنطقة"، مبيناً أن "الأمطار تسببت بتجريف سطح الأرض في كثير من المناطق في المنطقة، وكشفت خلال العامين الماضيين عن قرية تحت الأرض ومنازل منفردة وقبور بابلية وقطع أثرية مختلفة على أمل أن يؤدي ذلك إلى عودة الفرق الاستكشافية الغربية للمدينة واستئناف التنقيب بسبب تواضع الخبرات العراقية في هذا المجال" وفقاً لقوله.
وأشار إلى "مطالبة "دائرة الآثار" الشرطة بتوفير حماية مشدّدة للمناطق التي ضربتها السيول، أو التي عُثر فيها على القطع حيث ينتشر اللصوص في العادة بحثاً عنها، وبما أن الخبر أشيع وأعلن رسمياً فإنهم سيحاولون المجيء ليلاً للبحث عن قطع أثرية في المكان".
لا تبدو المسألة مستغربة في ظلّ عدم تأمين استراتيجية للحفاظ على الآثار العراقية، ويأتي ذلك بالتزامن مع استمرار حملة أطلقها ناشطون مدنيون تهدف إلى حث "اليونسكو" على إدراج آثار بابل ضمن لائحة التراث العالمي بعد محاولات انتهت بالفشل بسبب تشييد أبنية المدينة في تسعينات القرن الماضي اعتبرت مخلة بشروط تصنيفها كمواقع أثرية.