بعد الثالث من يوليو/تموز 2013، بأيام، أو لنقل بأسابيع بدا المشهد المصري أقرب إلى الخيال: مداهمة وسائل إعلامية، إقفال مكاتبها. ظنّنا أن الأمر انتهى هنا. لكن بدأ النظام الجديد ــ القديم، يكشف عن عطشه الأبدي إلى الدماء. جاءت مجزرة رابعة العدوية، وجاء معها الذهول التام. هكذا إذاً قرّر النظام الذي جاء بدعم شعبي كبير جدّاً تمثل في تظاهرات 30 يونيو/حزيران، القضاء على معارضيه. القضاء عليهم حرفياً بقتلهم. واستمر القتل في الشارع، وعلى أبواب الجامعات، ورافقه اعتقالات بالجملة. اعتقالات عشوائية: تحمل شعاراً سياسيّاً تعتقل، ترفع شارة رابعة تعتقل (أو تقتل)، ترفض عسكرة الدولة تعتقل... ثمّ جاء دور الصحافيين. هجّروا باسم يوسف، حجبوا بلال فضل، اختفت ريم ماجد، أزيح يسري فودة، وطبعاً سجن الصحافيون بتهم خرافية.
والآن وعلى ما يبدو وفق أجندة واضحة جدّاً منذ اللحظة الأولى، جاء دور الفنانين. من يقول رأيه المخالف لرأي النظام سيهمّش، ستنطلق ضدّه حملة بمؤازرة من الجيش الإلكتروني الذي يعرف جيداً دوره و صلاحياته. قال خالد أبو النجا رأيه فانهالت عليه الشتائم وتهم التخوين من كل الجهات، هو الذي كان من أبرز الوجوه المشاركة في ثورة 25 يناير منذ لحظتها الأولى. قال محمد عطية رأيه، حوصر من كل الجهات... والآن حمزة نمرة، الذي يتمتع بشعبية كبيرة وسط الشباب المصريين تمنع أغانيه على الإذاعة المصرية لموقفه السياسي.
لكن النظام لم يتعلّم من كل ما شهدته مصر في السنوات الأربع الأخيرة. الاحتقان الشعبي بدأ يظهر واضحاً، حملات التضامن تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي، حتى عند هؤلاء الذين لا موقف واضح لهم مما يجري في مصر. هل حقّاً يجهل النظام ومن حوله الارتباط بين المصريين والفن؟ هل يظنّ أن من رضي بالتهميش السياسي تحت حجة "عايزين نخلص" سيرضى بفلترة الفنّ الذي يشاهده ويسمعه؟ لعلّ أكبر إنجاز للثورة المصرية هو قلب المشهد الموسيقي، وخروج فنّ مختلف، وجميل، يخاطب الشباب، يتحدّث عنهم وعن أحلامهم وأزماتهم. هل حقّاً يريد النظام سرقة آخر متنفّس للمصريين؟
والآن وعلى ما يبدو وفق أجندة واضحة جدّاً منذ اللحظة الأولى، جاء دور الفنانين. من يقول رأيه المخالف لرأي النظام سيهمّش، ستنطلق ضدّه حملة بمؤازرة من الجيش الإلكتروني الذي يعرف جيداً دوره و صلاحياته. قال خالد أبو النجا رأيه فانهالت عليه الشتائم وتهم التخوين من كل الجهات، هو الذي كان من أبرز الوجوه المشاركة في ثورة 25 يناير منذ لحظتها الأولى. قال محمد عطية رأيه، حوصر من كل الجهات... والآن حمزة نمرة، الذي يتمتع بشعبية كبيرة وسط الشباب المصريين تمنع أغانيه على الإذاعة المصرية لموقفه السياسي.
لكن النظام لم يتعلّم من كل ما شهدته مصر في السنوات الأربع الأخيرة. الاحتقان الشعبي بدأ يظهر واضحاً، حملات التضامن تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي، حتى عند هؤلاء الذين لا موقف واضح لهم مما يجري في مصر. هل حقّاً يجهل النظام ومن حوله الارتباط بين المصريين والفن؟ هل يظنّ أن من رضي بالتهميش السياسي تحت حجة "عايزين نخلص" سيرضى بفلترة الفنّ الذي يشاهده ويسمعه؟ لعلّ أكبر إنجاز للثورة المصرية هو قلب المشهد الموسيقي، وخروج فنّ مختلف، وجميل، يخاطب الشباب، يتحدّث عنهم وعن أحلامهم وأزماتهم. هل حقّاً يريد النظام سرقة آخر متنفّس للمصريين؟